أول 48 ساعة من الاقتتال الدامي بين كبرى فصائل غوطة دمشق الشرقية تودي بحياة 95 مقاتل ومدني على الأقل

17

لا يزال الاقتتال العنيف متواصلاً بين كبرى فصائل الغوطة الشرقية، حيث دخلت هذه الاشتباكات يومها الثالث على التوالي، منذ بدء اندلاعها صبيحة يوم الجمعة الـ 28 من نيسان / أبريل الجاري من العام 2017، بين جيش الإسلام من جانب، وفيلق الرحمن وهيئة تحرير الشام من جانتب آخر، عقب عام كامل من اقتتال دامٍ بين الفصائل ذاتها، قضى حينها مئات المقاتلين واستشهد وأصيب عشرات المدنيين.

هذا الاقتتال المتواصل بين هذه الفصائل والمتركز على عدد من المحاور في غوطة دمشق الشرقية من أبرزها حزة وأطراف زملكا وعربين وجسرين وأطراف سقبا من جهة الأفتريس، لا تزال تخلف مزيداً من الخسائر البشرية، مع تصاعد عنف الاشتباكات، واستقدام كل طرف لتعزيزات عسكرية واستخدام الرشاشات الثقيلة واستقدام المدرعات العسكرية، حيث وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان 95 مدنياً ومقاتلاً على الأقل استشهدوا ولقوا مصرعهم خلال الـ 48 ساعة الأولى من الاقتتال الدامي بين الفصائل آنفة الذكر، من ضمنهم 87 مقاتلاً من الفصائل بينهم 32 من مقاتلي جيش الإسلام قضوا جميعاً في القصف والاشتباكات، إضافة لـ 8 أشخاص هم 5 مدنيين أحدهم طفل استشهدوا في حزة وكفربطنا وعربين ومزارع جسرين، فيما لا يزال الثلاثة المتبقين مجهولي الهوية.

وكان أصيب أمس عدة مواطنين بجراح، إثر إطلاق نار على مظاهرة في الغوطة الشرقية، حيث خرجت المظاهرة في مدينة سقبا وحمورية بغوطة دمشق الشرقية، وضمت نحو 5 آلاف مواطن من قاطني وأبناء الغوطة الشرقية، نددت بالاقتتال الدامي بين كبرى فصائل الغوطة الشرقية، وأكدت مصادر أهلية للمرصد أن المظاهرة اتجهت نحو خطوط الاقتتال في بلدة حزة، وحين اقترابها من محاور الاشتباك، تعرضت لإطلاق نار مباشر على المظاهرة، ما تسبب بإصابة 5 متظاهرين بجراح متفاوتة الخطورة، واتهم متظاهرون مقاتلين من جيش الإسلام بإطلاق النار عليهم، فيما تشهد المناطق القريبة من محاور القتال منذ يوم أمس الأول الجمعة انعداماً لحركة المواطنين، بسبب إطلاق النار والاستهدافات المتبادلة بين الطرفين والتي خلفت خسائر بشرية.

كذلك كانت مصادر أهلية أكدت للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن جيش الإسلام عمد إلى توجيه نداءات يطالب فيها مقاتلي فيلق الرحمن وهيئة تحرير الشام بتسليم أنفسهم “حقناً للدماء”، كما طالب جيش الإسلام سكان الغوطة الشرقية ومناطق الاشتباك وما حولها، بالتزام منازلهم والنزول إلى الأقبية، حيث أن هذا الاقتتال المتجدد بين كبرى فصائل غوطة دمشق الشرقية، يأتي بعد عام كامل من الاقتتال الذي جرى بين جيش الإسلام من طرف، وفيلق الرحمن وجيش الفسطاط الذي كانت تشكل جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) عماده من طرف آخر، والذي اندلع في أواخر نيسان / أبريل الفائت من العام المنصرم 2016، وقضى فيه أكثر من 500 مقاتل من الطرفين، بالإضافة لمئات الأسرى والجرحى في صفوفهما، كما تسبب في استشهاد نحو 10 مواطنين مدنيين بينهم 4 أطفال ومواطنات والطبيب الوحيد في الاختصاص النسائي بغوطة دمشق الشرقية.