إدانة دوليةلمجازرحمص والثواريواصلون التصدي لتحالف الأسد وحزب الله

19

1590615500638220-63D3-4B01-8660-2DD34147F935_mw1024_n_s

وسط إدانة دولية شاملة للمجازر التي ترتكبها قوات تحالف الأسد ـ “حزب الله” في حمص، أفشل الثوار السوريون أمس محاولات تلك القوات لاقتحام الأحياء التي يسيطرون عليها في وسط المدينة لليوم الثالث على التوالي.
وقال “المرصد السوري لحقوق الإنسان” وناشطون، إن أطراف الأحياء المحاصرة منذ أكثر من سنة شهدت اشتباكات عنيفة.
وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن إن “القصف العنيف يتواصل على الأحياء الواقعة تحت سيطرة الكتائب المقاتلة في حمص”، وأبرزها الخالدية وأحياء حمص القديمة، مؤكداً أن “القوات النظامية لم تحقق أي تقدم على الأرض، ولم تتمكن من استعادة أي منطقة جديدة”.
وأوضح عبدالرحمن أن “32 عنصراً من القوات النظامية وجيش الدفاع الوطني (الموالي لها) قتلوا خلال يومين”. وأضاف “ان حزب الله اللبناني يشارك في المعارك على جبهة الخالدية، ويتخذ من حي الزهراء (ذي الغالبية العلوية في حمص) قاعدة خلفية له”.
وتأتي الحملة الشرسة على المدينة بعد أقل من شهر على سيطرة النظام و”حزب الله”، باستخدام سياسة الأرض المحروقة، على منطقة القصير الاستراتيجية في ريف حمص.
وأفاد الناشط يزن الحمصي لوكالة “فرانس برس” عبر “سكايب” أن النظام يحاول اقتحام الأحياء المحاصرة من أربعة محاور. وأضاف “القصف أقل من الأيام الماضية، لكنه لا يتوقف”، موضحاً أن المدنيين في هذه الأحياء “اعتادوا على القصف الذي لم يتوقف منذ أكثر من سنة. إنهم يقيمون في أقبية منذ أشهر”.
وكان الحمصي أشار الأحد الى استمرار وجود حوالى مئة عائلة في حي الخالدية.
وبث ناشطون أشرطة فيديو على موقع “يوتيوب” يظهر فيها دمار هائل في وسط المدينة، في محيط مسجد خالد بن الوليد الذي تبدو عليه أيضاً ثغرات واسعة وآثار قصف مدفعي. بينما أبنية من حوله أحيلت ركاماً، وبدت معظم المنطقة فارغة وقد خلت من سكانها المدنيين على الأرجح منذ زمن، نتيجة حملات القصف المتكررة والاشتباكات في المدينة.
كما بث المكتب الإعلامي في تنسيقية حي الخالدية صوراً مماثلة لأبنية غير قابلة للسكن بسبب الدمار سمعت فيها أصوات إطلاق رصاص وقصف.
وقال الناشط في المعارضة السورية في حمص محمد مروح إن ما لا يقل عن 25 من القوات الموالية للأسد بينهم أربعة من مقاتلي “حزب الله” قتلوا في حمص يوم الأحد.
وقال “الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية” في بيان إنه يخشى من استخدام قوات الأسد الأسلحة الكيماوية في المدينة بعد إخفاق حملة النظام في تحقيق أي نتائج مهمة.
وحمص (وسط) هي ثالث كبرى المدن السورية، وأكبر محافظات البلاد، وقد شهدت المدينة معركة دامية في حي بابا عمرو الذي شكل محطة رئيسية في تحول النزاع الى العسكرة بعد سقوطه في أيدي القوات النظامية في شباط 2012. وتعتبر استراتيجية بالنسبة الى النظام، لأنها تربط بين دمشق والساحل حيث العمق العلوي المهم بالنسبة الى نظام الرئيس بشار الأسد.
وفي دمشق، أفاد المرصد عن سقوط قذائف على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوب العاصمة، بينما تعرض حي القابون (شمال شرق) لقصف بعد منتصف الليل.
وفي محافظة إدلب (شمال غرب)، سيطر مقاتلو المعارضة على حاجز بسنقول الواقع بين مدينتي أريحا واللاذقية (غرب) على الطريق الدولي، بعد اشتباكات عنيفة استمرت أياماً عدة.
وأدت أعمال العنف الأحد الى مقتل 84 شخصاً، بحسب المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقراً ويقول إنه يعتمد للحصول على معلوماته على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في كل سوريا.
مجلس التعاون
في الرياض، دعا مجلس التعاون الخليجي في بيان عن أمانته العامة، مجلس الأمن الدولي إلى الاجتماع بصورة عاجلة “لفك الحصار عن حمص” ومنع ارتكاب “النظام وحلفائه مجازر وحشية” بحق سكان المدينة التي تتعرض لهجوم يشنه الجيش السوري.
وأضاف “نتابع بقلق بالغ (…) الحصار الجائر الذي تفرضه قوات النظام السوري على مدينة حمص تمهيداً لاقتحامها، بدعم ومساندة عسكرية من ميليشيات حزب الله اللبناني تحت لواء الحرس الثوري الإيراني”.
وأوضح البيان أن دول مجلس التعاون “تدعو مجلس الأمن إلى الانعقاد بصورة عاجلة لفك الحصار عن مدينة حمص والحيلولة دون ارتكاب النظام السوري وحلفائه مجازر وحشية” ضد سكانها.
واتهم “النظام السوري بعمليات تطهير اثني وطائفي، كما حدث أخيراً في ريف حمص” في إشارة الى معارك القصير مطلع الشهر الماضي.
السعودية
والوضع في حمص كان على جدول أعمال مجلس الوزرا السعودي خلال جلسة ترأسها ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز، بعد ظهر أمس في قصر السلام بجدة.
وأوضح وزير الثقافة والإعلام عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة، في بيانه لوكالة الأنباء السعودية، عقب الجلسة، أن المجلس استعرض جملة من التقارير المتصلة بعدد من الموضوعات والأحداث الإقليمية والدولية ومستجداتها .
وقال إن المجلس “تناول تداعيات الأزمة السورية وما يتعرض له الشعب السوري من إبادة جماعية يمارسها النظام الفاقد للشرعية بمشاركة قوات أجنبية متحدياً جميع القوانين والأعراف والمبادئ الدولية حيث استباح الأرض السورية وجعلها عرضة للنزاعات الطائفية والمذهبية”.
وناشد المجلس المجتمع الدولي “التحرك السريع لتقديم الحماية للشعب السوري ومساعدته للدفاع عن نفسه أمام الجرائم النكراء التي تُرتكب بحقه”. وجدد مطالبة المملكة بالبدء “الفوري بتنفيذ الاتحاد الأوروبي قراره برفع الحظر عن تسليح المعارضة السورية، وصدور قرار دولي واضح يمنع تزويد النظام السوري الفاقد للشرعية بالسلاح”.
ونوه المجلس في هذا الشأن بالبيان الصادر عن الاجتماع التشاوري الثاني للمجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية وما تضمنه البيان الصادر عن الدورة الثالثة والعشرين للاجتماع الوزاري المشترك بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والاتحاد الأوروبي في البحرين .
قطر
وجاء في بيان بثته وكالة أنباء القطرية أمس “استجابةً لنداءات استغاثة مواطني مدينة حمص السورية وريفها جرّاء الهجوم الوحشي الظالم للنظام السوري وميليشيات حزب الله اللبناني والكثير من المقاتلين من دول عديدة، تعبّر دولة قطر عن إدانتها الشديدة للمجازر التي تُرتكب في حق المدنيين الأبرياء والمدافعين عن ممتلكاتهم وأعراضهم، وتحذر من استخدام النظام للأسلحة الكيميائية ضد المواطنين السوريين”.
وتابع البيان “وتدعو دولة قطر معالي الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون، للقيام بما يلزم، وفقاً لمنصبه الرفيع واستخدام كافة صلاحياته لإيقاف هذا الهجوم الظالم. وتطالب دولة قطر مجلس الأمن الدولي للتحرك الفوري لإيقاف هذا الهجوم الذي يهدف لسقوط مدينة حمص. وتحذر من المجازر المروعة المرتقبة لا سمح الله، والتي تبدو بوادرها واضحة للعيان على ضوء ما ارتكب في القصير، وتعبّر عن بالغ الخشية والقلق من الانتقام الذي لا يهدد سوريا فحسب بل المنطقة بأكملها، وتحميل النظام السوري ومن يسانده في هذا الهجوم المسؤولية تجاه ما يُرتكب بحق أبناء الشعب السوري”.
الولايات المتحدة
وفي واشنطن، نددت الولايات المتحدة بالهجمات المستمرة التي ينفذها نظام الأسد على حمص ودمشق، ودعت المجتمع الدولي لأن يوضح له أن عليه وقف ذلك، مطالبة “حزب الله” وغيره من المقاتلين الذين تدعمهم إيران إلى مغادرة سوريا فوراً.
وأصدر نائب المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية باتريك فنتريل بياناً قال فيه إن الولايات المتحدة تندد بالهجمات المستمرة التي ينفذها نظام الأسد على مجموعات مدنية في حمص ودمشق.
وأضاف “نحن ندعو أعضاء المجتمع الدولي لأن يوضحوا لنظام الأسد أن عليه أن يوقف هذه الهجمات فوراً ويسمح فوراً للمنظمات الإنسانية، بما في ذلك وكالات الأمم المتحدة والصليب الأحمر، بالدخول الآمن لإجلاء المصابين وتوفير علاج طبي وإمدادات تنقذ الحياة، والامتثال لقانون حقوق الإنسان الدولي”.
وشدد فنتريل على أن “لا مبرر لمنع نظام الأسد وصول المساعدات الإنسانية إلى حمص، وسوف نستمر في تزويد المجلس العسكري الأعلى ووحدة تنسيق المساعدة التابعة لائتلاف المعارضة السوري بالإمدادات الطبية الحيوية، ونقف مستعدين لمساعدتهم في تنسيق وتأمين مساعدة طارئة”. وأكد أن “أميركا ماضية في بذل كل جهد ممكن لمساعدة من يعانون في سوريا”.
وقال “نحن ندين هجمات مقاتلي حزب الله المدعوم من إيران على مدن سورية، فيما يساعدون النظام في قمعه الوحشي لمطالبة الشعب السوري المشروعة بالحرية والكرامة والديموقراطية، وندعو حزب الله وغيره من المقاتلين الذين تدعمهم إيران إلى مغادرة سوريا فوراً”.
وأضاف فنتريل أنه “في وجه هجمات النظام السوري من دون هوادة واستخدامه لأسلحة كيميائية، ما زالت الولايات المتحدة تقف بحزم إلى جانب الشعب السوري في معركته من أجل الحرية”.
وأردف أنه “قبل سنة وضع المجتمع الدولي إطار عمل للتوصل إلى حل سياسي دائم للأزمة عبر بيان جنيف”.
وتابع قائلاً إنه “بغية وقف إراقة الدماء وتخفيف معاناة الشعب السوري، نجدد تأكيد التزامنا بإطار العمل هذا ونتعهد باستمرار دعم ائتلاف المعارضة السورية والمجلس العسكري الأعلى لتغيير الموازين على الأرض والتوصل إلى حل سياسي يقوم على التفاوض للنزاع السوري”.
وختم بالقول إن “اتفاق جنيف يقضي بممارسة جهاز حاكم انتقالي كل السلطات التنفيذية وأن يقوم على أساس الاتفاق المتبادل، وبما أن المعارضة لن تقبل أبداً بقاء الأسد في الحكم، فلا مكان له في العملية الانتقالية”.
تركيا
وفي أنقرة، نقلت وكالة “الأناضول” التركية للأنباء عن بيان لوزارة الخارجية أنه “يجب على نظام الأسد إنهاء هجماته وانسحاب الميليشيات الأجنبية المرافقة، من الأراضي السورية من أجل حل سلمي في سوريا”.
وقالت الوزارة إنه “لا يمكن فتح المجال أمام حل سلمي في سوريا إلا إذا أنهى نظام الأسد هجماته وانسحبت الميليشيات الأجنبية المرافقة من الأراضي السورية”.
وتحدث البيان عن “استخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية والأسلحة البالستية ضد المدنيين، وبلوغ مستوى القتل حد التطهير العرقي”.
وقال “إن النظام السوري يستهدف حالياً المدن الأكثر اكتظاظاً بدعم من الميليشيات الأجنبية، وخصوصاً حزب الله”.
ودعت وزارة الخارجية التركية المجتمع الدولي لتحمل مسؤولية حماية الشعب السوري من الأيدي الدموية للنظام السوري.
بريطانيا
وفي لندن، دعا وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ النظام السوري إلى وقف “الهجوم الهمجي” على مدينة حمص، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى البلاد.
وقال في بيان له أمس “إن نظام بشار الأسد يستخدم كافة الأسلحة التي في حوزته ضد شعبه… ومن الواضح أنه غير مهتم بالسلام في البلاد، وأكثر من هذا إنه مستعد لقتل عشرات الآلاف من الشعب، وحرمان الملايين من المساعدات الإنسانية أكثر من استعداده للعمل على التوصل لحل لهذا الصراع”.
وأضاف أن “العنف الواقع في سوريا يجب أن ينتهي” مؤكداً أنه “سيتم محاسبة كل مسؤول عن إراقة الدماء في سوريا”.
بان كي مون
وفي جنيف قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن هناك حاجة ملحة لإنهاء العنف في سوريا بعد أن فقد الكثيرون حياتهم، وخلف الصراع أزمة إنسانية هائلة.
ونقل راديو الأمم المتحدة أمس عن كي مون في حديثه للصحافيين من جنيف “منذ البداية دعوت إلى التوصل إلى حل سياسي. وإن المبادرة الأميركية الروسية لجلب الأطراف السورية إلى طاولة المفاوضات هي أفضل فرصة للوصول إلى حل دائم يحقق السلام وينقذ الأرواح، من الضروري أن نفعل كل ما يمكن لضمان عقد هذا المؤتمر في أقرب وقت ممكن، إنني أحث المجتمع الدولي على الالتزام بشكل كامل بالعملية السياسية”.
وأضاف أن “السوريين يريدون السلام والأمل، ولكن كل ما يجدونه هو الموت وكل ما يسمعونه هو الكلام”.
وقال “إن الناس تموت، والأسر تهرب، فيما تنتشر نيران سوريا وقريباً قد تبتلع المنطقة بأسرها، مرة أخرى أدعو من يتمتعون بالنفوذ إلى الاستماع إلى صرخات الشعب السوري ودعوة التاريخ للعمل الآن”.
ويزور الأمين العام جنيف للمشاركة في الاجتماعات رفيعة المستوى للمجلس الاقتصادي والاجتماعي التي تركز على دور العلم والتكنولوجيا والابتكار.