إردوغان لأكراد سورية: لن نسمح بممر إرهاب إلى «المتوسط»

20

وسط تقارير عن تقارب غير مسبوق بين تركيا وإيران لمواجهة خطر تمدد الجماعات الكردية المسلحة بعدة مناطق، توعد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أمس، باحباط أي محاولة للمليشيات الكردية التي تعتبرها أنقرة “إرهابية”، لإقامة دولة كردية في شمال سورية.

وقال إردوغان في كلمة في أنقرة: “لا نسمح ولن نسمح مطلقاً لوحدات حماية الشعب الكردية وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري بإقامة دويلة في شمال سورية”، مضيفاً: “إنهم يريدون إقامة ممر إرهاب في شمال سورية يصل إلى البحر المتوسط”.

وتابع الرئيس إردوغان، إن تركيا ستواصل القتال ضد المنظمات الإرهابية أينما وجدت، في إشارة إلى “وحدات حماية الشعب الكردية” التي تعتبرها تركيا مرتبطة بـ”حزب العمال الكردستاني” المحظور الذي تصنفه أنقرة وواشنطن وبروكسل منظمة إرهابية.

وتعتبر أنقرة “وحدات حماية الشعب الكردية” و”حزب الاتحاد الكردستاني” منظمات إرهابية، لكن الولايات المتحدة متحالفة مع المقاتلين الأكراد في معركتها ضد تنظيم “داعش” في سورية. وتتولى الأحزاب الكردية السورية إدارة منطقتين في شمال شرق سورية إضافة إلى منطقة عفرين غرباً.

وأوضح أن حالة الطوارئ المعلنة في تركيا بعد محاولة الانقلاب الفاشل التي وقعت في يوليو 2016 تستهدف “هزيمة التنظيمات الإرهابية ودفنها وتوفير الأمن والاستقرار للشعب بجميع المدن التركية خصوصاً في جنوب شرق وشرق البلاد”.

ويوجد معظم الأكراد، الذين ينظر إليهم على أنهم أكبر مجموعة عرقية في العالم من دون دولة مستقلة بين إيران والعراق وسورية وتركيا. لكنهم لم يحصلوا على منطقة حكم ذاتي معترف بها سوى في العراق.

في هذه الأثناء، وبينما نشرت وزارة الدفاع الروسية خرائط توضح مناطق خفض التوتر وتوزع القوى على الأرض حتى يوم أمس الأول، كشف فصيل “فيلق الرحمن” بنود اتفاق وقع عليه مع الجانب الروسي، قبل أيام، يتضمن وقف إطلاق النار في الغوطة الشرقية وحي جوبر الدمشقي، موضحاً أنه يشمل 14 بنداً أولها التزامهم بوقف إطلاق النار اعتباراً من 18 أغسطس الماضي، ووقف استخدام الأسلحة ومنها السلاح الجوي والصاروخي والمدفعي، ومنع استهداف البعثات الدبلوماسية بما فيها السفارة الروسية في دمشق.

وتضمن التزام “الفيلق” بمحاربة “هيئة تحرير الشام” (النصرة سابقاً) وتنظيم “داعش” ومنع أي وجود لهما في مناطق سيطرته، بينما أبدى الجانب الروسي استعداده لتوفير ضمانات لعبورٍ آمن لعناصر “هيئة تحرير الشام” إلى محافظة إدلب في حال أرادت ذلك.

وفي وقت تضيق قوات “سورية الديمقراطية” (قسد) الخناق أكثر على “داعش” بعد سيطرتها على نحو 60 في المئة من معقله، نفذ التحالف الدولي بقيادة واشنطن 250 غارة على مدينة الرقة ومحيطها خلال الأسبوع الماضي وحده.

يأتي ذلك في وقت وثق المرصد السوري لحقوق الانسان مقتل نحو 170 مدنياً بينهم 60 طفلاً خلال أسبوع في قصف جوي للتحالف على مناطق لا تزال في يد التنظيم المتطرف في الرقة، وبين هؤلاء 42 مدنياً قتلوا في غارات التحالف أمس الأول.

ومع فرار عشرات آلاف المدنيين ولجوء معظمهم إلى مخيمات تفتقد الحاجيات الأساسية، أكد المتحدث باسم “قسد” طلال سلو لفرانس، أن “أحد أهم أسباب بطء معركة الرقة هو الحفاظ على حياة المدنيين وتجنب وقوع خسائر كبيرة في صفوفهم”، مشيراً إلى “فتح ممرات آمنة للعبور” باتجاه مناطق سيطرة قواته.

وفي بيان بمناسبة الذكرى الرابعة لـ”مجزرة الغوطة الكيماوية”، دعا البيت الأبيض، أمس الأول، المجتمع الدولي للتحدث بصوت واحد “لضمان أن يفهم النظام السوري وأي أطراف أخرى تستخدم الأسلحة الكيماوية بأن أفعالها سينتج عنها عواقب وخيمة”، مؤكداً أن “هذا الحدث المأساوي حرك جهداً دولياً أدى إلى تدمير أكثر من ألف طن متري من ترسانة دمشق”.

المصدر: الجريدة