إسرائيل تقول إنها قتلت فلسطينيين في الجولان قصفوها بصواريخ

37

عمان/القدس (رويترز) – قالت إسرائيل إنها قتلت خمسة نشطاء فلسطينيين على الأقل في ضربة جوية بهضبة الجولان السورية يوم الجمعة ردا على ضربها بصواريخ انطلقت من هناك مما أثار أعنف قصف إسرائيلي منذ تفجر الحرب الأهلية السورية قبل أربع سنوات.

وقال مسؤول دفاعي إسرائيلي إن القتلى الذين سقطوا في الضربة الجوية أعضاء في حركة الجهاد الإسلامي التي تدعمها إيران. وأضاف “نعرف الآن أن خمسة أو ستة فلسطينيين من إرهابيي الجهاد الإسلامي قتلوا.”

من ناحية أخرى قال مصدر بالجيش السوري إن الضربة التي وقعت الساعة العاشرة والنصف صباحا (0730 بتوقيت جرينتش) أصابت سيارة في قرية بهضبة الجولان السورية وأدت إلى مقتل خمسة مدنيين. ونقل التلفزيون الرسمي عن المصدر قوله إنها وقعت قرب القنيطرة بالقرب من الجزء المحتل من الجولان.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا إنه أحصى سبعة قتلى في ضربات جوية إسرائيلية يومي الخميس والجمعة كلهم جنود سوريون أو أفراد من فصيل متحالف مع الحكومة.

وجاء الهجوم بعد ليلة شهدت ضربات قوية شنتها إسرائيل على مواقع للجيش السوري في المنطقة الحدودية قائلة إن ذلك رد على قيام حركة الجهاد الإسلامي بإطلاق صواريخ عليها من سوريا.

وسقطت الصواريخ قرب قرية إسرائيلية مما أدى لاندلاع حرائق لكنها لم تسفر عن وقوع قتلى أو مصابين.

ونفت حركة الجهاد الإسلامي اشتراكها في إطلاق الصواريخ يوم الخميس وقالت إن من قتلوا في الضربة الجوية يوم الجمعة لا ينتمون لها.

ووصف داود شهاب المتحدث باسم الحركة الرواية الإسرائيلية بأنها محض أكاذيب وقال إن الجهاد الإسلامي ليس لها وجود مسلح خارج “فلسطين” في إشارة إلى إسرائيل والضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة.

ويقع مقر قيادة الجهاد الإسلامي في دمشق ولها أنصار بين اللاجئين الفلسطينيين في سوريا.

وقال المصدر العسكري السوري إن القصف الإسرائيلي ليل الخميس أدى إلى مقتل جندي سوري وإصابة سبعة وإن بدا هذا أعنف قصف إسرائيلي منذ سنوات وشنت فيه عشرات الغارات على أهداف سورية.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن القوات الإسرائيلية “ضربت الفرقة التي نفذت الإطلاق (للصواريخ) والقوات السورية التي مكنتها من ذلك.”

كما ألقى على إيران مسؤولية إصدار أمر إطلاق الصواريخ على إسرائيل مما يبرز قلق بلاده من تداعيات الاتفاق النووي بين طهران والقوى العالمية الست.

وقال نتنياهو في بيان “تلك الدول التي تهرول لاحتضان إيران يجب أن تعرف أن قائدا إيرانيا هو الذي رعى وأعطى التوجيهات للفرقة التي أطلقت النار على إسرائيل.”

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له وخبراء دفاع يتابعون الحرب السورية إن الغارات الجوية التي شنتها إسرائيل يوم الخميس على عدد من القواعد العسكرية الكبرى في المنطقة كانت أعنف غارات تتعرض لها أهداف تابعة للجيش السوري منذ بدء الأزمة في سوريا عام 2011.

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن تبادل إطلاق النار الذي حدث خلال الليل شمل أول قصف من سوريا لأهداف إسرائيلية منذ حرب 1973 وأشد قصف إسرائيلي لسوريا منذ ذلك العام أيضا.

واستهدفت هجمات سابقة في الأساس طرق إمدادات ومستودعات أسلحة تخص حزب الله اللبناني داخل سوريا والمتحالف مع الرئيس السوري بشار الأسد.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي موشى يعلون إن القصف الصاروخي من سوريا كان نتيجة سياسة إيرانية أكثر عدائية في أعقاب الاتفاق النووي الذي وقعته طهران مع الغرب والذي تقول إسرائيل إنه جرأ عدوتها اللدود.

وطالب الوزير الإسرائيلي إيران بألا تختبر “عزمنا”.

وأضاف “ما شهدناه الليلة مقدمة لما سيحدث بعد التوقيع على الاتفاق النووي ورفع العقوبات. إيران قادرة على ضخ المزيد من المال والسلاح لمنظمات إرهابية تعمل ضد إسرائيل والمصالح الغربية في المنطقة.”

من جهة أخرى قال الجيش الإسرائيلي إن القصف الجوي والمدفعي أصاب 14 موقعا عسكريا سوريا في الجولان السورية.

واحتلت إسرائيل غرب الجولان في حرب عام 1967 ثم ضمته في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.

وقال تلفزيون المنار التابع لحزب الله اللبناني إن الغارات الإسرائيلية استهدفت اللواء 90 -وهو من أكبر قواعد الجيش السوري- بوابل من الصواريخ.

وينشر الجيش السوري جزءا كبيرا من قواته البرية وقوات المدفعية في جنوب سوريا وفي هضبة الجولان وشيد دفاعات قوية ضد إسرائيل.

وقالت مصادر من المعارضة السورية إن 50 غارة على الأقل استهدفت المواقع العسكرية الهامة في المنطقة ومنها هجوم على مدينة البعث العاصمة الإدارية لمحافظة القنيطرة.

وسقطت مناطق عدة من الجولان تحت سيطرة قوات المعارضة. ولجبهة النصرة جناح القاعدة في سوريا وجود قوي في المنطقة.

وأخفق هجوم سوري كبير بمساعدة حزب الله في استعادة السيطرة على تلك الأراضي.

(إعداد ليليان وجدي للنشرة العربية – تحرير محمد اليماني)

reuters_tickers

 

المصدر: swissinfo