إسرائيل تُصر على تعديل «هدنة الجنوب» السوري

28

قررت إسرائيل إرسال وفد أمني بارز إلى واشنطن لإجراء محادثات مع مسؤولين كبار في البيت الأبيض وأجهزة الاستخبارات، لإدخال تعديلات تراها «ضرورية» لقبول هدنة الجنوب السوري، وتشمل «تعديل أجزاء من الاتفاق لتتضمن نصاً صريحاً في شأن ضرورة إخراج القوات الإيرانية وعناصر حزب الله والميليشيات الشيعية من الأراضي السورية». وكان جهاز الأمن العام الإسرائيلي (شاباك) حذر من أن «الحرس الثوري الإيراني» يعزز مواقعه في الأراضي السورية و «أنه حيثما يتم تقليص وجود تنظيم داعش، تملأ إيران الفراغ».

في موازاة ذلك، أفاد فصيل «جيش أسود الشرقية»، أحد فصائل «الجيش السوري الحر» بأنه أسقط أمس طائرة حربية للقوات النظامية السورية أثناء تحليقها في ريف السويداء الشرقي.

ويرأس الوفد الإسرائيلي إلى واشنطن رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية (موساد) يوسي كوهين، ويضم رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية هرتسي هليفي، ورئيس الهيئة السياسية- الأمنية في وزارة الدفاع زوهر بلطي. وقال موظف أميركي كبير لصحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أن الموفد الرئاسي الأميركي إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات، ومستشار الرئيس وصهره جاريد كوشنير رتبا الزيارة التي ستتم الأسبوع المقبل. وزاد أن «الزيارة تعكس مدى ثقة الإسرائيليين في مستشار الأمن القومي الأميركي الجنرال هربرت مكماستر».

ووفق مصادر مطلعة، سيبحث الوفد مع عدد من المسؤولين في الإدارة الأميركية «احتياجات إسرائيل الأمنية ومصالحها في مواجهة سورية ولبنان، وليس في الملف الإسرائيلي- الفلسطيني»، كما سيكرر على مسامع الأميركيين «عدم ارتياح» إسرائيل إلى اتفاق وقف النار في جنوب سورية «الذي لم يأخذ في الاعتبار احتياجات إسرائيل الأمنية».

وقال موظف إسرائيلي كبير أن الوفد سيحاول إقناع المسؤولين الأميركيين بضرورة «تعديل أجزاء من الاتفاق لتتضمن قولاً صريحاً في شأن ضرورة إخراج القوات الإيرانية وعناصر حزب الله والميليشيات الشيعية من الأراضي السورية».

وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو كرر أول من أمس في لقاء مع أعضاء حزبه معارضة إسرائيل الشديدة «أي نفوذ عسكري لإيران وحزب الله في الأراضي السورية»، مضيفاً أن إسرائيل ستقوم بكل ما يلزم للحفاظ على أمنها.

من جهة أخرى، أبلغ رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي وزراء الحكومة في اجتماعها الأسبوعي الأحد الماضي، بأن قوات «الحرس الثوري» تعزز مواقعها في الأراضي السورية، وأنه حيثما يتم تقليص وجود تنظيم داعش، تملأ إيران الفراغ».

وتم التوصل إلى «هدنة الجنوب» التي تشمل درعا والقنيطرة والسويداء، بتوافق روسي– أميركي– أردني، وبدأ سريانه في 9 تموز (يوليو) الماضي.

ميدانياً، أفاد فصيل «جيش أسود الشرقية»، أحد فصائل «الجيش السوري الحر» بأنه أسقط أمس طائرة حربية تابعة للقوات النظامية السورية أثناء تحليقها في ريف السويداء الشرقي.

وقال مدير المكتب الإعلامي لـ «جيش أسود الشرقية»، سعد الحاج، أنه تم إسقاط طائرة حربية من طراز «ميغ 21» في منطقة وادي محمود بريف السويداء الشرقي. وأكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إسقاط الطائرة وأسر الطيار.

وتعمل فصائل المعارضة المتمثلة بـ «أسود الشرقية» و «قوات أحمد العبدو» في البادية السورية، إضافةً إلى فصيل «جيش أحرار العشائر» الذي انسحب أخيراً من ريف السويداء الشرقي، ما ساعد في تقدم القوات النظامية والميليشيات الداعمة لها في السيطرة على مساحات واسعة في ريف السويداء الشرقي ومواقع حدودية، لتنهي بذلك وجود الفصائل على الحدود السورية– الأردنية داخل الحدود الإدارية في محافظة السويداء.

ومع هذا التقدم، لم يبق للفصائل من منافذ خارجية، في شرق سورية وجنوبها الشرقي، سوى شريط حدودي على حدود ريف دمشق الجنوبي الشرقي مع الأردن، إضافة إلى شريط حدودي مع العراق، ممتد على محافظتي ريف دمشق وحمص اللتين تضمان معبراً حدودياً وهو معبر التنف، الواصل بين سورية والعراق.

وتحاول القوات النظامية الزحف على الشريط الحدودي في محاذاة نقطة مثلث التنف كخطوة للسيطرة على كامل خطوط التماس السورية مع الأردن. وبقيت كيلومترات قليلة لتصل نقاط سيطرتها شرق السويداء، بتلك التي تقدمت إليها في عمق البادية، وتحديداً بين الزلف وأم رمم.

المصدر: الحياة