إطلاق راهبات معلولا جولة جديدة من المفاوضات السورية القطرية؟

22

25557886U3123123123ntitled

على هامش تسليط الضوء الاعلامي على ملف إطلاق راهبات معلولا اللواتي كنّ مختطفات على يد مجموعة متطرّفة، ظهرت اشارة واضحة  توقف عندها المراقبون وهي ما تسرّب عن إطلاق اربعة من القطريين المحتجزين لدى الجيش السوري وهم كان قد القي القبض عليهم خلال معركة القصير الى جانب عدد من السعوديين والاتراك والفرنسيين في مشهد يوحي بجولة جديدة من المفاوضات بين سوريا وقطر عبر الامن العام اللبناني اولا وعدد من الوسطاء لم تكشف هوياتهم الدبلوماسية حرصا على نجاحها، وهي على ما تؤكد مصادر مشاركة في المفاوضات تتخطى موضوع الراهبات وتبادل الاسرى الى ابعد من ذلك بكثير، اي الى انسحاب قطر بصورة نهائية من ملف الحرب على سوريا واعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الى ما كانت عليه قبل انخراط الدوحة في لعبة اسقاط نظام الرئيس بشار الاسد التي باءت بالفشل اقله حتى الان.
ويبدو أنّ عملية التفاوض التي بدأت بين دمشق والدوحة منذ أشهر انطلاقا من بيروت وصلت الى مراحل متقدمة كثيرا سمحت باعادة فتح ملف الرهائن لاسيما أنّ الظروف المحيطة بالعملية قد نضجت الى حدود مقبولة، بيد أنّ قطر أخذت على عاتقها تمويل العملية برمتها بغية إنجاحها، وذلك لأنّ ما تسعى اليه الاخيرة هو اطلاق سراح اسرى الحرب لدى سوريا لعدم استغلالهم سياسيا او معنويا في مراحل لاحقة قد تحتاج فيها سوريا الى الضغط على خصومها السياسيين لتظهير حالة معينة او لاثبات واقع يهمها كما يهم المحور الذي تنتمي اليه، إضافة إلى أنّ قطر تريد إفهام العرب ومنهم سوريا أيضًا أنّها لاما زالت الرقم الصعب وأنّ أيّ عملية سلمية لا بدّ أن تمرّ عبر بوابتها نظرا إلى موقعها السياسي والخليجي الاقرب الى ايران والى الثنائية العمانية والكويتية.
أما السؤال الابرز الذي طرح نفسه في الكواليس المتابعة فيتمحور حول ما اذا كانت قطر من خلال دورها الفاعل في عملية تبادل الاسرى تسعى الى تعويم سياساتها الخارجية المستندة في شق واسع منها على دعم “الاخوان المسلمين” باعتبارهم ورقتها الوحيدة المتبقية أكان في مصر أو في سوريا ولبنان، وذلك بعد أن أصبحوا من المحظورات السعودية في ظل اتساع رقعة الخلاف بين الدوحة والرياض، والذي قد يجد متنفسا له في ساحة صراع عربية جديدة أو قديمة لا فرق.
في الموازاة، لم تمنع عملية تبادل الاسرى من الاستمرار في عملية الحسم العسكري في يبرود، حيث تلفت المصادر إلى أنّ تقدّم الجيش السوري في المدينة شكل مادة اضافية للتسريع في عملية التفاوض حول اطلاق الراهبات تحديدا، خصوصًا أنّ نقلهنّ من يبرود إلى مكان آخر بات متعذرا ما خلا امكانية نقلهنّ الى عرسال حيث يمكن أن يفقد الخاطفون المبادرة تلقائيا، فضلا عن امكانية تحريرهنّ بالقوة ومن دون اية مكاسب سياسية او مالية متمثلة بالفدية، اضافة الى فقدان عامل الضغط الذي ارتد عليهم من خلال الجبهة اولا وعبر صلابة الموقف السوري الذي ما زال يجيد لعبة الرقص على حافة الهاوية من دون أن يسقط، بل على العكس تماما فانه يفسح في المجال امام خصومه للسقوط عاجلا ام آجلا، على حدّ تعبير المصادر نفسها.