إعاقة استكمال عملية إجلاء من أربع بلدات سورية محاصرة

22

توقف أكثر من ثلاثة آلاف شخص، بعضهم منذ 24 ساعة، في منطقتين قريبتين من مدينة حلب في شمال سوريا في انتظار إكمال طريقهم إلى وجهاتهم النهائية بعد إجلائهم من بلدات محاصرة.

واستؤنف الأربعاء تنفيذ المرحلة الأولى من عملية إجلاء آلاف الأشخاص من بلدات سورية محاصرة في إطار اتفاق بين الحكومة السورية والفصائل المعارضة برعاية إيران، حليفة دمشق، وقطر الداعمة للمعارضة. وتوقفت عملية الإجلاء أربعة أيام إثر اعتداء استهدف القافلة الأولى التي خرجت من بلدتي الفوعة وكفريا ذات الغالبية الشيعية في محافظة إدلب (شمال غرب)، بعد وصولها إلى الراشدين، وتسبب بمقتل 126 شخصا.

وتم الأربعاء إجلاء ثلاثة آلاف شخص بينهم 700 مقاتل موالون لقوات النظام من الفوعة وكفريا، فيما خرج 300 شخص، غالبيتهم من مقاتلي الفصائل المعارضة من بلدات الزبداني وسرغايا والجبل الشرقي في ريف دمشق.

وبعد نحو 24 ساعة على وصولها إلى منطقة الراشدين غرب حلب التي تسيطر عليها الفصائل المعارضة، لا تزال 45 حافلة تقل أهالي الفوعة وكفريا تنتظر لإكمال طريقها إلى مدينة حلب، فيما تنتظر 11 حافلة آتية من ريف دمشق منذ نحو 12 ساعة في منطقة الراموسة الواقعة غرب حلب أيضا والتي تسيطر عليها قوات النظام لتتوجه إلى محافظة إدلب، أبرز معاقل الفصائل المعارضة.

وأوضح المرصد السوري أن “تحرك القافلتين مرهون بعملية الإفراج عن معتقلين في سجون قوات النظام”، مضيفا أن “القافلتين لن تتحركا إلا بعد الإفراج عن 750 معتقلا ومعتقلة في سجون النظام ووصولهم إلى مناطق سيطرة المعارضة”.

ونص الاتفاق على أن يتم على مرحلتين إجلاء جميع سكان الفوعة وكفريا الذين يقدر عددهم بـ16 إلف شخص، مقابل خروج من يرغب من سكان مضايا والزبداني وبلدات أخرى في ريف دمشق، على أن تتم كل مراحل عملية الإجلاء بالتزامن. وبالتزامن أيضا، يفترض أن يتم الإفراج عن 1500 معتقل من سجون النظام.

مدينة خالية

واستؤنفت الأربعاء المرحلة الأولى من عملية الإجلاء في ظل إجراءات مشددة، بعد التفجير الدموي الذي استهدف الدفعة الأولى من الخارجين من الفوعة وكفريا أثناء توقف الحافلات في منطقة الراشدين الجمعة. وقتل 126 شخصا، بينهم 68 طفلا.

وبذلك تكون انتهت المرحلة الأولى من عملية الإجلاء على أن تنفذ المرحلة الثانية، بحسب المرصد، في حزيران/يونيو المقبل.

وضمت الدفعة الأولى نحو 5000 شخص بينهم 1300 مقاتل موالين للنظام من الفوعة وكفريا و2200 شخص ضمنهم نحو 400 مقاتل معارضين من مضايا والزبداني.

وبعد ساعات على بدء عملية الإجلاء الجمعة، دخل الجيش السوري إلى بلدة مضايا التي تعرضت على مدى سنوات لحصار مشدد من قوات النظام، وعانى أهلها من الجوع والبؤس.

وباتت مدينة الزبداني بدورها “خالية تماما من السكان”، وتم إجلاء من تبقى من المقاتلين الذين كانوا فيها الأربعاء، بحسب مدير المرصد رامي عبد الرحمن.

ونقلت صحيفة “الوطن”، المقربة من الحكومة، عن محافظ ريف دمشق علاء إبراهيم قوله “أدخلنا ورشاتنا لإعادة البنى التحتية والعمل فوراً في مضايا”، مضيفا “عندما يطهر الجيش الزبداني من الألغام والمتفجرات سندخلها أيضا”.

وفي العام الأخير، شهدت مناطق سورية عدة خصوصا في محيط دمشق اتفاقات بين الحكومة والفصائل تضمنت إجلاء عشرات آلاف المدنيين والمقاتلين من معاقل الفصائل المعارضة.

وانتقدت الأمم المتحدة في وقت سابق هذه العمليات التي تعتبرها المعارضة السورية “تهجيراً قسرياً”. وتتهم المعارضة الحكومة السورية بالسعي إلى إحداث “تغيير ديموغرافي” في البلاد.

ويعيش، وفق الأمم المتحدة، 600 ألف شخص على الأقل في مناطق محاصرة بغالبيتها من قوات النظام وأربعة ملايين آخرين في مناطق يصعب الوصول إليها.

غاز السارين

في لاهاي، قال رئيس منظمة حظر الأسلحة الكيميائية الأربعاء أن نتائج فحص “مؤكدة” لعينات من موقع “الهجوم الكيميائي” الذي وقع في خان شيخون في محافظة إدلب في الرابع من نيسان/ابريل، تظهر أنه تم استخدام غاز السارين أو مادة مشابهة له.

وقال أحمد ازومجو أن هذه النتائج “مؤكدة” وتستند إلى عينات من عشر ضحايا تم تحليلها في أربعة مختبرات.

وقتل في الهجوم على خان شيخون التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة 87 شخصا على الأقل بينهم العديد من الأطفال. وأثارت صور القتلى والمصابين غضبا دوليا.

في باريس، أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرولت الأربعاء أن فرنسا ستقدم “خلال بضعة أيام الدليل على أن النظام السوري شن فعلا الضربة الكيميائية” على مدينة خان شيخون.

وقال في مقابلة تلفزيونية “لدينا عناصر ستتيح لنا الإثبات أن النظام استخدم فعلا السلاح الكيميائي”.

المصدر: ميدل ايست اونلاين