إهمال وتهميش القطاع التعليمي في 12  قرية بمنطقة الموحدون الدروز “جبل السماق” في ريف إدلب 

67

تعاني منطقة جبل السماق أو ما تعرف بجبل الموحدون الدروز في ريف إدلب الشمالي تدهوراً في الناحية التعليمية وذلك بسبب نقص عدد المدارس بشكل كبير في قرى الجبل ما يجبر طلاب المدارس ولاسيما طلاب مراحل الإعدادية والثانوية على قطع مسافات طويلة للدراسة في بلدات محيطة.
ومن جانب آخر تعاني المدارس المحدودة في قرى جبل السماق من نقص حاد في المستلزمات وضعف الإمكانيات التعليمية، ما يشكل صعوبة بالغة لدى الطلاب بشكل عام والكوادر التدريسية التي غالبيتها تعمل بشكل تطوعي لعدم تلقي الدعم من قبل المنظمات الإنسانية أو من الجهات المعنية مثل “حكومة الإنقاذ”.
ويبلغ عدد قرى جبل السماق 12 قرية يقطنها نحو 30 ألف نسمة ما بين نازحين وسكان أصليين وتفتقر القرى لوجود مدارس فغالبيتها لا توجد فيها مدارس رغم أعداد الطلاب الذي تضاعف بعد نزوح الآلاف لجبل السماق بعد حركة النزوح الأخيرة.
ويضم الجبل 7 مدارس فقط وهي اثنان إعدادية وخمسة إبتدائية، ما يشكل صعوبة بالغة لدى الأهالي في إرسال أطفالهم للتعلم في البلدات المحيطة مثل كفرتخاريم وأرمناز وغيرها.
ويتحدث ( م.خ) أحد العاملين في مجال التعليم في “جبل السماق” لـ”المرصد السوري” قائلاً، إن قرى جبل السماق شبه منسية ومهملة من قبل المنظمات الإنسانية والجهات المسؤولة حيث طالبت الكوادر التعليمية العديد من المرات بإحداث مدارس كافية لاستيعاب الأعداد الكبيرة من الطلاب لكن دون فائدة، وتعاني المدارس المتواجدة من نقص كبير في مستلزمات التعليم الأساسية.
مضيفاً، يضطر الكثير من الطلاب وخصوصاً في المراحل الإعدادية والثانوية للتوجه للمدارس المحيطة لإكمال دراستهم رغم الأجواء الصعبة خلال فصل الشتاء وصعوبة الطريق والتكاليف المالية، وتحتاج المدارس حالياً للصيانة والتجهيز من ناحية الأبواب والنوافذ وتجديد المقاعد وتوسعتها لاستيعاب المزيد من الصفوف، كما بحاجة لتجهيز دورات المياه وتزويدها بالمعدات التعليمية الضرورية.
كما ويوضح أن معظم هذه المدارس غير مدعومة من قبل المنظمات الإنسانية ومهملة أيضاً من جانب مديرية التعليم التابعة لـ”حكومة الإنقاذ”، وتعمل بشكل تطوعي دون مقابل رغم أن المدارس في البلدات المحيطة تتلقى دعماً كبيراً من عدة منظمات، وقد طالبنا المنظمات بدعم الكوادر التعليمية حتى تتمكن من مواصلة تعليمها للأطفال لكن لا يوجد رد إيجابي منها.
ويعرب عن استيائه جراء الواقع التعليمي المتردي ويتخوف من أن تزداد حالة التسرب المدرسي من قبل الطلاب أو بدافع من ذويهم بسبب الإهمال الكبير الذي تعانيه مدارس منطقة جبل السماق بشكل عام، لاسيما وأن هناك حالة من الفقر الشديد تعاني منه العائلات في منطقة جبل السماق ما سيدفعهم لإرسال أطفالهم للعمل.
بدوره تحدث الناشط (م.أ) لـ”المرصد السوري” قائلاً، أن هناك سياسة غريبة نوعاً ما متبعة لدى المنظمات الإنسانية ومن قبل “حكومة الإنقاذ” فيما يخص المنطقة بشكل عام وتوجيه الدعم والمساعدة لها، حيث يلاحظ وجود تمييز بين منطقة وأخرى في جميع النواحي التعليمية والخدمية والإغاثية والطبية، حيث ترى بلدة معينة مدعومة بشكل جيد وأخرى مهملة.
ويلفت أخيراً لوجود مناطق عديدة في ريفي إدلب الشمالي والغربي تعاني من عدم وصول المنظمات إليها ولعدم وجود اهتمام بها مثل منطقة جبل السماق ذات الغالبية من طائفة الموحدون الدروز والكثير من المخيمات العشوائية والقرى الصغيرة المنسية، ولذلك يجب العمل على وضع حد لهذه المأساة ومطالبة الجهات المانحة بضرورة توزيع دعمها للمنطقة دون أي تمييز.
ويعاني القطاع التعليمي في مناطق إدلب وريفها الواقعة تحت سيطرة هيئة تحرير الشام تدهوراً ملحوظاً في جميع المدارس التابعة لمديرية التربية في إدلب، حيث يعمل غالبية المدرسين فيها بشكل تطوعي أو مقابل سلة غذائية ومبلغ صغير لا يتجاوز 50 دولار أمريكي في أحسن الظروف، بينما استحدثت مؤخراً الكثير من المدارس الخاصة وتقدم رواتب مالية مناسبة للمدرسين تصل لحد 250 دولار أمريكي.
يشار أن منطقة جبل السماق احتضنت منذ بداية أحداث الثورة السورية آلاف النازحين وتضاعف أعدادهم حالياً بعد حركة النزوح الأخيرة بين عامي 2019 و 2020، وعرف عن سكانها حسن الضيافة للنازحين، فيما تعرضت قرى الجبل كغيره من المناطق عدة مرات للقصف الجوي من قبل الطيران الحربي.