المرصد السوري لحقوق الإنسان: إيران تتمدد في سوريا… هل تستغل انشغال روسيا في أوكرانيا؟
قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن إيران عمدت منذ بدء الحرب الروسية ضد أوكرانيا، إلى توسيع نفوذها بشكل لافت وتصعيد نشاطها في الأراضي السورية.
بعد قرابة 50 يومًا من اندلاعها، تعددت تأثيرات الحرب الأوكرانية الروسية في العديد من البلدان، لتتخطى الطابع الاقتصادي إلى غيره.
أحد تلك التأثيرات، كان الملف السوري، الذي لروسيا باع كبير فيه، إلا أن انشغالها بالحرب في أوكرانيا، ترك الساحة مفتوحة للمليشيات الإيرانية، لتنتشر وتوسع نفوذها.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيان اطلعت «السياق» على نسخة منه، إن إيران عمدت منذ بدء الحرب الروسية ضد أوكرانيا، إلى توسيع نفوذها بشكل لافت وتصعيد نشاطها في الأراضي السورية.
وأوضح المرصد السوي، أن إيران نقلت أسلحة إلى «المحمية الإيرانية» غربي الفرات وتدمر بريف حمص، مشيًرا إلى أنها أنشأت مراكز تدريب.
توسعة النفوذ
ونقل المرصد السوري عن مصادره قولها إن الميليشيات الإيرانية عمدت إلى توسعة نفوذها بريف حماة، من خلال تحويل اللواء 47 بجبل معرين في ريف حماة الجنوبي، إلى قاعدة عسكرية خاصة بـ«فيلق القدس» وهي القاعدة المسؤولة عن إدارة الوجود الإيراني في محافظة حماة مع مطار حماة العسكري.
واللواء 47 دبابات يتبع الفرقة 11 في الجيش السوري، إلا أنه خاضع للسيطرة الإيرانية بشكل مطلق.
وبحسب مصادر المرصد السوري، فإن القاعدة الإيرانية في جبل معرين، تضم مركزاً لتدريب القوات الإيرانية، مشيرًا إلى أن تعزيزات عسكرية تحوي أسلحة نوعية وصلت إليها مؤخرًا.
تأتي تلك المعلومات بعد أيام، من كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن الميليشيات التابعة لإيران تواصل نشاطها الاعتيادي في الأراضي السورية.
نقل أسلحة
وقالت مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان، في منطقة غرب الفرات «المحمية الإيرانية في سوريا»، إن هناك عملية نقل جديدة للسلاح والذخائر لـ «ميليشيا لواء فاطميون» الأفغاني، مؤكدة وصول شاحتنين اثنتين إلى منطقة الشبلي الأثرية بريف دير الزور الشرقي، غربي الفرات.
وبينما قالت إن الميليشيا جرىِ تحميلها بصواريخ متوسطة المدى إيرانية الصنع وبذخائر وأسلحة أخرى، أكدت مصادر المرصد السوري أن وِجهة الشاحنتين بادية حمص الشرقية، حيث تقوم ميليشيا فاطميون بتحركات مكثفة هناك في الآونة الأخيرة.
تأتي هذه التطورات بعد أيام من انتشار الميليشيات الإيرانية في موقع استراتيجي وسط سوريا، عقب انسحاب فصائل حليفة لروسيا، حيث وصلت تعزيزات ضخمة في الخامس من أبريل الجاري، من الحرس الثوري الإيراني ضمت نحو 40 آلية عسكرية وأكثر من 17 سيارة وشاحنة بيك آب مزودة برشاشات متوسطة وأخرى بقوات من حزب الله اللبناني، إضافة إلى عدد من العربات المصفحة والآليات العسكرية للفرقة الرابعة في قوات النظام وعشرات من مسلحيها، خلال اليومين الماضيين إلى مستودعات مهين العسكرية شرقي حمص.
وكان معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، أكد -في تقرير- أن على الولايات المتحدة الاستفادة من توثيق العلاقات بين حلفائها الإقليميين لمكافحة التوسع الإيراني، الذي يركز على سوريا.
توسع إيراني
وأكد المعهد أنه إذا جرى حشد الجهود الأمريكية مع حلفائها في المنطقة، فإن ذلك من شأنه منع التوسع الإقليمي الإيراني في سوريا، حيث تشكل إيران تهديدًا كبيرًا لأي أمل في الاستقرار.
ولسنوات، استخدمت إيران الصراعات الإقليمية كورقة مساومة خلال الحوارات الدولية، وكغذاء للتطلعات القومية لإحياء الإمبراطورية الفارسية، بحسب المعهد الذي قال إن طهران تستخدم الميليشيات والجماعات الإرهابية في العراق واليمن وسوريا ولبنان، وسيلة لتحقيق استراتيجيتها.
وحذر المعهد من أن إبرام اتفاق نووي جديد، للإفراج عن الأموال الإيرانية المجمدة ورفع العقوبات الأمريكية عن إيران، سيعطي دفعة مالية كبيرة لحزب الله والميليشيات المدعومة من إيران في سوريا والعراق، مشيرًا إلى أن إيران سترسخ قدميها في سوريا.
وأكد أن النشاط الإيراني المتزايد في سوريا، يجب أن يكون مصدر قلق لصانعي السياسة الأمريكيين بشكل خاص، بالنظر إلى موقف سوريا الحاسم في النجاح العام للنشاط الإقليمي الإيراني، مشيرًا إلى أنه مع تزايد السيطرة الإيرانية، تتحول سوريا إلى حجر الزاوية في حزام يربط إيران بثلاث دول تحت درجات متفاوتة من النفوذ الإيراني.
تأثير سلبي
وشدد معهد واشنطن على أن التأثير الإيراني المتزايد سيؤثر سلبًا في أمن سوريا، مشيرًا إلى أنه مع اكتساب الميليشيات الإرهابية والطائفية المدعومة من إيران حكمًا أكثر حرية لاستعراض قوتها، من المرجح أن يشتد العنف والقتل.
وأكد أن الإفراج عن الأموال الإيرانية المجمدة، سيوفر موارد لإجراء اختبارات الصواريخ في سوريا، التي جرى تنسيقها ودعمها بشكل مباشر من إيران، وفقًا لوكالات المخابرات الدولية.
وفي ما يتعلق بالقضايا الاقتصادية، فإن الإفراج عن الأموال الإيرانية المجمدة سيكون له تأثير سلبي في الظروف الاقتصادية السيئة للسوريين، فأي انتعاش اقتصادي إيراني سيكون على حساب الاقتصاد السوري والموارد التي يعتمد عليها، خاصة أن إيران تسعى إلى سيطرة أكبر على الاقتصاد السوري.
ومع تشابك مصيري سوريا ولبنان بشكل وثيق، يمكن أن يوفر الاتفاق النووي مع إيران لحزب الله فرصًا لإعادة إمداد نفسه بالصواريخ الدقيقة، أو استبدال القوات المقاتلة التي فقدها في سوريا، بحسب معهد واشنطن.
المصدر: السياق