إيران وميليشياتها في آب: 10 استهدافات جوية من قبل إسرائيل والتحالف الدولي تخلف خسائر بشرية ومادية.. وتحركات عسكرية متصاعدة في بادية حمص وغرب الفرات

المرصد السوري يطالب الجهات الدولية بالعمل الجاد على إخراج إيران وميليشياتها من سورية وتقديم المتورطين بقتل وتهجير السوريين إلى محاكم عادلة

49

تواصل إيران وميليشياتها فرض هيمنتها المطلقة على معظم مناطق نفوذ النظام السوري وتتغلغل في عمق البلاد، غير آبهة لأحد، فلا الاستهدافات الجوية المتكررة من قبل إسرائيل أو التحالف الدولي يعيق من تواجدها ويحد منه، ولا حربها الباردة مع الروس ولا أي شيء من هذا القبيل استطاع إعاقة تحركاتها.
بل على العكس من ذلك تشهد معظم المناطق السورية تحركات يومية للإيرانيين والميليشيات التابعة لها، عبر سعي متواصل لترسيخ وجودها بأساليب عدة، وخطة ممنهجة لتغيير ديمغرافية المناطق، ويسلط المرصد السوري في التقرير الآتي الضوء على الأحداث الكاملة التي شهدتها تلك المناطق خلال الشهر الثامن من العام 2022.

5 استهدافات جوية من قبل طائرات التحالف
شهد الثلث الأخير من شهر آب الفائت استهدافات برية متبادلة بين قوات التحالف الدولي والميليشيات الإيرانية المتواجدة غرب الفرات، حيث عمدت الأخيرة إلى استهداف قواعد عسكرية تابعة للتحالف في حقل العمر النفطي وحقل كونيكو للغاز، الأمر الذي ردت عليه قوات التحالف براً وجواً، مستهدفة مواقع لتلك الميليشيات بدير الزور، وأحصى المرصد السوري 5 استهدافات جوية تسببت بمقتل 11 من الميليشيات بالإضافة لإلحاق خسائر مادية بالمواقع المستهدفة، وفي تفاصيل هذه الاستهدافات:
– 24 آب، قتل 6 من الميليشيات التابعة لإيران جراء أكثر من 3 ضربات جوية أميركية بصواريخ شديدة الانفجار، كما أسفر عن تدمير مستودعات عياش، ومعسكر الصاعقة الذي تتخذه ميليشيا فاطميون الأفغانية مركزا لها.

– 24 آب، قتل 3 عناصر من الميليشيات الإيرانية باستهداف من “التحالف الدولي” لعربة إطلاق صواريخ كانت تتمركز في محيط دير الزور.

– 25 آب، قتل 2 من الجنسية السورية من الميليشيات التابعة لإيران جراء استهداف طائرات مروحية لـ”التحالف الدولي” بالرشاشات الثقيلة لمواقع للميليشيات الموالية لإيران قرب الثانوية الصناعية والوحدة الإرشادية وقرب مقر حزب البعث في مدينة الميادين شرقي ديرالزور.

– 25 آب، استهدفت طائرة مسيرة، محيط المنطقة الصناعية بمدينة الميادين بريف ديرالزور الشرقي

– 25 آب، استهدف الطيران المروحي التابع للتحالف الدولي، بالرشاشات الثقيلة مواقع تابعة للميليشيات الإيرانية قرب مناطق “الكورنيش” و”التنمية الريفية” و”دوار الطيبة” في مدينة الميادين شرقي ديرالزور.

وعلى ضوء ما سبق، رفعت الميليشيات الإيرانية الجاهزية القتالية الكاملة لألوية الصواريخ التابعة لها في مدينة الميادينحيث نصب لواء الصواريخ بميليشيا ابوالفضل العباس صواريخ أرض-أرض إضافية معدة للإطلاق في محيط مدرسة عبدالمنعم رياض بمدينة الميادين.
كما قامت ميليشيا “فاطميون” الأفغانية بنصب 12 منصة صواريخ فردية بمنطقة الخانات بأطراف مدينة الميادين.
وذخرت ميليشيا “حزب الله” العراقي المتواجدة بمنطقة المزارع في بادية الميادين راجماتها بالصواريخ، اسعدادا للرد على أي استهداف لمواقعها.
ونشرت ميليشيا فاطميون صواريخ في منطقة حويجة صكر في مدينة دير الزور، ووجهتها نحو حقل “كونيكو” للغاز الذي استهدف في 25 آب، ووفقا للمصادر فإن الصواريخ التي تم نشرها يقدر طولها بنحو 8 أمتار.
بالوقت ذاته قام لواء أبو الفضل العباس الموالي لإيران بنشر صواريخ إيرانية بين منازل المدنيين قرب مدرسة عبد المنعم رياض في مدينة الميادين ووجهتها نحو حقل العمر النفطي.
وفي 31 آب، زار يادي عسكري بـ”حزب الله” اللبناني مدينة الميادين بريف دير الزور، واجتمع القيادي المعروف بـ”حاج سجاد” مع قادة الميليشيات الموالية لإيران، وأمرهم بتشكيل خلايا في منطقة شرقي الفرات تعمل لصالح الميليشيات الإيرانية، من أجل شن هجمات على القواعد الأمريكية واستخدام طائرات “درون” انتحارية من مسافات قريبة من القواعد المراد استهدافها لضمان عدم رصدها من قبل الدفاعات الأرضية.

تجارب لأسلحة إيرانية غرب الفرات
لاتزال منطقة غرب الفرات التي باتت “محمية إيرانية” على الأراضي السورية تتصدر المشهد في كل شهر، عبر سلسلة من الأحداث البارزة التي واكبها ورصدها المرصد السوري لحقوق الإنسان جميعها، ففي 11 الشهر، شهدت مدينة الميادين شرقي دير الزور “مجلس العزاء بسيد الشهداء”، وذلك إحياءًا، لذكرى مقتل الإمام الحسين رضي الله عنه، بحضور قادة الصف الأول من الميليشيات الإيرانية بدير الزور، وعلى رأسهم:
1- الحاج حسن القائد العام للميليشات الإيرانية في الميادين
2- الحاج عسكر القائد العام للميليشيات الإيرانية في مدينة البوكمال
3- الحاج كميل القائد العام للميليشيات الإيرانية في ديرالزور
4- الحاج سجاد نائب قائد الميليشيات في البوكمال
5- الحاج حسين مدير المراكز الثقافية الإيرانية بديرالزور.
بالإضافة إلى عدد من القادة المحليين التابعين للميليشيات الإيرانية بدير الزور، ووفقاً لمصادر المرصد السوري فإن مجلس العزاء يتخلله أداء فرق تمثيلية لتمثيل “مشهد مقتل الإمام الحسين” فضلاً عن ممارسة طقوس لأتباع الطائفة الشيعية كاللطميات وغيرها.
يأتي ذلك في ظل تشديد أمني مكثف ومنع التصوير بالهواتف المحمولة.
وفي ذات اليوم أيضاً، دارت اشتباكات عنيفة بين “حزب الله” العراقي من جهة، ومهربين من أبناء المنطقة في بلدة الهري بريف دير الزور المحاذية للحدود العراقية، بسبب خلاف على تقاسم عائدات التهريب، حيث استمرت الاشتباكات لعدة ساعات متواصلة، ووفقا لمصادر المرصد السوري، فإن الاشتباكات كانت بين أبناء المدعو (ح.ع) وعناصر من ميليشيا “حزب الله” العراقي بقيادة المسؤول الأمني والاقتصادي عن بوابة البوكمال-القائم بين العراق وسوريا المدعو “أبو راما العراقي”، وأسفرت عن خسائر مادية وإعطاب سيارة عسكرية لـ”حزب الله” العراقي.
وفي سياق ذلك، تدخل المسؤول العام عن الميليشيات الإيرانية في البوكمال وسحب قوات أمن الحشد، وطالب أبناء (ح.ع) للاجتماع والحوار، دون معرفة نتائجه.
والجدير بالذكر أن (ح.ع) كان يعمل مع أبو راما العراقي بتنفيذ عمليات تهريب للمخدرات والسلاح ودخان السجائر والهواتف النقالة وغيرها من المواد، عبر الحدود بين العراق وسوريا، في حين أكدت مصادر المرصد السوري بأن خلافات بين الطرفين جرت في وقت سابق، ولم تتطور لاشتباكات مسلحة.

في حين عمدت ميليشيا الحرس الثوري الإيراني بتاريخ 13 الشهر، إلى إجراء تجارب حية على صواريخ متوسطة المدى وراجمات صواريخ إيرانية الصنع، حيث قامت بنصب الراجمات ضمن بادية الميادين شرقي دير الزور، وأطلقت عدداً من الصواريخ بشكل عشوائي باتجاه البادية إذ سمعت دوي انفجارات عدة في المنطقة.
ووفقاً لمصادر المرصد السوري فإن الصواريخ هذه والراجمات، تم تصنيعها في مراكز تصنيع للسلاح تابع للميليشيات الإيرانية بإشراف خبراء من الجنسية الإيرانية وذلك بأطراف الميادين شرقي دير الزور.

وفي 23 الشهر، أقيم حفل تخريج 70 عنصر من ميليشيا “فاطميون” من العناصر المحليين، اليوم، بعد خضوعهم لتدريبات عسكرية وعقائدية لمدة 45 يوما، في معسكر الصاعقة ببلدة عياش غربي دير الزور.
على صعيد متصل، خرجت ميليشيا أبو الفضل العباس التابعة للحرس الثوري الإيراني، دفعة جديدة تتألف من 85 عنصر من المنتسبين الجدد، معظمهم ممن أجروا عمليات مصالحة مع النظام السوري، حيث تم جلبهم اليوم إلى مزار نبع عين علي بمدينة الميادين والاغتسال بمياه النبع، كطقس تعتمده الميليشيات الإيرانية أثناء تخريج الدورات العسكرية الجديدة.

تحركات عسكرية ملحوظة في البادية الحمصية
ألقت أحداث غرب الفرات العسكرية بظلالها على مناطق نفوذ الميليشيات الإيرانية ببادية حمص، لاسيما مع وجود قوات التحالف الدولي في منطقة التنف، ففي السادس من الشهر وصلت آليات ثقيلة إلى قرية العليانيه 70 كيلومتر جنوبي تدمر في البادية السورية، وتنوعت لآليات بين تركسات وحفارات، لإنشاء تحصينات لميليشيا الحرس الثوري الإيراني الذي يسيطر على القرية ومحيطها.
وفي 24 الشهر، أخلت قيادات من الميليشيات الإيرانية بعض مواقعها في مدينة تدمر شرقي حمص، خوفاً من استهداف قد يطال تلك المواقع، ووفقاً لمصادر المرصد السوري فإن القيادات اتخذت من القصر العدلي وفيلا الكويتي مقابل القصر العدلي مواقع جديدة لها.
جاء ذلك، عقب اجتماع التحالف الدولي بقيادات من جيش مغاوير الثورة في ذات اليوم ضمن منطقة التنف.
وفي 29 آب، استدعت المليشيات الإيرانية المتواجدة في مدينة تدمر والقريتين ومهين، مواطنين ممن أجروا تسويات مع قوات النظام وسبق وعملوا مع القوات المدعومة من “التحالف الدولي”، للتحقيق معهم، دون إبلاغ الجهات الأمنية الموجودة في تلك المناطق.

استباحة إسرائيلية متواصلة
تواصل إسرائيل استباحة الأراضي السورية، حيث شهد شهر آب 5 استهدافات تسببت بسقوط قتلى وجرحى وخسائر مادية فادحة، وجاءت التفاصيل الكاملة وفقاً لتوثيقات المرصد السوري على النحو التالي:

– 12 آب، استهدفت القوات الإسرائيلية بقذائف دبابة عسكرية، منطقة الحميدية بريف القنيطرة عند الحدود مع الجولان السوري المحتل، الأمر الذي أدى لإصابة شخصين اثنين.

– 14 آب، قتل 3 عناصر من قوات النظام وأصيب عدد آخر منهم، نتيجة استهداف إسرائيلي لقاعدة دفاع جوي ورادار في قرية أبو عفصة 5 كيلومتر جنوبي مدينة طرطوس على الساحل السوري، كما يبتعد المواقع المستهدفة نحو 8 كيلومتر، عن القاعدة الروسية.
كما سقطت صواريخ إسرائيلية في موقع عسكري تابع لقوات النظام في منطقة القطيفة بريف دمشق.

– 25 آب، قتل ضابط في قوات النظام، جراء الضربات الإسرائيلية على مستودعات في محيط مصياف بريف حماة الغربي، وطال القصف الإسرائيلي مواقع ومستودعات ذخيرة وسلاح تابعة للميليشيات الإيرانية في كل من طريق وادي العيون غرب مصياف ومنطقة البحوث العلمية، ومنطقة السويدة جنوب شرق مصياف ومنطقة الجليمة أيضاً، وشهدت المنطقة انفجارات عنيفة على إثرها استمرت لساعات وأصيب 14 مدني بجراح متفاوتة، ووفقا لمصادر المرصد السوري، فإن الصواريخ المنفجرة جرى تجميعها على مدار أكثر من عام، ويقدر عدد الصواريخ الموجودة بحسب المصدر بأكثر من ألف صاروخ.

– 31 آب، استهدف الفص الإسرائيلي مستودعات للذخيرة والسلاح تابعة للميليشيات الإيرانية المتواجدة في محيط مطار حلب الدولي بثلاثة صواريخ، ما سقط صاروخ رابع بحرم المطار، ولم يتضرر مدرج المطار على الإطلاق، بينما الخسائر المادية كانت ضمن المستودعات التابعة للإيرانيين بمحيط المطار.
ذكر أن قوات روسية متواجدة ضمن مطار حلب الدولي برفقة قوات النظام ويمنع على الجانب الإيراني استخدام المطار لأي شق عسكري على الرغم من استخدامه من قبل الطيران الإيراني الذي ينقل “حجاج شيعة” على حد زعمهم، ووفقا لمصادر المرصد السوري فإن القوات الروسية المتواجدة داخل مطار حلب الدولي كانت على علم مسبق بالغارات الإسرائيلية حيث لوحظ استنفارها قبل 10 دقائق من الغارات.

– 31 آب، قتل أحد عناصر قوات النظام جراء قصف إسرائيلي بصاروخين اثنين على مناطق عسكرية لقوات النظام تتواجد فيها ميليشيات “حزب الله” اللبناني في ريف دمشق الجنوبي الشرقي، ما أصيب 3 آخرين جميعهم من جنسيات غير معروفة حتى اللحظة، فيما تمكنت الدفاعات الجوية التابعة للنظام من إسقاط صاروخ واحد قبل وصوله الهدف.
الأهداف في دمشق تبتعد بضعة كيلومترات عن مطار دمشق الدولي والسيدة زينب.

وفي سياق آخر، شهد شهر آب، مقتل 4 من الميليشيات التابعة لإيران من جنسيات غير سورية، 3 منهم قتلوا بكمين لعناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” ببادية تدمر في ريف حمص الشرقي وذلك بتاريخ 21 آب.
بينما الرابع قيادي إيراني من ميليشيا الحرس الثوري، تل على يد شخص سوري من أبناء الطائفة الشيعية ينحدر من نبل والزهراء بريف حلب الشمالي، حيث جرت عملية القتل ضمن محافظة حلب، لأسباب لاتزال مجهولة حتى اللحظة، ولا يعلم إذا كان دافع القتل شخصي أم لتنفيذ أجندة إقليمية.

ويؤكد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن النظام السوري يحتفظ بحق الرد على إسرائيل دائماً، بينما يقصف مناطق المعارضة والمناطق المدنية في سورية، وكذلك إيران التي لا تستطيع الرد على إسرائيل لأن الموازين ستنقلب حينها، حيث تكتفي في بعض الأحيان بإطلاق بعض القذائف باتجاه الجولان السوري المحتل عن طريق ما يعرف بـ“المقاومة السورية لتحرير الجولان” المدعومة من “حزب الله” اللبناني وإيران.
وفي ذات الوقت، تقصف إسرائيل المواقع الإيرانية بضوء أخضر روسي من أجل تحجيم دور إيران في سورية، أما الجانب الأمريكي فيبرر الموقف الإسرائيلي بحق تل أبيب في الدفاع الشرعي عن نفسها ومصالحها تجاه التهديد الإيراني لها، إضافة إلى عدم رغبتهم في التواجد الإيراني بسورية.
وعلى ضوء ما سبق، فإن المرصد السوري لحقوق الإنسان، يطالب بتحييد المدنيين والمناطق السورية عن الصراعات الإقليمية، فالمنشآت والمناطق المستهدفة هي ملك للشعب السوري وليست لإيران ولا لميليشياتها.
ويشدد المرصد السوري على ضرورة إخراج إيران وميليشياتها من سورية بشتى الطرق والوسائل، شريطة ألا تهدد تلك الوسائل حياة المدنيين وتلحق الضرر بالممتلكات العامة التي هي لأبناء الشعب السوري.