إيران وميليشياتها في تشرين الثاني: 9 استهدافات دمرت أكثر من 11 هدفاً.. وعمليات إعادة تموضع ونقل للأسلحة والذخائر في مختلف المناطق

82

لاتزال إيران وميليشياتها تفرض هيمنتها على معظم مناطق نفوذ النظام السوري وتتغلغل في عمق البلاد، غير آبهة لأحد، فلا الاستهدافات الجوية المتكررة من قبل إسرائيل أو التحالف الدولي يعيق من تواجدها ويحد منه، ولا حربها الباردة مع الروس ولا أي شيء من هذا القبيل أستطاع إعاقة تحركاتها، بل على العكس من ذلك تشهد معظم المناطق السورية تحركات يومية للإيرانيين والميليشيات التابعة لها، ويسلط المرصد السوري في التقرير الآتي على الأحداث الكاملة التي شهدتها تلك المناطق خلال شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2021.

تصاعد ملحوظ بالاستهدافات الجوية من قبل إسرائيل و”المسيرات المجهولة”..
عمدت إسرائيل إلى استهداف تمركزات ومواقع الميليشيات التابعة لإيران والنظام السوري، 4 مرات خلال شهر تشرين الثاني، تسببت بمقتل 5 أشخاص وتدمير وإصابة 6 أهداف، وجاءت تفاصيل تلك الاستهدافات على النحو التالي:
-الاستهداف الأول، فجرى بتاريخ اليوم الثالث من تشرين الثاني، حين استهدفت إسرائيل بعد منتصف ليل الثلاثاء-الأربعاء، بصواريخ أطلقتها من فلسطين المحتلة، منطقة زاكية الواقعة بريف دمشق الغربي، حيث تتواجد في المنطقة مستودعات للسلاح والذخائر تابعة للميليشيات التابعة لإيران ومقرات للفرقة الرابعة ومواقع للميليشيات، دون أن ترد معلومات عن خسائر بشرية حتى اللحظة.

– الاستهداف الثاني، جرى في الثامن من تشرين الثاني، واستهدفت صواريخ إسرائيلية قادمة من الأجواء اللبنانية الشمالية، منطقة ريف حمص الجنوبي الشرقي، ضمن المنطقة التي يتواجد فيها ثكنات عسكرية، ومركز قيادة لإحدى الفرق العسكرية الهامة في قوات النظام وصولًا إلى منطقة مطار الشعيرات في ريف حمص التي يتواجد فيها ميليشيات “حزب الله” اللبناني وإيران.

– الاستهداف الثالث كان بتاريخ 17 تشرين الثاني، حين استهدفت إسرائيل بصواريخ قادمة من الجولان المحتل، مواقع في جنوب العاصمة دمشق، دون أن ترد معلومات حتى اللحظة عن خسائر بشرية، فيما لم يتسنى للمرصد السوري لحقوق الإنسان، التأكد من الأهداف المستهدفة في المنطقة التي يتواجد فيها مقرات ومواقع للميليشيات التابعة لإيران وحزب الله اللبناني.

-الاستهداف الرابع والأخير، جرى بتاريخ 24 تشرين الثاني، حين قتل 5 أشخاص هم اثنان من الميليشيات الموالية لحزب الله اللبناني لم تعرف جنسيتهم بعد، و3 من عناصر قوات النظام، اثنين منهما كانا بالزي المدني أثناء الاستهداف وتبين أنهم عساكر فيما بعد، قتلوا جميعاً بالقصف الإسرائيلي الذي طال ضواحي حمص الغربية ونتيجة بقايا صواريخ خلال المعركة الجوية بين دفاعات النظام الجوية والصواريخ الإسرائيلية.

في المقابل، قامت الطائرات المسيرة “المجهولة” باستهداف مواقع الميليشيات التابعة لإيران 4 مرات أيضاً، خلال الشهر المنصرم، أدت تلك الضربات إلى مقتل 7 أشخاص، وتدمير وإصابة 5 أهداف على الأقل، وجاءت تفاصيلها على النحو التالي:
-الاستهداف الأول، جرى في التاسع من تشرين الثاني الجاري، حين استهدفت طائرات مسيرة مناطق سيطرة الميليشيات الموالية لإيران بأطراف البوكمال قرب الحدود السورية – العراقية، دون معلومات عن خسائر بشرية.

-الاستهداف الثاني، جرى في العاشر من تشرين الثاني، حين قُتل 7 أشخاص على الأقل من الميليشيات التابعة لإيران جراء الاستهداف الجوي “المجهول” من قبل طيران مسير على مواقع ومستودعات للسلاح والذخيرة في مدينة البوكمال بريف دير الزور الشرقي، ووفقاً لمصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن من ضمن القتلى 3 من الجنسية السورية من العاملين تحت الإمرة الإيرانية، والبقية -أي الأربعة- لم تعرف جنسيتهم حتى اللحظة، كما تسبب القصف الجوي بتدمير مستودعات للأسلحة والذخائر.

-الاستهداف الثالث، كان في الخامس عشر من تشرين الثاني، حين قصفت طائرات مسيرة أطراف مدينة البوكمال في ريف دير الزور الشرقي التي تتمركز فيها الميليشيات الإيرانية والموالية لها، حيث شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من أطراف المدينة، دون ورود معلومات عن الخسائر البشرية حتى الآن.

-أما الاستهداف الرابع، فكان في اليوم ذاته -أي 15 الشهر-، حين دوت 8 انفجارات عنيفة مساء الاثنين ضمن مدينة البوكمال شرقي دير الزور، ناجمة عن استهداف جوي من قبل طيران مسير لمواقع الميليشيات الإيرانية في المنطقة، ما أدى لتدمير مقر يضم أسلحة وذخائر.

استهداف أميركي في البادية وشحنة أسلحة إلى ريف تدمر..
عمدت القوات الأميركية المتمركزة في قاعدة التنف، الواقعة ضمن منطقة الـ 55 عند مثلث الحدود السورية-الأردنية-العراقية، إلى إطلاق صواريخ بعيدة المدى نحو البادية السورية، وذلك بتاريخ 24 تشرين الأول، ولم يتم الوصول إلى معلومات مؤكدة حول الأهداف التي حققتها هذه العملية، حيث أكدت مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن الصواريخ سقطت ضمن مناطق نفوذ الميليشيات التابعة لإيران في بادية المنطقة، لكن الطوق الأمني الكبير واستنفار الميليشيات حال دون معرفة نتائج العملية حتى اللحظة.

تحركات مكثفة ضمن غرب الفرات “المستعمرة الإيرانية” في ظل التصعيد الكبير..
الشق العسكري: في الثالث من الشهر، عمدت الميليشيات التابعة لإيران إلى نصب مدفع “57” في محطة المياه الواقعة على “الكورنيش” بجانب الجسر الكبير الذي يربط بين البوكمال غرب الفرات، والباغوز الخاضعة لنفوذ قوات سوريا الديمقراطية والمعقل الأخير سابقاً لتنظيم “الدولة الإسلامية” شرق الفرات، ولم ترد معلومات واضحة حول أسباب العملية هذه فيما إذا كانت تندرج في إطار التصعيد الغير معلن بين التحالف والإيرانيين شرق البلاد.

وفي الخامس من الشهر قامت الميليشيات بتحصين نقاطها العسكرية المنتشرة في مدينتي البوكمال والميادين بريف دير الزور الشرقي بـ”غرف حراسة مسبقة الصنع” وذلك لحماية عناصرها عقب الاستهدافات التي السابقة التي شهدتها مواقع الميليشيات خلال الفترات السابقة.

وفي خضم التحصينات، أكدت مصادر المرصد السوري بأن الميليشيات الإيرانية قامت خلال شهر تشرين الثاني الفائت، بعمليات إعادة انتشار ضمن بلدات وقرى ممتدة من الميادين إلى البوكمال عند الحدود السورية-العراقية بريف دير الزور الشرقي، وذلك في عمليات مكررة للتمويه تخوفاً من الاستهدافات المتكررة التي تتعرض لها تلك الميليشيات من قبل الجانب الإسرائيلي بالدرجة الأولى وقوات التحالف الدولي بدرجة أقل، وتتمثل عمليات إعادة الانتشار بتبديل مواقع ونقاط وقوات، بالإضافة إلى ذلك تقوم الميليشيات باستقدام تعزيزات عسكرية بشكل يومي إلى مواقعها ونقاطها وتحصين تلك المواقع والنقاط بشكل أكبر، وفي هذا السياق، عمدت الميليشيات الإيرانية إلى نقل شحنات أسلحة من داخل قلعة الرحبي ومن مخزن للسلاح بالقرب من آثار الشلبي شرقي دير الزور، إلى نقاطها ومواقعها ومقراتها التي أعادت الانتشار فيها ضمن المناطق آنفة الذكر.

ومن أساليب التمويه التي تقوم بها الميليشيات الموالية لإيران، هي استبدال راياتها بالعلم السوري المعترف به دولي، حيث قامت خلال الشهر بإزالة راياتها من أعلى المركز الثقافي وبعض المقرات العسكرية في البوكمال واستبدالها بالأعلام السورية المعترف بها دوليًا خوفًا من عمليات استهداف قد تطالها.

في حين قام حزب الله اللبناني منتصف الشهر الفائت، بنقل كمية من الأسلحة والذخائر من منطقة غرب الفرات التي باتت “مستعمر” للميليشيات التابعة لإيران على الأراضي السورية، إلى مواقع الحزب عند الحدود السورية-اللبنانية بريف العاصمة دمشق، حيث نقلت شاحنات تابعة لحزب الله سلاح وذخائر من مخازن ومستودعات تابعة للميليشيات بالقرب من آثار الشلبي بريف الميادين، شرقي دير الزور، وسلكت طريق دير الزور-دمشق، وتوجهت إلى الحدود مع لبنان بريف العاصمة، حيث جرى إفراغ الشاحنات في مواقع حزب الله ضمن جرود المنطقة.

وفي 28 الشهر، عمدت الميليشيات إلى استقدام شاحنات إلى منطقة آثار الشبلي ببادية الميادين بريف دير الزور الشرقي، وجرى تحميل الشاحنات بأسلحة وذخائر بعضهم صواريخ إيرانية الصنع متوسطة المدى، وذلك من مخازن السلاح المتواجدة في تلك المنطقة، عقب ذلك توجهت الشاحنات بحراسة من الميليشيات إلى مواقعهم ونقاط تمركزهم في معدان ضمن بادية الرقة.

انتهاكات وفوضى: شهد التاسع عشر من شهر تشرين الثاني، حادثة اعتداء من قبل عناصر من الميليشيات الإيرانية على مواطن في البوكمال بريف دير الزور الشرقي، حيث ضرب العناصر راعي أغنام في بلدة المجاودة بريف البوكمال، وأجبروه على خلع ملابسه، إضافة إلى سرقة عدد من رؤوس الأغنام، قبل أن يغادروا الموقع رافضين إعادة الملابس لراعي الماشية.

فيما شهد 29 الشهر، اشتباكات بين قوات الدفاع الوطني التابعة للنظام من جهة، وميليشيات “الحرس الثوري” الإيراني من جهة أخرى، في مدينة العشارة بريف دير الزور الشرقي.

ووفقًا لمصادر المرصد السوري، فإن الاشتباكات جاءت على خلفية افتتاح الدفاع الوطني نقطة للتهريب بين مناطق النظام و”قسد”، في حين منعتهم الميليشيات الإيرانية وطردتهم من المنطقة، لتندلع اشتباكات بين الطرفين على إثر ذلك عند طريق ابن أسود قرب الجمعية في مدينة العشارة.
وفي سياق ذلك، استقدمت الميليشيات الإيرانية تعزيزات عسكرية إلى الموقع، لطرد قوات الدفاع الوطني، فيما لا تزال الاشتباكات مستمرة حتى مساء اليوم، وسط تدخل الأمن العسكري لفض الاشتباكات

وأسفر عن الاشتباكات إصابة 4 عناصر من الطرفين، وإعطاب سيارة مزودة برشاش تابعة للدفاع الوطني، وهروب قوات الدفاع الوطني من الموقع.

تعزيزات متواصلة إلى ريف حلب الشرقي..
وفي محافظة حلب، عمدت الميليشيات الإيرانية إلى جلب تعزيزات عسكرية ولوجسيتة إلى مواقعها شرقي المحافظة مرتين اثنتين خلال الشهر الفائت، ففي الـ 12 من تشرين الثاني، استقدمت الميليشيات تعزيزات عسكرية إلى القاعدة التي جرى إنشاءها مؤخراً على تل في قرية حبوبة بين مسكنة والخفسة بريف حلب الشرقي، مقابل مناطق نفوذ التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية على الضفة الأخرى لنهر الفرات، وضمت التعزيزات صواريخ قصيرة المدى وذخائر بالإضافة لمعدات لوجستية، كما جرى تحصين نقاط في المنطقة هناك أيضاً.

وفي 25 الشهر، وصلت دفعة أخرى من التعزيزات إلى القاعدة العسكرية التابعة للميليشيات الإيرانية في قرية حبوبة بين الخفسة ومسكنة شرقي حلب، والتي جرى إنشاءها مؤخراً وتقع قبالة مناطق نفوذ قوات سوريا الديمقراطية على الضفة الأخرى من نهر الفرات.

ووفقاً لمصادر المرصد السوري، فإن شاحنات محملة بصواريخ إيرانية الصنع وصلت إلى القاعدة خلال الساعات الفائتة بالإضافة لمعدات عسكرية ولوجستية أخرى.

وفي ضوء الحديث عن ريف حلب الشرقي، لاتزال عمليات التجنيد مستمرة لصالح الميليشيات التابعة لإيران بقيادة “لواء فاطميون” الأفغاني الذي يقوم باستغلال الأوضاع المعيشية الكارثية لأهالي وسكان المنطقة ويقدم إغراءات مادية وامتيازات أخرى مقابل استقطاب الشبان والرجال، ووفقاً لمصادر المرصد السوري، فإن تعداد المجندين لصالح تلك الميليشيات ارتفع إلى أكثر من 2050 منذ تصاعد عمليات التجنيد مطلع شهر شباط/فبراير 2021 وحتى يومنا هذا، وتتركز عمليات التجنيد في مناطق مسكنة والسفيرة ودير حافر وبلدات وقرى أخرى شرقي حلب، والتي تتم عبر عرابين ومكاتب تقدم سخاء مادي.

شراء مستمرة للعقارات في الغوطة الشرقية.. وحزب الله يواصل البحث عن رفات عناصره
تواصل إيران وبشكل غير معلن اللعب على ديموغرافية الغوطة الشرقية عبر أذرعها من السوريين، حيث انتقلت من شراء العقارات -منازل ومحال تجارية-، إلى شراء الأراضي الزراعية بشكل كبير، وبحسب مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن الأشخاص المحسوبين على (أبو ياسر البكاري) المنحدر من مدينة البوكمال والذي يعمل لصالح ميليشيات إيران، بدأوا في الآونة الأخيرة بالتركيز على شراء الأراضي الزراعية الواقعة على وجه الخصوص في المنطقة الجنوبية للغوطة الشرقية، المتاخمة لطريق دمشق الدولي، والممتدة من المليحة مرورًا بشبعا ودير العصافير و وصولًا إلى حتيتة التركمان.

وبحسب المصادر، فإن شراء الأراضي يجري على غرار شراء العقارات من منازل ومحال تجارية في مناطق الغوطة الشرقية سابقًا والتي نشر عنها المرصد السوري لحقوق الإنسان حينها، و يتم شراء الأراضي من خلال دفع مبالغ مالية طائلة لأصحابها، حيث يجري التركيز على الأراضي التي يتواجد أصحابها إما في دول اللجوء أو خارج سوريا، إلا أن اللافت في الأمر أن ميليشيات إيران تسعى من خلال هذه العملية وعلى المدى البعيد إلى إحاطة مطار دمشق الدولي بطوق أمني من جهة الغوطة الشرقية، قد تظهر نتائجه خلال السنوات القادمة، على اعتبار أن الغوطة الشرقية تعد من أبرز وأهم المناطق السورية المعارضة للنظام والتي خرجت مع انطلاقة الثورة السورية وكان لها دور بارز في الاحتجاجات السلمية التي في سورية، قبل أن تصبح تحت سيطرة فصائل المعارضة وتشهد معارك عنيفة قتل خلالها الآلاف من عناصر قوات النظام والميليشيات الإيرانية لينتهي المطاف بها في آذار 2018 بتهجير الفصائل وغير الراغبين بإجراء عمليات تسوية إلى الشمال السوري.

وفي خضم ما سبق، علم المرصد السوري لحقوق الإنسان، وعبر نشطائه المتواجدين في المنطقة، بأن مسلحين من “حركة النجباء” الموالية لإيران، والذين يتخذون من مناطق جنوب العاصمة دمشق كـ السيدة زينب مواقعًا لهم، استولوا خلال الشهر المنصرم على أرض زراعية متاخمة لطريق مطار دمشق الدولي في منطقة شبعا، واعتقلوا صاحبها أثناء عمله بها، ثم قاموا بوضع نقطة أمنية تضم 10 عناصر داخل الأرض بعد أن قاموا بتجريفها بالآليات الثقيلة، دون معرفة الأسباب.

في حين تتواصل سطوة الميليشيات التابعة لإيران على المناطق السورية الواقعة قرب وعند الحدود السورية – اللبنانية في ريف العاصمة دمشق، ولاسيما من قبل ميليشيا “حزب الله اللبناني” الذي يتزعم المنطقة ويتسيدها بالطول والعرض، حيث أفادت مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان، باستمرار عمليات شراء واستملاك العقارات والأراضي في تلك المنطقة على الرغم من الأوضاع الاقتصادية السيئة في سورية وإيران ولبنان، إلا أن عمليات التغيير الديمغرافي مستمرة، لتكون الميليشيات الموالية لإيران من جنسيات غير سورية قامت منذ مطلع الشهر الأول من العام 2021 الجديد وحتى اللحظة، بشراء أكثر من 500 أرض في منطقة الزبداني ومحيطها وما لا يقل عن 610 أرض في منطقة الطفيل الحدودي التي باتت كما أشار المرصد السوري سابقاً كقرية “الهيبة” الاسطورية في إحدى المسلسلات السورية، ويتزعمها شخص سوري مقرب من قيادات حزب الله اللبناني يدعى (ح.د).

وفي السياق ذاته، تتواصل أيضاً، عمليات مصادرة الشقق الفارهة والفيلل في منطقة بلودان ومناطق قربها، وفقاً لما أفادت به مصادر المرصد السوري، ليرتفع إلى أكثر من 495، تعداد الشقق التي استوطنت فيها تلك الميليشيات، بدعم مطلق من قبل حزب الله اللبناني الذي يعمل على تسهيل أمور الميليشيات باعتباره القوة الأكبر هناك، يأتي ذلك على الرغم من التركيز الإعلامي الكبير ولاسيما من قبل المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وفي سياق آخر، تشهد المناطق الحدودية بين سورية ولبنان بريف دمشق، تحركات مكثفة لحزب الله اللبناني والميليشيات التابعة له والعاملة تحت الجناح الإيراني، من خلال تغيير أماكن تخزين الأسلحة والذخائر في جرود المنطقة ونقلها إلى مناطق أخرى في بعض الأحيان، فضلاً عن تحصين النقاط والمواقع وتقليل عدد العناصر في كل مقر، تخوفاً من الضربات المتكررة التي تنفذها إسرائيل على الجناح الإيراني في سورية، لاسيما مع استقدام حزب الله لسلاح وذخائر قبل أيام من منطقة غرب الفرات.

كما عاود “حزب الله” اللبناني عمليات البحث عن رفات عناصره، ممن قتلوا في معارك ضد الفصائل المعارضة والجهادية، إبان سيطرتها على الغوطة الشرقية، ووفقًا لنشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن مجموعات من “الفرقة الرابعة” التي يترأسها ماهر الأسد شقيق رأس النظام السوري، وبحضور عسكريين من”حزب الله” اللبناني وفرق مختصة، عمدوا منذُ مطلع شهر نوفمبر/تشرين الثاني، إلى إجراء عمليات بحث عن رفات عناصر من الحزب قضوا في معارك منطقة المرج بريف الغوطة الشرقية، ما بين عامي 2013 و2016، في مناطق القيسا والجربا والقاسمية والبلالية والدير سلمان، بحضور شخصيات مدنية ممن كانوا خلال فترة سيطرة الفصائل على الغوطة الشرقية قبيل آذار/مارس من العام 2018، بالإضافة إلى وجود عناصر ممن كانوا ضمن الفصائل وباتوا بصفوف قوات النظام بموجب “التسويات” التي أجريت عقب ترحيل الفصائل والرافضين لـ “التسويات” إلى الشمال السوري

عمليات البحث استمرت لنحو 25 يومًا خلال أيام متفاوتة بدءا من أوائل نوفمبر/تشرين الثاني، حيث تركزت تلك العمليات قرب خطوط المواجهة والمحاور التي شهدت معارك ضارية بين قوات النظام و”حزب الله” اللبناني من جهة، والفصائل الجهادية والمعارضة من جهة أُخرى، آن ذاك، حيث تمكنت الفرق المختصة بعمليات البحث من العثور على رفات ثلاث أشخاص لم تعرف هويتهم حتى اللحظة، جرى نقلهم إلى مشافي العاصمة دمشق

الجدير ذكره أن”حزب الله” اللبناني وميليشيات موالية لإيران، عمدت منذُ سيطرة النظام السوري بدعم روسي على الغوطة الشرقية، إلى إجراء عمليات بحث واسعة على رفات عناصرهم ممن قتلوا بمعارك سابقة في منطقة المرج بالغوطة الشرقية على وجه التحديد، كونها كانت من أبرز المناطق التي يتواجد بها مقاتلون من”حزب الله” اللبناني والميليشيات الإيرانية على جبهات الغوطة الشرقية، حيث استغل الحزب والميليشيات الإيرانية “تسويات” عناصر كانوا مقاتلين سابقين في صفوف الفصائل للدلالة على أماكن دفن قتلاهم.