إيران وميليشياتها في تموز: إسرائيل تواصل استهداف مواقع الميليشيات وحزب الله يتاجر بأزمات الشعب السوري.. وتمدد في شراء واستملاك العقارات

75

لاتزال إيران وميليشياتها تفرض هيمنتها على معظم مناطق نفوذ النظام السوري وتتغلغل في عمق البلاد، غير آبهة لأحد، فلا الاستهدافات الجوية المتكررة من قبل إسرائيل أو التحالف الدولي يعيق من تواجدها ويحد منه، ولا حربها الباردة مع الروس ولا أي شيء من هذا القبيل أستطاع إعاقة تحركاتها، بل على العكس من ذلك تشهد معظم المناطق السورية تحركات يومية للإيرانيين والميليشيات التابعة لها، ويسلط المرصد السوري في التقرير الآتي على الأحداث الكاملة التي شهدتها تلك المناطق خلال شهر تموز/يوليو 2021.

غرب الفرات والاستحواذ الكامل على المشهد..

الجانب العسكري: أفادت مصادر المرصد السوري في السادس من تموز بأن ميليشيا الحشد الشعبي العراقي والحرس الثوري الإيراني، عمدت إلى إخراج عدد كبير من الصواريخ “إيرانية الصنع”، من داخل أقبية قلعة الرحبة الآثرية الواقعة في محيط الميادين بريف دير الزور الشرقي، وذلك بواسطة شاحنات وسط حماية مشددة وشوهدت الشاحنات متجهة نحو سلسلة تل البطين ومنطقة حاوي الميادين، وهي ذات المناطق التي كانت الميليشيات الإيرانية قد نصبت بها منصات لإطلاق صواريخ في أيار الفائت، وجميعها موجهة نحو منطقة شرق الفرات حيث تسيطر قوات سوريا الديمقراطية وأقرب منطقة لها هي حقل العمر النفطي كما سبق وأشار المرصد السوري، يأتي ذلك في ظل عمليات التصعيد بين الجانبين الأميركي والإيراني مؤخراً.

وفي التاسع من الشهر، قامت ميليشيا “الحرس الثوري” بالاستيلاء على عشرات المنازل في المدينة الواقعة شرقي دير الزور، حيث جرى الاستيلاء على 14 منزل في شارع الأربعين و12 منزل في شارع الـ16، و8 منازل في حي المحاريم، ووفقاً لنشطاء المرصد السوري، فإن المنازل هذه جميعها تعود ملكيتها لمعارضين للنظام السوري ممن هم خارج المنطقة، وقامت الميليشيا أولاً بإبلاغ ذوي وأقارب الذين يقيمون في المنازل هذه، بإخلائها خلال مدة أقصاها 48 ساعة، وهو ما جرى بالفعل فهم لا حول لهم ولا قوة، وليس ذلك فحسب، بل حتى شهدت المناطق آنفة الذكر مغادرة قاطني المنازل المجاورة لتلك المستولى عليها، تخوفاً من تحويلهم إلى دروع بشرية للإيرانيين وتحويل المنازل المستولى عليها إلى مستودعات للأسلحة والذخائر كما جرت العادة، وهو ما يشكل خطر الاستهداف الجوي سواء من قبل إسرائيل أو التحالف الدولي.

لتقوم الميليشيا بعد ذلك بأيام قليلة، بنقل كمية من الأسلحة والذخائر من أماكن تخزينها في منطقة المزارع بأطراف الميادين، إلى منازل ضمن أحياء مأهولة بالسكان، وهي ذاتها التي جرى الاستيلاء عليها وتركزت عملية النقل إلى المنازل المستولى عليها في منطقة “شارع 16” بالمدينة، وهو ما حذر منه المرصد السوري حينها.

وفي الحادي عشر من الشهر، عمدت الميليشيات إجراء عمليات تمويه لأماكن تموضع منصات الصواريخ بأطراف الميادين شرقي دير الزور، والموجهة نحو مناطق نفوذ “قسد والتحالف الدولي” شرقي الفرات، حيث قامت ميلشيا أبو الفضل العباس بنصب منصات إطلاق صواريخ وهمية بالقرب من قلعة الرحبة الآثرية بأطراف الميادين، وكذلك فعلت ميليشيا فاطميون الأفغانية بنصبها لمنصات وهمية بالقرب من مستودعات الحبوب في المنطقة، للتمويه على طيران الاستطلاع والطائرات الحربية التابعة للتحالف الدولي.

في حين عمدت ميليشيا أبو الفضل العباس” التابعة للحرس الثوري الإيراني في 17 تموز، إلى الانسحاب من نقطة عسكرية تابعة لها تقع بالقرب من منطقة آثار الشبلي بأطراف مدينة الميادين ضمن ريف دير الزور الشرقي، وقامت الميليشيا بتسليم النقطة لحزب الله اللبناني الذي تمركز عناصره فيها بدورهم، وقاموا بنصب راجمة صواريخ ومضادات أرضية “عيار 23″، ولم ترد معلومات حتى اللحظة عن أسباب الانسحاب هذا وتسلم حزب الله للنقطة.

ترسيخ الوجود: عمدت ميليشيا “الحرس الثوري الإيراني” مطلع شهر تموز إلى ميليشيا “الحرس الثوري الإيراني”، إلى تخريج دفعة جديدة من المنتسبين الجدد إليها في المدينة، وضمت الدفعة الجديدة نحو 85 شخص خضعوا لدورة عسكرية لمدة شهر تقريباً في منطقة “المزارع” أكبر تجمع للميليشيات الإيرانية والواقعة في أطراف مدينة الميادين، ووفقاً لمصادر المرصد السوري فإن 40 من المنتسبين جرى تدريبهم على استخدام الرشاشات الثقيلة باختلاف أنواعها، والبقية -أي 45 عنصراً- جرى تدريبهم على استخدامات الرشاشات المتوسطة والخفيفة، وأضافت المصادر بأن المنتسبين سيتقاضون راتب شهري قدره 120 ألف ليرة سورية بالإضافة لامتيازات أخرى كمساعدات غذائية شهرية وطبابة مجانية في النقاط الطبية التابعة للحرس الثوري.

وفي نهاية الشهر، عمدت ميليشيا “لواء فاطميون” الأفغانية، إلى تخريج دفعة جديدة من المنتسبين الجدد إلى صفوفها في مدينة الميادين ويبلغ عددهم نحو 64 شخص، وقامت الميليشيا بممارسة طقوسها على الدفعة كما جرت العادة، حيث تم اصطحابهم إلى مزار نبع عين علي الواقع بأطراف الميادين في ريف دير الزور الشرقي، وتطبيق طقوس الميليشيا وهي “دهن وجوه العناصر بالطين المتواجد عند المزار” و”التبرك بماء العين” أي أخذ المباركة من الماء هناك، وسط قيامهم بترديد شعارات للطائفة الشيعية.

متفرقات: رصد نشطاء المرصد السوري في 12 تموز، شجار بالأيدي نشب بين مجموعة تابعة لـ “الدفاع الوطني” وعناصر محليين من ميليشيا “أبوالفضل العباس” التابعة لـ “الحرس الثوري الإيراني” تطور لحدوث إطلاق نار في الهواء أثناء وقوف عناصر الطرفين على طابور للحصول على قوالب ثلج أمام إحدى المعامل في مدينة الميادين بريف دير الزور الشرقي، مما أسفر عن سقوط جرحى من كلا الطرفين وحدوث أضرار مادية داخل المعمل وحرمان المدنيين من الحصول على قوالب الثلج حيث يضطر جميع أهالي المنطقة للوقوف إلى ساعات طويلة وشراء قوالب الثلج في ظل ارتفاع درجات الحرارة وانقطاع الكهرباء الأمر الذي تسبب بارتفاع سعر قالب الثلج إلى 5000 ليرة.

وفي 24 الشهر، قام عناصر محليين تابعين لميليشيا “الحرس الثوري الإيراني” بحملة لتنظيف الشوارع الرئيسية في مدينة الميادين شرقي دير الزور، صباح اليوم الجمعة، وذلك ليس تطوعاً منهم بل عقوبة لهم من قبل قيادي في الميليشيا، حيث بدأ الأمر حين قام “الحاج حسين” وهو قيادي في الحرس الثوري بجولة تفقدية على نقاط متقدمة تابعة للميليشيا في بادية الميادين بشكل مفاجئ، ليتفاجئ بنوم العناصر الذين من المفترض أن يكونوا ضمن “نوبة حراسة”، وعلى إثر ذلك قام القيادي بمعاقبتهم بإجبارهم على تنظيف شوارع الميادين الرئيسية.
أما في 27 تموز، فقد عمدت قوات “الفرقة الرابعة” التابعة لماهر الأسد شقيق رئيس النظام السوري والمقربة من الإيرانيين، إلى الاستيلاء على 6 منازل في المدينة، تعود ملكيتها لمعارضين للنظام يتواجدون خارج المنطقة، 3 من تلك المنازل تقع قرب مدرسة علي بن أبي طالب، و2 منها بالقرب من بنك الدم، بينما الأخير يقع بجانب مشفى السعيد بالمدينة، ووفقاً لمصادر المرصد السوري، فإن الفرقة الرابعة حولت تلك المنازل جميعها إلى مقرات عسكرية تابعة لها.

شراء العقارات والاستملاك يتمدد بأوامر إيرانية وأذرع سورية..

لا تزال إيران مستمرة بتمددها وتغلغها ضمن الأراضي السورية دون كلل أو ملل، وذلك عبر وسائل وطرق متعددة تقوم بها الميليشيات التابعة لها من مختلف الجنسيات، و عبر أذرعها المنتشرين في عموم التراب السوري، حيث أفادت مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان في أواخر تموز الفائت، بأن الميليشيات الإيرانية بأوامر من القيادة عمدت إلى تجنيد شبان ورجال من أبناء الميادين والبوكمال ومناطق أخرى في دير الزور، وأرسلتهم إلى مناطق نفوذ النظام في محافظة الرقة، بغية استملاك العقارات من أراضي ومنازل ومحال تجارية هناك، وهو ما فعلته في الغوطة الشرقية والغربية حين جندت أشخاص محليين من دير الزور وارسلتهم لهناك واستملكوا عشرات العقارات فيها.

وأضافت مصادر المرصد السوري، بأن المجندين تمكنوا خلال شهر تموز من شراء 78 عقار على الأقل بين محال ومنازل وأراضي، وذلك في معدان ومحيطها وبلدات وقرى خاضعة للنظام بريف الرقة، حيث قاموا بدفع الأسعار دون أي مساومة تذكر، وطلبوا من أصحاب المكاتب العقارية اطلاعهم على أي عروض بيع تتم في المنطقة.

 

حزب الله يسرح ويمرح قرب الحدود السورية-اللبنانية..

وبالانتقال إلى حمص، يواصل حزب الله اللبناني جمع الأموال الطائلة على حساب اللبنانيين والسوريين، عبر عمليات تهريب المحروقات من لبنان إلى سوريا والمتاجرة بها لصالحه الخاص، حيث تشهد الحدود السورية-اللبنانية بريف حمص استمرار عمليات تهريب المحروقات بشكل متصاعد من قبل الحزب إلى جانب قوات الفرقة الرابعة التابعة لماهر الأسد شقيق رئيس النظام بشار الأسد ويتم تصريف المحروقات المهربة في السوق السوداء بشكل رئيسي في حمص ومنها إلى باقي المحافظات، في استغلال شنيع لحاجة المواطنين السوريين للمحروقات وشراءها من السوق السوداء في ظل عجز نظام بشار الأسد عن تأمينها لهم، وليس فقط السوريين من يتم استغلالها فالشعب اللبناني الذي يعاني الويلات من الأزمات أيضاً يتم سرقة حقوقها من قبل الحزب وجمع ثروات طائلة على حساب المدنيين.

الاستهدافات الجوية تتواصل..

حيث قامت إسرائيل باستهداف إيران وميليشياتها على الأراضي السورية مرتين اثنتين خلال شهر تموز 2021، الأولى كانت حين شنت الطائرات الإسرائيلية غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية في منطقة الواحة التابعة للسفيرة بريف حلب الجنوبي الشرقي، في مساء الاثنين 19 تموز، تمكنت خلالها من تدمير موقع وقاعدة عسكرية إيرانية، بالإضافة لمقتل 5 من تلك الميليشيات، اثنان منهم من الجنسية السورية من بلدتي نبل والزهراء، والبقية -أي 3- من جنسية غير سورية من الميليشيات الموالية لإيران.

وأعقبته باستهداف جوي آخر في 22 تموز/يوليو، طال مواقع عسكرية تابعة لميليشيا حزب الله اللبناني، في مطار الضبعة العسكري بريف حمص الغربي ومواقع أخرى في ريف حمص الشرقي، الأمر الذي أدى إلى تدمير مستودعاً للذخيرة والسلاح في الضبعة، وسط معلومات مؤكدة عن سقوط قتلى وجرحى.

فيما شهد يوم 14 تموز، استهداف جوي من قبل طيران مسير للبوابة العسكرية التابعة للمليشيات الإيرانية في قرية الهري قرب مدينة البوكمال على الحدود السورية-العراقية، دون ورود تفاصيل عن خسائر بشرية حتى الآن.

وفي خضم استهداف مواقع الميليشيات الإيرانية في حلب، علم المرصد السوري بأن تلك الميليشيات قامت نهاية الشهر الفائت، عمدت إلى تحصين مواقعها شرقي حلب وتحديداً تلك الواقعة في السفرة ودير حافر ومسكنة، عبر وصول تعزيزات عسكرية ولوجستية ونقل أسلحة وذخائر إلى مواقع أخرى تخوفاً من أي ضربة جديدة تتعرض لها سواء من قبل إسرائيل أو التحالف الدولي، يأتي ذلك بالتزامن مع وصول تعزيزات عسكرية متمثلة بصواريخ إيرانية الصنع إلى القاعدة التي جرى إنشاءها مؤخراً على تل في قرية حبوبة بين مسكنة والخفسة، مقابل مناطق نفوذ التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية على الضفة الأخرى لنهر الفرات.