إيران وميليشياتها في كانون الثاني: استهدافات جوية متكررة تخلف خسائر مادية.. وتحركات عسكرية كبيرة عبر تصنيع مسيرات ونقل أسلحة وذخائر

المرصد السوري يطالب الجهات الدولية بالعمل الجاد على إخراج إيران وميليشياتها من سورية وتقديم المتورطين بقتل وتهجير السوريين إلى محاكم عادلة

41

تواصل إيران وميليشياتها فرض هيمنتها المطلقة على معظم مناطق نفوذ النظام السوري وتتغلغل في عمق البلاد، غير آبهة لأحد، فلا الاستهدافات الجوية المتكررة من قبل إسرائيل أو التحالف الدولي يعيق من تواجدها ويحد منه، ولا حربها الباردة مع الروس ولا أي شيء من هذا القبيل استطاع إعاقة تحركاتها.
بل على العكس من ذلك تشهد معظم المناطق السورية تحركات يومية للإيرانيين والميليشيات التابعة لها، عبر سعي متواصل لترسيخ وجودها بأساليب عدة، وخطة ممنهجة لتغيير ديمغرافية المناطق، ويسلط المرصد السوري في التقرير الآتي الضوء على الأحداث الكاملة التي شهدتها تلك المناطق خلال الشهر الأول من العام 2022.

استهدافات جوية متواصلة مع انطلاق العام الجديد
تعرضت مواقع الميليشيات التابعة لإيران لـِ 3 استهدافات جوية خلال شهر كانون الثاني/يناير، واحدة عبر طائرات إسرائيلية والبقية عبر طائرات مسيرة “مجهولة”، ففي نهاية الشهر قصفت إسرائيل مواقع عسكرية ومستودعات أسلحة وذخائر تابعة لحزب الله اللبناني في محيط مدينة القطيفة بريف العاصمة دمشق، ما أدى لخسائر مادية، ومعلومات عن خسائر بشرية.
أما المسيرات المجهولة، فالاستهداف الأول كان بتاريخ الرابع من كانون الثاني، حين جرى استهداف مواقع تتحصن بها ميليشيات موالية لإيران في محيط مزارع “مزار عين علي” الواقع على أطراف مدينة القورية ضمن بادية العشارة ببادية دير الزور الشرقية.
فيما جددت المسيرات المجهولة ضرباتها الجوية لمواقع الميليشيات التابعة لإيران في منطقة غرب الفرات، حيث استهدفت في السادس من الشهر، موقعاً عسكرياً في منطقة التبني وبادية المسرب بريف دير الزور الغربي، ما أدى لخسائر مادية، وسط معلومات مؤكدة عن قتلى وجرحى.

وشهد الخامس من الشهر، قصف متبادل بين قوات التحالف والميليشيات الإيرانية، حيث سقطت 3 قذائف صاروخية أطلقتها ميليشيات تابعة لإيران مستهدفة حقل العمر النفطي “أكبر قاعدة تابعة للتحالف” على الأراضي السورية، والتي تقع بريف دير الزور الشرقي، وجرى إطلاق القذائف الصاروخية من بادية الميادين غرب الفرات.
ووفقاً لمصادر المرصد السوري، فإن إحدى القذائف سقطت في مهبط للطيران المروحي في القاعدة، بينما سقطت قذيفتان بمواقع خالية ما أدى لأضرار مادية فقط، دون معلومات عن خسائر بشرية.
وعقب الاستهداف قامت قوات التحالف بإطلاق قذيفتين اثنتين على بادية الميادين، دون معلومات عن خسائر بشرية أيضاً.

تمدد وتغلغل وتحركات مكثفة في ريف دمشق وحمص وحلب
استهل حزب الله اللبناني العام الجديد بعمليات حفر وتوسعة لقاعدة عسكرية قديمة كانت تتخذها قوات النظام سابقًا للتدريب على استخدام طيران الاستطلاع ومركزًا لتدريب عناصر “المخابرات الجوية” على الرمي، في منطقة تقع قرب بلدة خربة الورد بالقرب من منطقة السيدة زينب جنوب العاصمة، ويتواجد بها الحزب منذ العام 2015.
وبحسب مصادر المرصد السوري، فإن “حزب الله” اللبناني بدأ بحفر “بلوكوسات وأقبية” ضمن القاعدة التي يتمركز بها خبراء وعناصر تابعين له، بالإضافة إلى أن الحزب عمد خلال الفترة الأخيرة إلى إخفاء طائرات مسيّرة إيرانية الصنع في “بلوكوسات وأقبية” كان قد حفرها سابقًا خوفًا من استهدافها من قِبل إسرائيل، كما عمد عناصر الحزب إلى طرد الفلاحين الذين كانوا يترددون إلى أراضيهم الواقعة قرب القاعدة، خوفًا من تصوير عمليات الحفر التي تجري على قدم وساق.
وفي سياق متصل، علم المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن شحنات من الأسلحة والذخائر وقطع لتصنيع الطائرات المسيّرة وصلت إلى مطار الديماس العسكري في ريف دمشق الغربي، كانت في مطار التيفور في ريف حمص، إذ بات مطار الديماس العسكري خاضعًا لسيطرة إيران وميليشياتها بشكل شبه كامل خلال الفترة الأخيرة، كما تجري أيضا عمليات حفر لأقبية وبلوكوسات داخل المطار وفي محيطه لتخزين الأسلحة الاستراتيجية التي تجلبها إيران إلى المنطقة القريبة من الحدود السورية – اللبنانية، وأشارت مصادر المرصد السوري، بأن مطار الديماس يتواجد فيه خبراء من “الحرس الثوري” الإيراني وبعض الخبراء التابعين لـ “حزب الله” اللبناني ممن تدربوا في إيران.

كما أشار المرصد السوري في 13 كانون الثاني، إلى ميليشيات موالية لإيران من جنسيات غير سورية تمركزت ضمن إحدى المزارع الواقعة بين منطقتي دير العصافير وبزينة في غوطة دمشق الشرقية.
وبحسب مصادر المرصد السوري، فإن الميليشيات الإيرانية كانت تعمل منذ أسابيع وأشهر على تجهيز وتحصين المزرعة بغرف مسبقة الصنع بالإضافة إلى تحصين المزرعة بسواتر ترابية، كما جلبت تلك الميليشيات “ألواح صاج” وبعض الأشجار ووضعتها ضمن المزرعة لعدم كشف تحركاتهم من قِبل طائرات الاستطلاع، فضلًا عن نشر بعض الحواجز في محيط المزرعة والتي كانت سابقًا مقر للفرقة الرابعة عقب سيطرة النظام على القطاع الجنوبي من الغوطة الشرقية في أيار/مايو من العام 2016.
وأفاد فلاحين في المنطقة للمرصد السوري، بأن عناصر يتكلمون اللهجة العراقية وآخرين لا يتكلمون اللغة العربية يتجولون بشكل يومي في محيط المزرعة التي اتخذتها ميليشيات إيران موقعًا لها.
وفي سياق متصل، علم المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن الميليشيات الإيرانية المتمركزة داخل مقر “اللواء 22 دفاع جوي” والواقع شمالي بحيرة العتيبة بريف الغوطة الشرقية ضمن محافظة ريف دمشق، تقوم بتحصين الموقع بشكل كبير، عبر حفر أنفاق وأقبية داخله، بالإضافة إلى تمويه مكان الحفر بأشجار تفاديًا لتصوير الأقمار الصناعية وطائرات الاستطلاع.

كذلك لاتزال الميليشيات الإيرانية مستمرة بسطوتها على المناطق السورية الواقعة قرب وعند الحدود السورية – اللبنانية ضمن الريف الدمشقي، غير آبهة لا بالقانون السوري ولا بأي شيء آخر، في ظل وجود قوة ضاربة هناك تتمثل بميليشيا حزب الله اللبناني، التي تتسيد المنطقة وتعتبر الأمر والناهي فيها، حيث تتواصل عمليات استملاك وشراء الأراضي الواقعة على الحدود مع لبنان، ويشرف حزب الله على كل شاردة وواردة في تلك المنطقة، على اعتبار بأنه متزعمها والحاكم الفعلي لها، ووفقاً لمعلومات المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن الميليشيات الموالية لإيران من جنسيات غير سورية قامت منذ مطلع الشهر الأول من العام 2021 الجديد وحتى اللحظة، بشراء أكثر من 565 أرض في منطقة الزبداني ومحيطها وما لا يقل عن 670 أرض في منطقة الطفيل الحدودي التي باتت كما أشار المرصد السوري سابقاً كقرية “الهيبة” الاسطورية في إحدى المسلسلات السورية، ويتزعمها شخص سوري مقرب من قيادات حزب الله اللبناني يدعى (ح.د).
على صعيد متصل، تتواصل أيضاً، عمليات مصادرة الشقق الفارهة والفيلل في منطقة بلودان ومناطق قربها، وفقاً لما أفادت به مصادر المرصد السوري، ليرتفع إلى أكثر من 515، تعداد الشقق التي استوطنت فيها تلك الميليشيات، بدعم مطلق من قبل حزب الله اللبناني الذي يعمل على تسهيل أمور الميليشيات باعتباره القوة الأكبر هناك، يأتي ذلك على الرغم من التركيز الإعلامي الكبير ولاسيما من قبل المرصد السوري لحقوق الإنسان.

بينما تواصل الميليشيات الإيرانية عمليات تدريب مقاتلين سوريين في كل من حمص وريف دمشق، حيث تقوم بإجراء تدريبات عسكرية لعناصر في جيش النظام والفرقة الرابعة المسلحين المحليين الموالين للنظام، وذلك في مواقع عسكرية تابعة للفرقة الرابعة في ريف دمشق الجنوبي، وفي منطقة تدمر بريف حمص الشرقي.
وأضافت المصادر، بأن التدريبات هذه بدأت في تشرين الثاني من العام الفائت وهي متواصلة على قدم وساق حتى يومنا هذا، وتتم بإشراف ضباط وعسكريين إيرانيين، حيث جرى تدريب نحو 390 سوري حتى اللحظة من عناصر قوات النظام والفرقة الرابعة ومقاتلين سوريين آخرين، بينما لم ترد معلومات مؤكدة حتى اللحظة عن الأهداف الحقيقة وراء التدريبات هذه، فيما إذا كانت كطريقة جديدة لتجنيد السوريين في صفوف الميليشيات التابعة لإيران أم بغرض زجهم بمواقع وجبهات لتحقيق المصالح الإيرانية في سورية.

وفي محافظة حلب، تواصل الميليشيات التابعة لإيران وعلى رأسها لواء فاطميون الأفغاني، تعزف على وتر “الحاجة” وشح فرص العمل مقابل الأجور المنخفضة علاوة على الغلاء الفاحش وصعوبة تأمين لقمة العيش، محاولة استقطاب مزيد من الشبان والرجال في ريف حلب الشرقي، ووفقاً لمصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن تعداد المجندين لصالح تلك الميليشيات ارتفع إلى أكثر من 2480 منذ تصاعد عمليات التجنيد مطلع شهر شباط/فبراير 2021 وحتى يومنا هذا، وتتركز عمليات التجنيد في مناطق مسكنة والسفيرة ودير حافر وبلدات وقرى أخرى شرقي حلب، والتي تتم عبر عرابين ومكاتب تقدم سخاء مادي.

غرب الفرات.. دائماً في الصدارة
الشق العسكري: عمدت ميليشيا “لواء فاطميون” الأفغانية، المتواجدة في منطقة المزارع الواقعة ضمن بادية الميادين بريف دير الزور الشرقي، عمدت إلى تعبئة شاحنة مخصصة لنقل الخضار والفاكهة، بأسلحة وذخائر كانت مخزنة ضمن شبكة أنفاق متوجدة في منطقة المزارع، وسلكت الشاحنة عقب ذلك طريق دير الزور – الرقة.
وعززت الميليشيات الإيرانية المنتشرة في بادية الهري عند الحدود السورية – العراقية قرب مدينة البوكمال بريف دير الزور، مواقعها ونقاطها في المنطقة بعربات مصفحة واستقدمت عددا من العناصر المدججة بالأسلحة الثقيلة إلى تلك المواقع، كما قامت الميليشيات المدعومة من “الحرس الثوري” الإيراني، بتخريج دفعة جديدة من المنتسبين المحليين لصفوفها بعد خضوعهم لدورة عسكرية في منطقة المزارع ببادية الميادين بريف ديرالزور الشرقي.
وبحسب مصادر المرصد السوري، بلغ عدد المنتسبين المحليين الذين خرجتهم الميليشيات الموالية لإيران 75 عنصرًا، جرى نقلهم إلى مزار “نبع عين علي” للاغتسال بمياه النبع كما جرت العادة أثناء تخريج الدفعات السابقة.
وفي السابع من الشهر استقدمت ميليشيات حزب الله العراقي شحنة أسلحة من العراق إلى منطقة غرب الفرات وقامت بتخزينها في منطقة المزارع ببادية الميادين شرقي دير الزور.
وشهد 28 الشهر، عملية نقل جديدة للأسلحة والذخائر شهدتها منطقة غرب الفرات “المستعمرة أو المحمية الإيرانية”، حيث وصلت شاحنتين اثنتين إلى مخازن السلاح قرب آثار الشبلي الواقعة في محيط الميادين بريف دير الزور الشرقي، وتم تحميل أسلحة وذخائر تضمن صواريخ قصيرة المدى وأخرى متوسطة المدى بالإضافة لسلاح خفيف ومتوسط. وأضافت المصادر أن الشاحنتين سلكت طريف دير الزور – دمشق بعد ذلك، ووصلت إلى ريف دمشق عند الحدود السورية-اللبنانية، إذ تم إفراغ حمولتها في جرود المنطقة هناك وتحديداً ضمن مواقع ومخازن تابعة لحزب الله اللبناني الذي أشرف على عملية النقل هذه، دون معلومات مؤكدة حتى اللحظة عن أسبابها.

انتهاكات: عمد عناصر ميليشيا عراقية موالية لإيران، جديدة، تطلق على نفسها “مقاتلي نينوى”، إلى الاستيلاء على بناء سكني قرب السجن القديم في مدينة البوكمال بريف دير الزور وطردوا 4 عوائل من منازلهم بهدف تحويل تلك المنازل إلى مقرات عسكرية
ووفقًا لمصادر المرصد السوري، فإن مقاتلي ميليشيا “نينوي” عمدوا إلى سرقة أثاث المنازل التي استولوا عليها.
كذلك، باتت عمليات سرقة الآثار من أهم مصادر تمويل تلك الميليشيات التي باتت مستشرية في تلك المنطقة من الأراضي السورية.
حيث تنتشر على ضفاف أنهار الخابور والفرات المئات من المعالم الآثرية التاريخية من (مدن، كهوف، تلال، مقابر) وما إلى ذلك، وتمتاز بطابع آرامي وروماني وإسلامي وغيرها.
وتعرضت تلك المواقع للإهمال والتخريب الممنهج من كافة القوى المسيطرة على مدار العقد الأخير، ومنها الواقعة تحت سيطرة النظام و الميليشيات الإيرانية، والتي كانت سابقًا تحت سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” الذي سرق ونهب وخرب الكثير منها.
فبحسب مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن الميليشيات تعمد في الفترة الأخيرة إلى نهب وسرقة الكثير من المواقع الأثرية بهدف كسب الأموال ومن أبرز المواقع التي تعرضت وتتعرض للنهب من تلك المليشيات هي:
– آثار بقرص تقع في الريف الشرقي بديرالزور تبعد عن مركز المدينة 40كم كـ “تل المرابيط” في بقرص القديمة قبل تشكل الإمبراطوريات الكبرى في العالم.
– تلة العشارة منذ العصر البابلي الأول تقع في الريف الشرقي تعرضت للتنقيب من قِبل ورشات تعمل لصالح الميليشيات الإيرانية.
– آثار الصالحية في البوكمال منذ العصر البابلي الأول
– تل طابوس قرب قرية الشميطية في ريف ديرالزور الغربي وهذا الموقع من العصر الفارسي الأول.
– تل قلعة الرحبة قرب الميادين ويعود للعصر البابلي الأول.
-السوق المقبي في مدينة دير الزور.
بالإضافة لمواقع أخرى كثيرة في الريف الشرقي لمحافظة دير الزور.

متفرقات: عمد قادة عسكريين من الجنسية الإيرانية وبخضور قيادات من جيش النظام وقائد الدفاع الوطني بمحافظة دير الزور، إلى افتتاح جسر يربط مناطق سيطرة إيران وميليشياتها غرب الفرات بالقرى السبع التي تحتلها إيران شرق الفرات، بريف دير الزور، حيث يصل الجسر بين منطقتي الحسينية شرق الفرات، و الحويقة غرب الفرات، وذلك منتصف شهر كانون الثاني/يناير، فيما أحيت الميليشيات الإيرانية في منطقة غرب الفرات “المحمية الإيرانية”، بتاريخ الثالث من يناير ذكرى مقتل قائد فيلق القدس “قاسم سليماني” داخل المربع الأمني الخاص بالميليشيات الإيرانية في حي التمو بمدينة الميادين بريف دير الزور الشرقي، بحضور قادة الميليشيات وقادة الأفرع الأمنية بالمنطقة وأعضاء القيادة القطرية لحزب البعث ورئيس بلدية المدينة، حيث نصب عدد من الخيام وعُلقت صور كبير لـ”سليماني”، وتخلل الحفل كلمات شكر وتمجد لـ”سليماني”، واستذكار ما سموه “إنجازات وانتصارات المقاومة التي قادها في سوريا لدحر الإرهاب”، متوعدين بالثأر له ومتابعة المسير على خطاه، كما أحيت ميليشيات الفوج 47 التابع لإيران في البوكمال شرق دير الزور، ذكرى مقتل قاسم سليماني، بإشعال الشموع على الشارع الرئيسي المؤدي لمعبر القائم الحدودي مع العراق.

إن المرصد السوري لحقوق الإنسان، وإذ يقدم رصداً مفصلاً لكافة التطورات بما يخص “الملف الإيراني” في سورية، فإنه يجدد مطالبته للمجتمع الدولي ومجلس الأمن بالعمل الجاد لإخراج إيران وميليشياتها من الأراضي السورية، وليس ذلك فحسب، بل يؤكد المرصد السوري على ضرورة تقديم كافة المتورطين بقتل وتهجير أبناء الشعب السوري من الميليشيات الإيرانية إلى محاكم دولية عادلة لينالوا عقابهم.