إيران وميليشياتها في نيسان: تمدد وتغلغل في مختلف المحافظات وخسارة في القامشلي.. وغرب الفرات في صدارة المشهد واستهداف إسرائيلي وحيد

95

لاتزال إيران وميليشياتها تفرض هيمنتها على معظم مناطق نفوذ النظام السوري وتتغلغل في عمق البلاد، غير آبهة لأحد، فلا الاستهدافات الجوية المتكررة من قبل إسرائيل أو التحالف الدولي يعيق من تواجدها ويحد منه، ولا حربها الباردة مع الروس ولا أي شيء من هذا القبيل أستطاع إعاقة تحركاتها، بل على العكس من ذلك تشهد معظم المناطق السورية تحركات يومية للإيرانيين والميليشيات التابعة لها، ويسلط المرصد السوري في التقرير الآتي على الأحداث الكاملة التي شهدتها تلك المناطق خلال شهر آذار/مارس 2021.

غرب الفرات “المحمية الإيرانية” دائماً في الصدارة

*التعزيزات تتواصل: رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان، في الخامس من نيسان، شحنة أسلحة جديدة مؤلفة من 4 شاحنات تضم صواريخ قصيرة ومتوسطة المدى تابعة للميليشيات الموالية لإيران، دخلت الأراضي السورية قادمة من العراق، عبر معبر “السكك” الغير شرعي الواقع قرب مدينة البوكمال الحدودية مع العراق، حيث رافقت الشاحنات ثلاث سيارات عسكرية تابعة للميليشيات الإيرانية، وسيارة للفرقة الرابعة بعد عبورها الأراضي العراقية، وبحسب مصادر المرصد السوري، جرى إفراغ شاحنتين في مستودعات ميليشيا “فاطميون” الأفغانية في منطقة عياش بريف ديرالزور الغربي، و الشاحنتين الأخرتين تابعتا طريقها نحو مواقع الميليشيات الإيرانية في الريف الشرقي لمحافظة الرقة.

وفي 20 نيسان، قامت ميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني، بإخراج صواريخ إيرانية الصنع من ضمن الأسلحة المخزنة داخل أقبية قلعة الرحبة الآثرية بمحيط الميادين غرب الفرات، وعمدت إلى تحميلها ضمن شاحنة تجارية مخصصة لنقل الخضار والفاكهة، في إطار التمويه الذي بات مكشوف مؤخراً، واتجهت الشاحنة بعد ذلك إلى اتستراد الميادين-دير الزور، ومنها تابعت طريقها إلى مناطق نفوذ الميليشيات الموالية لإيران إلى ريف الرقة الشرقي، دون معلومات عن أهداف عملية النقل حتى اللحظة، لاسيما وأنها جاءت تزامناً مع التحركات الروسية على بعد كيلومترات من تلك المنطقة وتحديداً في بادية معدان عتيق عند الحدود الإدارية بين دير الزور والرقة

*المجال الصحي: بتصاعد انتشار الأدوية الإيرانية في عموم مناطق سيطرة الإيرانيين والميليشيات الموالية لها في دير الزور وريفها، لاسيما في الميادين والبوكمال، حيث تغزو الأدوية الإيرانية الصيدليات بأسعار منافسة للأدوية السورية محلية الصنع، وتتعدد أشكال الغزو الإيراني لسوق الأدوية بتسهيل كبير من وزارة الصحة التابعة للنظام، سواء عبر استيراد الدواء الإيراني أو عبر تصنيعه داخل الأراضي السورية بأسماء شركات سورية في الظاهر وبدعم كلي من إيران في الباطن، والجدير بالذكر أن الأدوية الإيرانية لا يعد تواجدها في سورية بالجديد فهي موجودة بقوة منذ 3 سنوات وأكثر وتنتج الأدوية في معامل بالعاصمة دمشق والساحل السوري عبر شركات “سورية” بالظاهر أو إيرانية بشكل صريح.

وأضاف نشطاء المرصد السوري بانتشار كبير لدواء “الريفوتريل” في منطقة غرب الفرات بالصيدليات وفي المحال التجارية أيضاً، ويتم بيعه على أنه مسكن آلام بدون وصفات طبية إلا أن تعاطيه بكثرة يسبب إدمان، ووفقاً لمصادر المرصد السوري الطبية، فإن الريفوتريل يعد من أحد الأسماء التجارية “لكلونازيبام” وهو علاج قصير الأمد لكل من الهلع والقلق، وأضافت المصادر أن الدواء هذا يؤثر على الأعصاب في المخ ويسبب حالة من الإدمان عند تعاطيه بشكل مستمر ليصل إلى شيء يمكن وصفه بـ “المخدر”، وعلى الرغم من ذلك إلا أن الإيرانيين المسيطرين على المنطقة يسهلون بيعه وترويجه.

وعلى صيد انتشار فيروس كورونا، أفادت مصادر المرصد السوري في السادس من نيسان، من داخل مشفى “فاطمة الزهراء” الخاصة بالميليشيات الإيرانية في مدينة الميادين شرقي دير الزور، بأن المشفى أصبح عاجزًا عن استقبال عناصر الميليشيات المصابين بفيروس “كورونا” بسبب ارتفاع أعداد الإصابات بالفيروس بين أوساط المقاتلين، وامتلاء القسم المخصص لاستقبال مرضى “كورونا”، حيث بلغ عدد المصابين داخل القسم أكثر من 65 عنصرًا خلال عدة أيام فقط، وبحسب مصادر المرصد السوري، فإن العمل جاري على تجهيز قسم آخر داخل الثانوية الصناعية القريبة من المشفى الإيراني لاحتواء المصابين الجدد، وعزلهم داخل الثانوية التي يجري تجهيزها.

كما قامت وزارة الصحة التابعة للنظام، بحملات تعقيم واسعة للمزارات “الدينية لأتباع المذهب الشيعي” في مدينة الميادين بريف دير الزور الشرقي، والمتمثلة بـ”مزار عين علي والاستراحات المحيطة به التي بناها مايسمى الوقف الشيعي مؤخرًا لخدمة الزاور الشيعة إضافة إلى تعقيم مسجد حي التمو بالمدينة والتي حولته الميليشيات الإيرانية إلى حسينية خاصة بعناصرها بمدينة الميادين” يأتي ذلك بالتزامن مع العجز الحكومي من تعقيم المدارس والجامعات في عموم مناطق النظام، فضلًا عن عدم تعقيم المنشآت الحيوية، في ظل ماتشهده البلاد من ارتفاع كبير في عدد الإصابات بفيروس “كورونا”.

* ترسيخ الوجود وأساليبه: تواصل إيران العمل على ترسيخ وجودها ضمن المناطق الواقعة على الضفة الغربية لنهر الفرات ابتداءًا من الميادين ووصولًا إلى مدينة البوكمال الاستراتيجية عند الحدود السورية – العراقية، فتارة تعمل على ترسيخ وجودها من خلال تجنيد الشبان ونشر “التشيع” مستغلة الفقر والأوضاع المعيشية، وتارة أُخرى تعمل على مصادرة واستملاك وشراء العقارات من أصحابها المهجرين إلى مناطق أُخرى من الأراضي السورية، أو متواجدين في دول اللجوء والاغتراب، ففي 17 نيسان، قامت ميليشيا “فاطميون” بإنشاء مطبخ يتم فيه تحضير وتجهيز وجبات غذائية وتوزيعها على أهالي وسكان المدينة، بشكل مجاني، بالإضافة لقيامها بتوزيع سلل غذائية تحمل صور “قاسم سليماني” القائد السابق لفيلق القدس و”علي خامنئي” المرشد الأعلى في إيران، وكُتب على السلل “هدية من الجمهورية الإسلامية الإيرانية”.

كما عمدت ميليشيا “الحرس الثوري الإيراني”، إلى صرف منحة مالية لمرة واحدة، للعناصر المنضوين تحت رايتها من الجنسية السورية، في محافظة دير الزور غرب الفرات، بقيمة مرتب شهري، ويتقاضى العنصر المحلي المنخرط مع الحرس الثوري، مبلغ قدره 120 ألف ليرة سورية شهريا، أي ما يعادل 40 دولار أميركي وفق لأسعار صرف العملات اليوم، وجاءت المنحة هذه بمناسبة شهر رمضان المبارك والعيد، وقامت أيضاً بتاريخ 28 نيسان، بافتتاح باب التطوع لصفوفها في الميادين لرفد كوادرها بصفة إداري ومقاتل، بدوام 15 يومًا مقابل استراحة مثلها في الشهر، وذلك مقابل راتب شهري يبلغ نحو 40 دولار أمريكي، ما يعادل 120 ألف ليرة سورية، إضافة إلى سلة غذائية، وتقديم خدمات علاجية مجانية لذوي المنتسب في المراكز الطبية والمشافي التابعة للمليشيات الإيرانية.

وفي السياق ذاته، رصد المرصد السوري في التاسع من نيسان، تخريج دفعة جديدة من المنتسبين إليها حديثاً، ويبلغ تعداد الدفعة نحو 52 شخص، حيث جرى نقلهم من معسكر الميليشيا الواقع ضمن منطقة المزارع ببادية الميادين شرقي دير الزور، إلى “مزار عين علي” جنوب الميادين، وذلك لتطبيق طقوس “لواء فاطميون”، وهي “دهن وجوه العناصر بالطين المتواجد عند المزار” و”التبرك بماء العين” أي أخذ المباركة من الماء هناك، ووفقاً لمصادر المرصد فإن الميليشيا تفرض هذه الطقوس على المجندين الجدد ضمنها، يأتي ذلك في ظل استمرار لواء فاطميون السير قدماً لتصبح القوة الضاربة الأولى لإيران في سورية.

وفي السابع من الشهر الفائت، أعلنت الميليشيات الإيرانية عن إقامة دورة لتعليم اللغة الفارسية للمجندين ضمن الميليشيات الموالية لإيران من حملة الجنسية السورية، ووفقاً لمصادر المرصد السوري فإن الدورة اللغوية تتم عن بعد أي عبر الهواتف المحمولة والحواسيب “أونلاين”، وستسمر لنحو 6 أشهر، وهي بالتعاون مع “المركز الثقافي الإيراني” في مدينة دير الزور، ويتم تقديم الدورة من قبل مختصين باللغة الفارسية، يأتي ذلك في إطار الأشكال المتعدد للتغلغل الإيراني في الأراضي السورية، ومحاولتها نقل ثقافتها بشكل كامل إلى المناطق الخاضعة لنفوذها.

*استياء الأهالي: يتصاعد الاستياء من قبل أهالي حي التمو في مدينة الميادين بريف دير الزور الشرقي، على خلفية رفض قادة الميليشيات الإيرانية عودة الأهالي إلى منازلهم، حيث لا يزال أهالي حي التمو في الميادين محرومين من العودة إلى منازلهم، بسبب استيلاء قوات “الحرس الثوري” الإيراني والميليشيات الموالية لإيران على كامل منازل الحي منذ تشرين الثاني من العام 2017.

ومنذ ذلك الحين، عمدت الميليشيات إلى اتخاذ قسم من منازل الأهالي كمقرات عسكرية رئيسية والقسم الآخر للإقامة فيها مع عوائلهم، حيث تمنع الميليشيات الموالية لإيران، المدنيين والعسكريين من عناصر الميليشيات الأخرى، من العبور أو دخول الحي، كما قامت بتحويل مسجد الحي إلى مسجد خاص بها، ويرفع به الأذان الشيعي بالإضافة إلى إقامة شعائر وطقوس شيعية.

وأفادت مصادر المرصد السوري، بأن غالبية سكان الحي ممن عادوا إلى مدينة دير الزور، اتفقوا على تزكية 10 أشخاص منهم ليكونوا ممثلين عنهم، وبالفعل قابل هؤلاء الأشخاص قادة الحرس الثوري الإيراني وطالبوا بالعودة إلى منازلهم، لكن طلبهم قوبل بالرفض، وتذرع قادة الميليشيات بأن تواجدهم في المنطقة لتأدية واجب الجهاد المقدس وطالبوا الأهالي “باحتضان المجاهدين”.

ويضطر قسمًا من سكان الحي إلى استئجار منازل في مناطق أخرى في المدينة، بينما نزح آخرين إلى محافظات سورية أخرى.

شمال شرق سورية.. خسارة في القامشلي ومحاولات في الحسكة

يبدو أن ما شهدته مدينة القامشلي من أحداث أواخر شهر نيسان الفائت، من اشتباكات عنيفة بين قوى الأمن الداخلي “الأسايش” وقوات الدفاع الوطني الموالية لإيران، والتي أفضت إلى إنهاء وجود الأخير في المدينة، كانت إيران الخاسر الحقيقي فيه، لاسيما سعيها منذ مطلع العام إلى التغلغل في القامشلي والحسكة، فمنذ منتصف شهر كانون الثاني وحتى اللحظة بلغ 710 شخص تعداد الذين جندتهم ميليشيا “فاطميون” وفقاً لنشطاء المرصد السوري، 315 منهم من عناصر وقيادات في الدفاع الوطني، بينما 395 من المدنيين وأبناء العشائر كعشائر “العبيد ويسار وحريث وبني سبعة والشرايين”، ويتم تقديم إغراءات مادية لاستقطاب الشباب من ثم نقلهم إلى معسكرات ضمن فوج طرطب جنوبي القامشلي لتلقي التدريبات، ويشرف على العمليات هذه جميعها “الحاج علي” وهو إيراني الجنسية مع قيادي سابق بالدفاع الوطني ويدعى “م.و” على عملية التجنيد لصالح الميليشيا هناك، لاسيما أن عدد كبير من مقاتلي الدفاع الوطني انضموا للميليشيا. بدورها تقوم روسيا باللعب على الوتر العشائري أيضاً لمزاحمة النفوذ الإيراني في المنطقة هناك عبر محاولات لاستقطاب أبناء العشائر لتضرب “عصفورين بحجر واحد”، وهي مجابهة النفوذ الإيراني وإضعاف قسد.

ومع خسارة القامشلي، يبقى الأمل الإيراني في مدينة الحسكة، حيث لا تدخر أي فرصة للغوص والتغلغل في سورية بمختلف الأشكال والمجالات والقطاعات، فالهدف في نهاية المطاف واحد وهو ترسيخ الوجود الإيراني في سورية، وفي هذا السياق قامت “المؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي في محافظة الحسكة” بتوقيع عقدا مع شركة PFK الإيرانية، في “وزارة الموارد المائية”، يوم أمس الاثنين، وذلك بغية تركيب أربع وحدات لتحلية مياه الشرب على الآبار، بغية زيادة مياه الشرب في الحسكة.

يذكر أن هذه ليست المرة الأولى لتواجد إيران بمثل هكذا مشاريع، فهي مسؤولة عن مشروع وحدتين لتحلية المياه في حوش شعير بريف دمشق.

ريف دمشق.. الاستملاك والتمدد على قدم وساق

وفي ريف دمشق لاتزال الميليشيات الموالية لإيران تسرح وتمرح في مناطق عدة قرب وعند الحدود السورية-اللبنانية، بقيادة حزب الله اللبناني الذي يتزعم المنطقة ويعد الآمر الناهي في كل شيء هناك، فعمليات استملاك وشراء الأراضي الواقعة على الحدود مستمرة على قدم وساق، ولا تأبه تلك الميليشيات بالقانون السوري الذي يمنع شراء الأراضي الحدودية، ولم يعيقها التركيز الإعلامي على الأمر لاسيما من المرصد السوري لحقوق الإنسان، إذ قامت الميليشيات الموالية لإيران من جنسيات غير سورية منذ مطلع الشهر الأول من العام 2021 الجديد وحتى اللحظة، بشراء أكثر من 229 أرض في منطقة الزبداني وما لا يقل عن 360 أرض في منطقة الطفيل الحدودي التي باتت كما أشار المرصد السوري سابقاً كقرية “الهيبة” الاسطورية في إحدى المسلسلات السورية، ويتزعمها شخص سوري مقرب من قيادات حزب الله اللبناني يدعى (ح.د).

في الوقت ذاته تواصل الميليشيات مصادرة الشقق الفارهة والفيلل في منطقة بلودان ومناطق قربها، ليرتفع إلى 154 حتى اللحظة تعداد الشقق التي استوطنت فيها تلك الميليشيات، بدعم مطلق من قبل حزب الله اللبناني الذي يعمل على تسهيل أمور الميليشيات باعتباره القوة الأكبر هناك.

وفي غوطة دمشق الشرقية، يواصل تجار ينحدرون من مدينة الميادين في دير الزور، وهم يتبعون بشكل مباشر إلى ميليشيا “لواء العباس” المحلية الموالية للقوات الإيرانية والتي تعمل تحت إمرتها، شراء العقارات من الأهالي في عموم مناطق الغوطة الشرقية، عبر (أبو ياسر البكاري) الذي سبق له واشترى الكثير من العقارات في مناطق متفرقة من الغوطة الشرقية بأوامر من “ع. ا” قائد ميليشيا موالية لإيران.

وبحسب مصادر المرصد السوري، فإن عملية الشراء تركزت خلال الفترة الأخيرة بمناطق القطاع الجنوبي من الغوطة الشرقية، في مناطق “زبدين – دير العصافير – حتيتة التركمان – المليحة” حيث اشتروا مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية والمنازل والمطاعم والمنتزهات والتي تضررت بفعل العمليات العسكرية في وقت سابق، كما اشتروا نحو 100 منزل في مدينة المليحة، بعض من تلك المنازل مدمرة بشكل شبه كامل.

بالإضافة إلى مفاوضات تجري بينهم وبين أصحاب المكاتب العقارية لشراء أبنية لأشخاص غالبهم خارج البلاد، ممتلكاتهم سويت على الأرض بفعل الضربات الجوية خلال العمليات العسكرية، حيث بدأوا خلال الفترة السابقة بالبحث عن أبنية مدمرة لشرائها من أصحابها، ورغبتهم بها لأسباب غير معروفة، بعد أن كانوا يقومون بعمليات شراء لمنازل ومحال تجارية صالحة للسكن ومؤهلة، فيما اشتروا عدد كبير من المنتزهات والمطاعم في مناطق حتيتة التركمان ودير العصافير وزبدين من أصحابها خلال الفترة الأخيرة.

حلب الشهباء.. التجنيد يستمر في ريفها الشرقي

لاتزال عمليات التجنيد لصالح ميليشيا “لواء فاطميون” تتواصل على قدم وساق في ريف حلب الشرقي، عبر استقطاب الشبان والرجال بسلاحي “التشيّع والمال”، في إطار استمرار عزف الميليشيات الموالية لإيران على وتر الأوضاع المعيشية الكارثية في مختلف المناطق السورية، ووفقاً لمصادر المرصد السوري، فإن تعداد المجندين لصالح تلك الميليشيات ارتفع إلى نحو 740 منذ تصاعد عمليات التجنيد مطلع شهر شباط/فبراير 2021 وحتى يومنا هذا، وتتركز عمليات التجنيد في مناطق مسكنة والسفيرة ودير حافر وبلدات وقرى أخرى شرقي حلب، والتي تتم عبر عرابين ومكاتب تقدم سخاء مادي، في الوقت الذي تزاحم روسيا تلك الميليشيات في الهيمنة عالمنطقة كما جرت العادة بمختلف المناطق السورية التي تشهد حرب باردة بين الروس والإيرانيين، كما أن تنظيم “الدولة الإسلامية” نشط في الريف الشرقي الحلبي ضمن بادية المنطقة.

وشهدت الأراضي السورية في الثامن من نيسان، قصفاً إسرائيلياً، طال موقعاً عسكرياً تابعاً للميليشيات الموالية لإيران في محيط العاصمة دمشق، ووفقاً لمصادر المرصد السوري فإن القصف الإسرائيلي الذي جرى بعد منتصف ليل الأربعاء-الخميس، دمر مستودع للأسلحة والذخائر يرجح أنه يُستخدم من قبل ميليشيا حزب الله اللبناني ويقع ضمن موقع عسكري بالقرب من منطقة الديماس، وخلف الاستهداف بالإضافة للخسائر المادية، خسائر بشرية أيضاً، إذ قتل 3 أشخاص بالقصف لم تُعرف جنسياتهم حتى اللحظة فيما إذا كانوا لبنانيين أم من جنسيات أجنبية من الميليشيات الموالية لإيران، وعدد القتلى مرشح للارتفاع لوجود جرحى بعضهم في حالات خطرة، بالإضافة لوجود معلومات عن قتلى آخرين.

ومما سبق يتضح تصاعد دور ميليشيا “لواء فاطميون” الأفغانية الموالية لإيران ضمن مناطق متفرقة على الأراضي السورية، مكنها من احتلال المرتبة الثانية من حيث القوة الضاربة لإيران في سورية بعد حزب الله اللبناني، وباتت قاب قوسين أو أدنى من أن تكون القوة الضاربة الأولى لإيران في سورية في ظل تراجع وتقلص دور حزب الله لاسيما في الآونة الأخيرة وبروز الفاطميون بشكل كبير جداً عبر استقطاب وتجنيد السوريين وإقامة مقرات وحواجز ونقاط في مناطق متفرقة من البلاد في مختلف المحافظات، فبعد حلب ودمشق وريفها وحمص والقامشلي والحسكة ودير الزور والجنوب السوري، عمدت ميليشيا فاطميون إلى تكثيف نقاطها وحواجزها في محيط مطار التيفور العسكري وفي منطقة حقول الفوسفات بمنطقة الفرقلس ضمن بادية حمص، حتى أن عناصر قوات النظام باتت حواجزها ثانوية وأشبه بالشكلية.