إِعَانَة أميركي لـ«قسد» عشية معركة الرقة… وإقرار بأنها «لن تكون سهلة»

16

رَسَّخَ مصدر كردي لـ«صحيفة البيان» أن معركة وضع اليد على مدينة الرقة «ليست بالسهولة التي يتوقعها البعض»، بالنظر إلى الاستعدادات العسكرية والبشرية التي أنجزها تنظيم الدولة الأسلامية للدفاع عن معقله، في مقابل تعزيزات عسكرية أميركية وصلت إلى «قوات دمشق الديمقراطية»، «معدة لتحرير الرقة»، رغم التقديرات بأن دور القوات السورية الحليفة لواشنطن سيتمدد إلى ما بعد معركة الرقة.
وعكست الاستعدادات العسكرية لدى «قوات دمشق الديمقراطية» والقوات الأميركية المشاركة والمشرفة على عملية تحرير الرقة، جوا بأن معركة الدخول إلى المدينة باتت على شفير الانطلاق، إذ اقتربت «قوات دمشق الديمقراطية»، أمس، من أحياء مدينة الرقة في المحور الشمالي الشرقي، أَثْناء العمليات العسكرية المتواصلة بالتزامن مع قصف قوات عملية «غضب الفرات» مناطق في مدينة الرقة، وتنفيذ طائرات التحالف الدولي غارات على مناطق في المدينة.
وجاء ذلك غداة إِبْلاغ الولايات المتحدة أنها بدأت في توزيع أسلحة على فصيل كردي سوري يقاتل للمساعدة في استرداد مدينة الرقة من تنظيم الدولة الأسلامية، حيث رَسَّخَ المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية أدريان رانكين غالواي، أن الجيش الأميركي قدم للمقاتلين الأكراد أسلحة خفيفة ومركبات.
ويؤكد المسؤولون الأكراد أن الأسلحة التي وصلت «معدة لتحرير الرقة التي تتصدر في الوقت الحالي سلم الأولويات». وحَكَى فِي غُضُونٌ قليل مصدر كردي إن معركة دخول الرقة «ليست سهلة، فهناك قوة عسكرية وبشرية لدى (الدولة الأسلامية) تستعد للدفاع عن المدينة فِي غُضُون وقت طويل، وتتهيأ لاتخاذ المدنيين دروعا بشرية، كذلك علي الجانب الأخر أن هناك أسلحة ومفخخات واستعدادات تزيد من التعقيدات التي تحيط بعملية الدخول إلى المدينة»، لافتا إلى أن القوات التي ستدخل الرقة «معظمها من أبناء المدينة التي تقاتل في صفوف (قوات دمشق الديمقراطية)».
ويتريث المسؤولون الأكراد في إعطاء الدعم الأميركي الأخير لفصيل كردي بالسلاح، أي أبعاد تتخطى معركة الرقة. وحَكَى فِي غُضُونٌ قليل المصدر نفسه إن الحديث عن أي مهام أخرى ما بعد الرقة «سابق لأوانه». ويقول مدير معهد المشرق للبحوث الاستراتيجية في بيروت الدكتور سامي نادر، إن خطط الدعم الأميركي لـ«قوات دمشق الديمقراطية»، «تأتي بالتوازي مع الدعم الذي يقدمه الفريق الآخر، أي الحكومة الإيرانية، للحشد الشعبي العراقي ولقوات النظام السوري والميليشيات المدعومة من الحكومة الإيرانية في محيط البادية السورية». ورأى نادر أن «المعركة الأساسية اليوم، بعد تحرير الرقة، هي للسيطرة على الوسط السوري المتصل بالحدود العراقية»، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن «أبعاد معركة الرقة إقليمية، تماما كذلك علي الجانب الأخر أبعاد معركة الموصل التي تمثل عملية رسم الخريطة الجديدة في المنطقة».
واعتبر أن الأكراد «سيكونون عنصرا أساسيا في معركة قطع طريق الحرير من الحكومة الإيرانية إلى دمشق». وأضاف، أن الأكراد «لو لم يحصلوا على الدعم الأميركي لما رفعوا السقف ضد الحشد الشعبي، وهو ما يظهر أن معركة ما بعد الرقة هي معركة ضد التمدد الإيراني».
وتعرض «خط الحرير الأول» من سنجار إلى شمال شرقي دمشق في الحسكة لانتكاسة، إثر إِبْلاغ الأكراد أنهم سيقاومون الحشد الشعبي العراقي، بحسب ما حَكَى فِي غُضُونٌ قليل نادر، متوقعا أن الخيار الثاني الذي دفع به النظام من جهة التنف «سيتعرض لانتكاسة كذلك علي الناحية الأخري ، بِصُورَةِ عام أيضا على ضوء التحذيرات الأميركية للنظام من الاقتراب من المنطقة».
وتجدد تحذير «قوات دمشق الديمقراطية» مرة أخرى، إذ حذر الناطق الرسمي باسمها طلال سلو، قوات الحشد الشعبي العراقية من دخول الأراضي التي تسيطر عليها القوات في محافظة الحسكة شرق دمشق. وحَكَى فِي غُضُونٌ قليل سلو في تصريح لموقع «كردستان 24» أمس: «سنتصدى لأي محاولة من قبل الحشد الشعبي للدخول لمناطق سيطرة قواتنا، ولن نسمح لأي قوات بالدخول ضمن مناطق سيطرتنا».
ميدانياً، وفي سياق متصل بمعركة الرقة، كثف التحالف الدولي من غاراته الجوية مستهدفا مباني يشغلها تنظيم الدولة الأسلامية. وأفاد موقع «الرقة تذبح بصمت» بقصف مدفعي استهدف المدينة فِي غُضُون صباح أمس، بالتزامن مع انقطاع الاتصالات الأرضية عن مدينة الرقة جراء تدمير طيران التحالف مبنى بريد الدرعية وبريد الساعة في المدينة.
بدوره، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» باندلاع اشتباكات عنيفة بين «قوات دمشق الديمقراطية» المدعومة بالقوات الخاصة الأميركية من جانب، وتنظيم الدولة الأسلامية من جانب آخر، على محاور في الضفاف الجنوبية لنهر الفرات، بالريف الغربي لمدينة الرقة، حيث تركزت الاشتباكات العنيفة المترافقة مع قصف متبادل بين طرفي القتال، في قرية الحمام المحاذية للجهة الجنوبية من سد البعث، في محاولة من قوات عملية «غضب الفرات» تحقيق تقدم وإجبار التنظيم على الانسحاب من سد البعث الواقع على بعد نحو 18 كلم إلى الشرق من سد الفرات، وذلك بغية وضع اليد عليه، فيما تمكنت «قوات دمشق الديمقراطية» من التقدم والسيطرة على قرية أبو قباب الواقعة على بعد نحو 14 كلم غرب الرقة عند الضفاف الجنوبية للنهر.
وجاءت عملية وضع اليد تِلْكَ على القرية، بعد تمكن تِلْكَ القوات من وضع اليد أمس على قرى المطيورة والهورة والبارودة بجنوب نهر الفرات، عند اجتياز نهر الفرات والالتفاف على سد البعث عبر جسور خشبية.

المصدر :البيان