ابتزاز المرتزقة السوريين في ليبيا من قِبل قاداتهم.. استغلال وتجارة رابحة يتخللها إطلاق نار على أقدام العناصر المطالبين بمستحقاتهم من قِبل “أبو عمشة”

48

لم يعد يخفى على القاصي و الداني ملف المرتزقة السوريين المتواجدين في الأراضي الليبية، من مختلف تشكيلات ما يسمى “الجيش الوطني” الموالي لتركيا، إلا أن الأمر لا يقتصر فقط على وجود المرتزقة واستغلال الأوضاع المعيشية الصعبة للكثير منهم، واستخدامهم في حروب لا ناقة لهم فيها ولا جمل إلا الرواتب الشهرية التي باتت تجارة رابحة للكثير من قادات الفصائل الموالية لتركيا، وبحسب مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن عناصر المجموعات المسلحة المدعومة من أنقرة والمتواجدين في الأراضي الليبية، يتعرضون لشتى أنواع الابتزاز والاستغلال من قِبل قاداتهم وعلى أعين الضباط الأتراك الذين لا يحركون ساكنًا حيال ما يحصل داخل معسكرات المرتزقة ومقراتهم وفي خضم ما ذكر أعلاه، تقوم الفصائل الموالية لتركيا بإعطاء وعود للمرتزقة قِبل إرسالهم إلى ليبيا في الآونة الأخيرة أن تكون رواتبهم الشهرية 1000 دولار أمريكي، إلا أن قادة الفصائل تقوم بإعطاء العناصر راتب شهري يتراوح ما بين الـ 3000 ليرة تركي و2000 ليرة فقط و100 دولار أمريكي، بالإضافة إلى التأخر في دفع مستحقاتهم الشهرية وهذا الأمر الذي شاهدناها خلال الفترة السابقة من خلال خروج عدد من المرتزقة بمظاهرات في المعسكرات الليبية تطالب بدفع مستحقاتهم الشهرية، عناصر من فصائل “فيلق المجد – سليمان شاه – السلطان مراد – المنتصر بالله – فرقة الحمزة” وفصائل أُخرى ضمن تشكيلات “الجيش الوطني” هم من احتجوا في المعسكرات الليبية نتيجة تعرضهم للاستغلال من كافة الجوانب وليس من جانب الرواتب الشهرية فقط، من خلال قيام قادة المجموعات المسلحة الموالية لتركيا بجني أرباح كبيرة من الندوات التي تتواجد ضمن معسكراتهم ومقراتهم، حيث يكون البيع للعناصر المتواجدين في ليبيا عبر الندوات حصرًا و بأسعار أعلى من الأسعار خارج المعسكرات، و يوظف قادة المجموعات عناصر مقربين منهم ضمن هذه الندوات لجني الأرباح لجيوبهم، لكن هذه التجارة أيضا أدت لحدوث خلاف بين “أبو عمشة” قائد فرقة “السلطان سليمان شاه” مع أشخاص وظفهم ضمن هذه الندوات بعد اتهامهم بوجود عمليات سرقة وأن باقي الندوات التابعة لفصائل أُخرى تقوم بجني أرباح أعلى، ليقدم حينها “أبو عمشة” بإطلاق النار على أقدام مسؤولي الندوات التابعين له في المعسكرات الليبية، جرى اجتماع بين ضباط أتراك وقادة من الفصائل الموالية لتركيا داخل المعسكرات الليبية للوقوف على المشكلات التي يعانيها المرتزقة وحضر الاجتماع بعض من العناصر، حيث قام أحد العناصر التابعين لـ “أبو عمشة” بالتحدث عن قلة الطعام المقدم لهم وسرقة رواتبهم الشهرية و المحسوبيات التي تكون في الإجازات واستغلال من يريد الذهاب إلى سوريا بإجازة من خلال إجباره على التنازل براتبه لصالح قائد الفصيل لمدة 3 أشهر متتالية، ليقوم “أبو عمشة” حينها باتهام العنصر بالكذب ووضع مسدسه الشخصي على قدم العنصر قبل أن يتدخل ضباط أتراك ويقومون بتهدئة “أبو عمشة” دون محاسبته، بالإضافة إلى انتهاكات أُخرى قام بها “أبو عمشة” من خلال قيامه بإطلاق النار على أقدام كل من يعترض أو يحتج على الإجازات أو دفع المستحقات الشهرية من مرتزقته المتواجدين في المعسكرات الليبية وسط تكتم من قِبل قادة المجموعات والعناصر عن الانتهاكات التي يمارسها “أبو عمشة” خوفًا من ابتزازهم بعوائلهم المتواجدين في الشمال السوري، أو قتلهم بعد عودتهم إلى سوريا، وبسبب تصاعد الانتهاكات من قِبل قادات الفصائل الموالية لتركيا بحق مرتزقتهم المتواجدين في ليبيا، وخوفًا من عودة المظاهرات والاحتجاجات داخل المعسكرات الليبية، استلم الجانب التركي ملف الإجازات والرواتب والإطعام في الآونة الأخيرة، حيث يقوم بنقل العناصر إلى تركيا ومن ثم سوريا بحسب القدم، من خلال التدقيق في ذاتيات المرتزقة المتواجدين في ليبيا، ويسعى الأتراك إلى تنظيم وجود المرتزقة في الأراضي الليبية في الأيام الأخيرة.

المرصد السوري لحقوق الإنسان، كان قد نشر في الـ 15 من أكتوبر، مع استمرار “تعليق” ملف المرتزقة من حملة الجنسية السورية المتواجدين في ليبيا، واستمرار الجانب التركي بتسيير الأمور على “طبيعتها” عبر إرسال دفعات وعودة دفعات أخرى في إطار عمليات التبديل، تحدث عدداً من “المرتزقة” السوريين المتواجدين في مصراته وطرابلس إلى نشطاء المرصد السوري عبر وسائل التواصل الاجتماعي، عن شعورهم بالراحة والاستقرار على الأراضي الليبية ولاسيما مع انعدام العمليات العسكرية، وقالوا “أمورنا ممتازة منعمل رياضة مرتين باليوم والحياة كويسة ما عنا مشاكل ولا معارك ومرتاحين كتير”.
يأتي ذلك مع استمرار المطالب الدولية بخروج جميع القوات الأجنبية من الأراضي الليبية والتركيز الإعلامي الكبير على ملف “المرتزقة” السوريين لاسيما من قبل المرصد السوري، سواء أولئك المنخرطين تحت الجناح التركي أو المرتزقة العاملين تحت إمرة الشركات الخاصة الروسية.
ونشر المرصد السوري في التاسع من تشرين الأول، أن دفعة جديدة من المرتزقة السوريين المتواجدين في ليبيا، وصلوا يوم أمس الجمعة إلى الأراضي السورية، حيث وصل نحو 100 مقاتل من الفصائل الموالية للحكومة التركية إلى سورية عبر تركيا قادمين من ليبيا، في إطار عمليات التبديل المتواصلة بين خروج دفعات إلى ليبيا وعودة دفعات أخرى منها إلى سورية، وأضافت مصادر المرصد السوري بأن الفصائل اعتقلت 3 مقاتلين من الدفعة الجديدة بتهمة تعاطي المخدرات على حد زعمهم لكن المصادر أكدت بأن اعتقالهم جاء بسبب مشاركتهم بمظاهرات في ليبيا تطالب برواتبهم، ومن ضمن العائدين أيضاً أشخاص كانوا في ليبيا منذ العام 2019.
وبذلك، يرتفع عدد المغادرين من ليبيا إلى سورية إلى نحو 520 مرتزق خلال أقل من أسبوع.
المرصد السوري أشار في السابع من تشرين الجاري، إلى أن المخابرات التركية تواصل إرسال المرتزقة من سورية إلى ليبيا، وترحيل هؤلاء الذين في ليبيا من المنتهية عقودهم والراغبين بالعودة إلى سورية، وفق عملية تبديل منتظمة، حيث خرجت دفعة جديدة من المرتزقة السوريين إلى تركيا عبر معبر حوار كلس في ريف حلب الشمالي، ووصل عناصر المرتزقة عبر الحافلات إلى جنوب تركيا، استعدادًا للرحيل إلى ليبيا، ووفقًا للمصادر فإن الدفعة الجديدة تتكون من نحو 200 مرتزق من عناصر الفصائل الموالية لتركيا، فيما أكدت مصادر المرصد السوري بأن طائرة انطلقت من مطار مصراته في ليبيا باتجاه طرابلس ومن ثم إلى تركيا، تقل على متنها عناصر المرتزقة العائدين إلى سورية عبر المطارات التركية.
وعلم المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن عناصر المرتزقة من الجنسية السورية وصلوا سورية، بعد عودتهم من ليبيا في 5 أكتوبر.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد علم، بأن الفصائل الموالية لتركيا المتواجدة في منطقتي “غصن الزيتون ودرع الفرات” أرسلت نحو 130 مرتزق إلى تركيا يوم 6 أكتوبر، تمهيدًا لنقلهم إلى ليبيا، كما طلبت المخابرات التركية من قادة الفصائل الموالية لها، أن يبقوا العناصر على أهبة الاستعداد والجاهزية التامة لنقل دفعات جديدة منهم إلى ليبيا في حال الطلب.
.
المرصد السوري لحقوق الإنسان، أشار، في 5 أكتوبر، إلى عودة أولى دفعات مرتزقة الفصائل الموالية للحكومة التركية من ليبيا، حيث وصلت طائرة على متنها نحو 300 مرتزق من الجنسية السورية نحو تركيا ومنها جرى نقلهم إلى سورية، وذلك في إطار عملية إخراج القوات الأجنبية من الأراضي الليبية.
يأتي ذلك في ظل الاجتماع المرتقب اليوم للتباحث الدولي في جنيف حول ملف المرتزقة في ليبيا.