احتجاجات السويداء تتواصل على وقع الأزمات المعيشية والمرصد السوري يندّد بالضغوطات على الجنوب السوري بدافع تجويعه

48

يستمر الحراك الشعبي في محافظة السويداء بالجنوب السوري منذ أكثر من أسبوع وسط ترقّب لتصعيد من قبل المحتجين الذين طالبوا بتحسين أوضاعهم المعيشية التي تأزمت منذ استعاد النظام وحلفاؤه السيطرة عليها مجددا بعد التسوية السياسية

ودعا المحتجون إلى تخفيض أسعار المواد الأساسية بعد أن أصبح الأهالي غير قادرين على توفير ضرورياتهم، لاسيما بعد رفع الدعم عن عشرات المواد الأساسية التي يحتاجها المواطنون كالخبز و المحروقات من مازوت وبنزين و يطالب هؤلاء بالتسريع في إرساء ما جاءت به القرارات الدولية وأبرزها القرار 2254 لإنهاء المأساة المستمرة والجوع الذي اجتاح مختلف المناطق لاسيما بعد سيطرة النظام على كل الحواجز وعلى المساعدات الإنسانية التي باتت تُباع في السوق السوداء أمام مرأى العالم ومسمعه
والجدير بالذكر أن السويداء التي كانت مركزا لصراعات منذ سنوات و ذاقت ويلات الحرب بطرق وأساليب مختلفة، إذ تعاني الآن من أزمة توفير الغذاء واستشراء التضخّم، وضعف الأجور التي لا تتجاوز الـ 20 دولارا
ويجدد المرصد السوري لحقوق الإنسان تمسّكه بالدفاع عن حقوق الشعب السوري في العيش بكرامة وأمن بعيدا عن كل التدخلات والممارسات التي كانت عنوانا لدمار البلد وتقسيمه وتفكّكه، ونطالب المجتمع الدولي بوضع حدّ لكل الإنتهاكات والتجاوزات التي بلغت حدّ التحكم والمتاجرة بقوت السوريين في بلد يعيش فيه 80 بالمائة من السوريين تحت خطّ الفقر المدقع، وتعتمد فيه الأغلبية للبقاء على قيد الحياة على المساعدات والتحويلات والدعم
وكانت السويداء، مركز الجنوب السوري، قد شهدت عمليات عسكرية مكثّفة ومعارك عنيفة ، قادتها دمشق وحلفاؤها الروس، وخاصة الإيرانيين الذين يسيطرون على المنطقة في مساعي خبيثة لفرض سياسة التغيير الديمغرافي عبر شراء العقارات وتشييد المشاريع مستغلين الظرف الاقتصادي المأساوي لتلك المنطقة .
وعلّقت سميحة نادر، القيادية بتيار أمارجي، في حديث مع المرصد السوري لحقوق الإنسان،قائلة: لا يخفى على أحد الوضع الاقتصادي الكارثي المسلّط على السوريين، زاده القمع والاستبداد وانتشار العصابات الإرهابية تأزما على كافة الأراضي السورية .
وأوضحت أن الحراك الشعبي الذي تعيشه منطقة السويداء أمر طبيعي في ظل انحدار الأوضاع التي باتت لا تُحتمل برغم كل مساعي ومحاولات النظام بشتى الوسائل ترهيبها وتخويف الأهالي، وتحديدا من قبل تنظيم “الدولة الإسلامية” الذي تمركز على حدود السويداء وتورط في تنفيذ عمليات القتل والخطف ضد الأهالي هناك ، مشيرة إلى أن حراك السويداء يرعب النظام الذي يزعم “بأنه حامي الأقليات”
واستطردت قائلة: ” النظام يرعبه التظاهر السلمي من أي صوت يخرج من مناطق الأقليات.. ففي الخامس من شباط /فبراير الحالي، توفي رائد الحركة الديمقراطية وحقوق الإنسان والمنسق السياسي والقانوني لتجمع أمارجي – لجان الديمقراطية السورية- الدكتور أكثم نعيسة في فرنسا ،وتم نقل جثمانه إلى قريته “بسنادا” في اللاذقية فما كان من النظام إلا أن منع الجثمان من دخول أي مشفى ،ريثما تنتهي إجراءات الدفن ،ومنع حتى كتابة نعي له خوفا من تجمع الناس في الجنازة.. هذا النظام يخاف من الكلمة وحتى من جثمان معارض له أكثر من السلاح
وبالعودة إلى موضوع السويداء، توجد هناك عوامل لهذا الحراك المتصاعد وبشكل مستمر وفي مقدمتها المطالب بالحياة الكريمة وحق الإنسان في تلبية حاجاته الأساسية في ظل تردي الوضع الاقتصادي.. هي مطالب نادت بها الثورة منذ بزوغ نورها .. العيش الحر الكريم.. فالجائع لا يمكن أن يحيا كريما”
ولفتت سميحة نادر إلى أن النظام يسعى إلى تركيع الشعب بالجوع والقهر والبرد، ما يفسّر عدم استجابته للمطالب العالقة منذ سنوات، مشدّدة على أنه لاحلّ في سورية بدون تحسن للوضع الاقتصادي ما يرتبط ارتباطا وثيقا بالحالة السياسية و التسوية الشاملة، حيث إنه نتيجة النضج السياسي للسوريين بعد 11 عاما من القتل والتهجير والاعتقال التعسفي والتدمير، لا يمكن أن يعود الوضع خطوة إلى الوراء
وأفادت بأن الأهالي في السويداء يطالبون بدولة مدنية ديمقراطية لجميع السوريين وبرحيل النظام كي يتسنى للشعب السوري أن يحكم بنفسه ويختار حكومته بشكل ديمقراطي وعبر انتخابات شفافة

وتتّهم القيادية بأمارجي، دمشق بهندسة الفوضى ونشرها في الجنوب السوري
وشهد الجنوب السوري مؤخرا عمليات اغتيالات في غياب الاستقرار، وماينتج عنه من تسلط العصابات والمليشيات المحلية أو تلك العابرة للحدود، على المدنيين، كما تضاعفت عمليات الخطف مقابل الحصول على الفدية.