احتدام الصراع حول منبج.. و«قسد» تنتزع قرية غربها

22

احتدم الصراع المتعدد الأطراف على مدينة منبج شمالي سوريا، حيث تجددت الاشتباكات بين قوات سوريا الديموقراطية (قسد) وقوات درع الفرات المؤلفة من فصائل في الجيش الحر مدعومة من تركيا.
وتركزت المعارك في منطقة جب الحمير، في ريف منبج الغربي بريف حلب الشمالي الشرقي، حيث تمكن خلالها الأكراد من تحقيق تقدم في المنطقة. في حين يراقب الجنود الأميركيون المعارك الدائرة بين حلفائهم من داخل آليات عسكرية من طراز هامفي، بعد أن كان الاعتقاد أن الدوريات الأميركية المنتشرة في محيط منبج ستقطع الطريق أمام أي مواجهة بين أنقرة والأكراد.
وقال مجلس منبج العسكري الذي يقوده الأكراد، إنه تمكن من استعادة السيطرة على قرية جبلة الحمرة، عقب اشتباكات مع درع الفرات وأحبط هجوماً على قرية الحوتة في الريف الغربي لمنبج (30 كلم عن الحدود السورية – التركية).
إلى ذلك، أعلن البنتاغون أن النظام السوري وحليفته روسيا يرسلان «قوافل إنسانية» إلى منبج. وقال المتحدث باسم البنتاغون جيف ديفيس «نعلم أن هناك قوافل يدعمها الروس والنظام متجهة إلى منبج. هذه القوافل تشتمل على سيارات مصفحة». ورفض المتحدث الأميركي التعليق على هذه المبادرة وشدد ديفيس على ان ما تريده واشنطن هو أن تسعى «كل الأطراف» الموجودة في شمال سوريا إلى «دحر تنظيم داعش قبل كل شيء» وليس أن تتقاتل فيما بينها. وكانت أنقرة هددت بضرب المقاتلين الأكراد في حال لم ينسحبوا من منبج.

نزوح آلاف المدنيين
إلى ذلك، نزح عشرات آلاف المدنيين خلال أسبوع في شمالي سوريا هربا من كثافة العمليات العسكرية السورية والروسية على مناطق سيطرة الإرهابيين في ريف حلب الشرقي، حيث تدور معارك عنيفة بين أطراف عدة على أكثر من جبهة. وقال المرصد السوري إن «أكثر من ثلاثين ألف مدني، معظمهم من النساء والأطفال، نزحوا في ريف حلب الشرقي منذ أسبوع هربا من القصف والغارات الكثيفة». وتوجه معظم النازحين إلى مناطق في منبج وريفها.

جنيف وسلالها الفارغة
إلى ذلك توالت ردود الفعل على اختتام الجولة الرابعة من مفاوضات السلام في جنيف. وقال رئيس وفد النظام بشار الجعفري، إنه تم الاتفاق على جدول أعمال «عقلاني» هو الشيء النهائي الوحيد الذي تم إنجازه، مؤكدا أن الوفد أبلغ المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا بموافقته على جدول الأعمال. وأوضح أن الوفد قدم أيضا تعديلات على الورقة التي قدمها دي ميستورا التي تتكون من 12 بندا.
وأشار الجعفري إلى أن النظام يريد التفاوض مع وفد موحد للمعارضة، وإن دمشق ما زالت تبحث ما إذا كانت ستعود للجولة القادمة من المحادثات.
وتمكنت الأطراف، بعد محادثات صعبة، من التوصل إلى اتفاق على جدول أعمال يتكون من أربع «سلال» تتمثل فيما يأتي:
– السلة الأولى: القضايا الخاصة بإنشاء حكم غير طائفي يضم الجميع، مع الأمل في الاتفاق على ذلك خلال ستة أشهر.
– السلة الثانية: القضايا المتعلقة بوضع جدول زمني لمسودة دستور جديد، مع الأمل في أن يتحقق في ستة أشهر.
– السلة الثالثة: كل ما يتعلق بإجراء انتخابات حرة ونزيهة بعد وضع دستور، وذلك خلال 18 شهرا، تحت إشراف الأمم المتحدة، وتشمل السوريين خارج بلادهم.
– السلة الرابعة: إستراتيجية مكافحة الإرهاب والحوكمة الأمنية، وبناء إجراءات للثقة المتوسطة الأمد.
وبحسب رئيس وفد المعارضة نصر الحريري، فإن المعارضة ركزت على مسألة الانتقال السياسي لكونه «أهم أهداف وطموحات الشعب السوري الذي بذل من أجله ثمنا غاليا ونفيسا»، و«هو المفتاح الذي يمكن أن يوصل إلى سوريا آمنة ومستقرة، وهو الطريق الوحيد الذي يمكن من خلاله مكافحة الإرهاب».
وفيما يتعلق بمصير الرئيس بشار الأسد، قالت عضو وفد الهيئة العليا بسمة قضماني إن المرحلة الانتقالية «تعني انتقال السلطات إلى هيئة الحكم الانتقالي، وفي تلك اللحظة ليس هناك دور للأسد».
بدوره اعتبر ألكسي بورودافكين مندوب روسيا الدائم لدى مقر الأمم المتحدة في جنيف أن ورقة دي ميستورا يمكن أن تمثل أساسا للمفاوضات. وأكد أن مؤتمر «جنيف 4» حقق تقدما خلافا لتوقعات البعض، داعيا منصة أستانة والأكراد وباقي أطراف المعارضة المعتدلة إلى حضور الجولة المقبلة، مشددا على ضرورة «ألا تبتلع» منصة الرياض هذه المعارضات، وأن يتم جمع سائر أطياف المعارضة على أساس توافقي على حد قوله.