ارتفاع أسعار مواد التدفئة.. ضرائب المعابر وتجار في إدلب أحد أهم أسبابه

45

تسببت موجة البرد المستمرة في مناطق الشمال السوي بحالة مأساوية يعيشها معظم سكان مخيمات النزوح المنتشرة في عدة مناطق، وازدياد حاجة النازحون لمواد التدفئة البديلة التي أخذت أسعارها بالارتفاع منذ بداية المنخفض الجوي و تفوق بكثير قدرة الغالبية من العائلات النازحة، يقابل ذلك وجود حالة من استغلال الظرف الراهن من قبل بعض تجار هذه المواد لزيادة أرباحهم.
واستغل تجار في مدينة إدلب موجة البرد الشديد، وزيادة الطلب على مواد التدفئة البديلة التي يستخدمها السكان في الشمال السوري، وغالبية هؤلاء التجار هم ضمن بلدات” كفرتخاريم” سلقين” أرمناز” وبالتحديد يتم رفع أسعار مادتي”البيرين” و”الحطب” بشكل خاص لزيادة أرباحهم، وتم رصد وجود اختلاف واضح في أسعار الحطب والبيرين وبعض المواد الأخرى بين البلدة والأخرى وحتى على مستوى محل وآخر.
فضمن بلدة “كفرتخاريم” في ريف إدلب الشمالي يوجد العديد من التجار الذين بدأوا برفع سعر مادة “الحطب” ليفوق سعره في مناطق أخرى، ففي شهادته لـ”المرصد السوري” يتحدث(م.ع) أحد النازحين داخل البلدة قائلاً، مع بداية دخول أيام المنخفض الجوي في المنطقة ارتفعت الأسعار بشكل كبير، لكن هناك بعض التجار استغلوا هذه الحالة وبدأوا يرفعون أسعارهم أكثر من المعتاد، بسبب الصعوبة في التنقل التي خلفها الثلج على الطرقات فأصبح من الصعب السفر لمسافة طويلة.
مشيراً، أن سعر الطن الواحد من مادة”البيرين” يبلغ 175 دولار أمريكي في مناطق الدانا ودير حسان وكفرلوسين بينما يباع ضمن بلدات “كفرتخاريم” و”أرمناز” بسعر 180 أما الفحم الحجري فأيضاً هناك اختلاف في سعره حتى بين كل تاجر وآخر حيث يباع عند بعضهم بسعر 120 دولار أمريكي، ولدى البعض بسعر 110، أما قشور الفستق الحلبي فسعرها تقريباً موحد بشكل تقريبي، حيث تتراوح ما بين 220 إلى 240 دولار أمريكي وذلك بحسب نوعية القشور.
ويضيف أنه بداية قام بشراء كمية محدودة من البيرين على أمل أن يجد حلاً ويتمكن من الشراء من مكان آخر بسعر أقل لكن ومع استمرار المنخفض الجوي اضطر للعودة وشراء كمية أخرى بذات السعر الذي يراه مبالغ فيه مقارنة بغيرها من المناطق، ويضع اللوم على الجهات المعنية التي من مهامها مراقبة هؤلاء التجار الذين يحاولون استغلال أي حدث لزيادة أرباحهم سواء تجار مواد التدفئة أو غيرهم.
أما في أحد مخيمات منطقة “أرمناز” التي يقطن فيها (ع.ر) وهو نازح من ريف حماة الغربي، فالحال لا يختلف كثيراً بحسب تعبيره، وفي حديثه لـ”المرصد السوري” يقول، أن هناك بالفعل العديد من المحلات التبي تبيع جميع أنواع مواد التدفئة، لكننا نجد اختلافاً واضحاً بالسعر بين كل محل وآخر، وعند الاستسفار عن الأسعار في مناطق أخرى نجد أن سعرها أقل من ذلك، فهؤلاء التجار لا يهتمون بمبلغ 10 او 5 دولار لكنه يساوي فرقاً لدى العائلة النازحة.
ويوضح أنه يستخدم الحطب للتدفئة حيث وصل سعر أسوأ نوعية منه لسعر 150 دولار أمريكي، وهو مخزن دون تجفيف ويصعب تشغيله في المدفأة وينتج عنه أدخنة كثيرة، ويبلغ سعر النوع الجيد منه سعر 190 دولار أمريكي بينما يباع في مناطق قريبة بسعر أقل، وهذا كله بفعل التجار الذين استغلوا حاجة المدنيين وزيادة الطلب على مواد التدفئة لكسب المزيد من الأرباح.
ويؤكد أن هناك تفاوت بالأسعار الخاصة بمختلف مواد التدفئة واحتكار من قبل التجار الذين وصل بحال أحدهم أن يخزن كمية كبيرة تبلغ أكثر من 130 طن من الحطب والبيرين كان قد اشتراها قبل بداية أزمة المنخفض الجوي لكنه يصر على عدم البيع إلا بالسعر الذي يحدده وينوي عدم بيعها حالياً في انتظار زيادة الطلب أكثر.
وشهدت أسعار جميع مواد التدفئة ارتفاعاً كبيراً خلال الأيام الماضية في مناطق إدلب وريفها لعدة أسباب والتي من أهمها هو توجه المنظمات الإنسانية والجمعيات الخيرية لشراء كميات كبيرة من هذه المواد لتلبية الحالة الطارئة للنازحين في المخيمات وتوزيعها عليهم ما جعل الكثير من التجار يستغلون الظرف لرفع أسعارهم.
إضافة للضرائب التي تفرضها”هيئة تحرير الشام” على حركة المعابر الحدودية والتجار المستوردين لمواد التدفئة، فضلاً عن غلاء أسعارها من المصدر التركي كما يؤكد بعض التجار وأصحاب المحلات، وأسباب أخرى تتعلق بارتفاع تكاليف النقل وتراجع قيمة الليرة التركية.
وتعيش آلاف العائلات النازحة والمهجرة في مخيمات النزوح أوضاع كارثية خلال الأيام القليلة الماضية بسبب انخفاض درجات الحرارة والبرد الشديد الذي يعصف بجميع المخيمات في ظل عدم قدرة الكثير من العائلات تأمين متطلباتها من غذاء ومواد تدفئة وغيرها.