استدرجها إلى تركيا وسلبها أبنائها وأعادها إلى سورية.. جريمة جديدة تمسّ إنسانيتنا جميعا

المرصد السوري يطالب الحكومة التركية والجهات الدولية المعنية لإعادة الأطفال لأمهم ومحاسبة الزوج

100

أن تموت إنسانيتك وأنت على قيد الحياة، فلا منفعة من وجودك، وأن تتجرأ على التحيّل على زوجتك البكماء وتستدرجها إلى تركيا بغاية سلبها فلذات كبدها، فذلك أمر غير إنساني وجب محاسبتك عليه.
أثار فيديو تداوله رواد التواصل الاجتماعي لامرأة تدعى ‘بانة’ من مدينة بانياس التابعة لمحافظة طرطوس على الساحل السوري، وهي امرأة بكماء كانت في حالة هستيرية بعد أن تم استدراجها هي وأولادها إلى تركيا من قبل زوجها -الأب- وعائلته، ليتبين أن الغابة هي اختطاف الأبناء وإعادة الزوجة إلى سورية بطريقة تعسفية.
موجة تعاطف واسعة مع المرأة الحاملة لإعاقة، ومع طفلين حُرما في وقت مبكّر من أمّهما بسبب بطش والدهما.
وقد تركت الحرب أثرا سيّئا على حقوق الأطفال السوريين والحاملين لإعاقة أمثال بانة، فبعد أن التهمت نيران الحرب والقصف والخوف أحلامهم وحقوقهم وأمانيهم في العيش في بلد آمن تركتهم اليوم عرضة لكل أنواع العنف والاستدراج والتلاعب حتى من أقرب الناس لهم، لترتكب بحقهم مثل هذه التصرفات اللا إنسانية أمام مرأى العالم ومسمعه وكأنه أخرس لا يرى ولا يتكلم ولا ينهى عن مثل هذه الجرائم بحق المٍرأة الأم والطفولة، فبعد أن ذاقت بانة كغيرها من ملايين النساء بطش الجوع و الخوف من مستقبل مظلم حالك في سماء قصف مستمر تتذوق اليوم مرارة الحرمان من أطفالها، فقط لأنها خرساء غير قادرة على إيصال صوتها المكتوم..
هي صورة حية عن جريمة ضد الإنسانية في بلد الفوضى وجب أن تهزّ الضمير العالمي، الذي أثبت عجزه عن وضع حد لهذه الجرائم.
ويعبّر المرصد السوري لحقوق الإنسان عن تضامنه اللا مشروط مع بانة، المرأة المغدورة من قبل زوجها، ويناشد الحكومة التركية والمنظمات الحقوقية بتركيا والجهات الدولية التدخلَ الفوري والسريع لإرجاع أبنائها القصّر، كما لا يفوتنا أن نطالب بمحاسبة هذا الزوج حتى يكون عبرة لكل من تسول له نفسه أن يتلاعب بزوجته ويحرمها من أبنائها.
ونذكّر بأن القانون واحترام حقوق الإنسان والمواثيق الدولية بالخصوص هو حجر الأساس في بناء المجتمعات والحفاظ على آدمية الإنسان وكرامته، بما يتضمنه من حقوق وضمانات، ومعاقبة من ينتهكها.