استشهاد 11 مدني في ريف عفرين يرفع إلى 215 على الأقل عدد من استشهدوا خلال 53 يوماً من عملية “غصن الزيتون” التي تقودها تركيا

28

محافظة حلب – المرصد السوري لحقوق الإنسان:: رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان استمرار عمليات القتل التركي في منطقة عفرين الواقعة في القطاع الشمالي الغربي من محافظة حلب، نتيجة القصف المستمر بالتزامن مع استمرار العمليات العسكرية في المنطقة، إذ قصفت الطائرات الحربية مناطق في الطريق الواصل بين جنديرس ومدينة عفرين، ما تسبب بأضرار مادية واستشهاد مواطنين اثنين، فيما استشهد 9 مواطنين على الأقل في الريف الغربي لمدينة عفرين، ولا يزال الغموض يلف ظروف استشهادهم إلى الآن، حيث اتهم أهالي القوات التركية بقصفهم في ريف ناحية معبطلي بالقطاع الغربي من ريف حلب، فيما استمرت الاشتباكات بين القوات التركية والفصائل المقاتلة والإسلامية من جانب، وقوات الدفاع الذاتي ووحدات حماية الشعب الكردي من جانب آخر، على محاور في الريفين الغربي والجنوبي الغربي لمدينة عفرين، في سعي متواصل من القوات التركية لتحقيق مزيد من التقدم في المنطقة.
 
وبذلك يرتفع إلى 215 عدد الشهداء المدنيين بينهم 32 طفلاً و26 مواطنة، من المواطنين الكرد والعرب والأرمن، ممن قضوا في القصف الجوي والمدفعي والصاروخي التركي، وفي إعدامات طالت عدة مواطنين في منطقة عفرين، منذ الـ 20 من كانون الثاني / يناير من العام 2018، كما تسبب القصف بإصابة مئات المواطنين بجراح متفاوتة الخطورة، في حين تعرض بعضهم لإعاقات دائمة، في حين كان رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان اصطفاف عشرات المدنيين على أحد الأفران الرئيسية الواقعة في مدينة عفرين، في انتظار الحصول على مادة الخبز التي بدأت تشح في المدينة نتيجة الكثافة السكانية المتواجدة في المدينة والقرى والبلدات، التي يبلغ نحو 90 قرية بلدة والتي تتصل بعفرين من الناحيتين الغربية والشمالية الغربية للمدينة، وتحدثت مصادر أهلية أن بقية الأفران لم تعد صالحة للعمل بعد القصف التركي الذي استهدف مناطق في مدينة عفرين منذ بدء عملية “غصن الزيتون” التي تهدف للسيطرة على مدينة عفرين وكامل القرى المتصلة بها.، في حين كما لا تزال تشهد منطقة عفرين الواقعة بالقطاع الشمالي الغربي من محافظة حلب استمراراً لانقطاع الكهرباء والمياه عنها، بعد أن عمدت القوات التركية إلى قطعها عقب سيطرتها على منشأة استراتيجية، وهي سد ميدانكي الذي يزود مناطق واسعة من عفرين بالكهرباء والمياه، حيث نشر المرصد السوري، أن عمليات قصف جوي وقتال بري عنيف وأوضاع إنسانية مأساوية تزداد في كل يوم سوءاً مع تضييق الهجوم التركي لدائرة الموت، بعد أن تجمع أكثر من مليون نسمة في مدينة عفرين وقرى بمحيطها، فارين من موت يخشون أن يلاحقهم إلى مكان نزوحهم، ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان تمكن القوات التركية من فرض سيطرتها على منشأة استراتيجية، وهي سد ميدانكي الذي يزود مناطق واسعة من عفرين بالكهرباء والمياه، وعلم المرصد السوري لحقوق الإنسان من عدد من المصادر الموثوقة، أن القوات التركية عمدت لقطع الكهرباء من سد ميدانكي “17 نيسان”، وقطع المياه، ما تسبب بمأساة إنسانية جديدة تضاف إلى الأوضاع الإنسانية المزرية التي يعيشها مئات آلاف القاطنين في عفرين، في ظل تقتيل تركي بسكان المنطقة والنازحين إليها، ويأتي ذلك في أعقاب استهداف القصف الجوي والبري التركي، أبراج الاتصالات وانقطاع الاتصالات عن معظم منطقة عفرين
 
كذلك فإن المرصد السوري لحقوق الإنسان وردت إليه نسخة من شريط مصور قام أحد عناصر عملية “غصن الزيتون” بتصويره، قال في الشريط المصور أنه في بلدة الشيخ حديد، الأمر الذي أكدته مصادر للمرصد السوري، وقال المقاتل في الشريط المصور “”هذه الشيخ حديد محررة بالكامل خالية من الإرهابيين الانفصاليين، والأخوة من تهجروا من الرقة والطبقة والمناطق التي أخذوها الانفصاليين الخونة، كل واحد تهجر ليأتي إلى عفرين ويأخذ أحلى بيت مع أرض زيتون”، وياتي هذا الشريط المصور في أعقاب أشرطة مصورة أخرى، وردت نسخ منها إلى المرصد السوري لحقوق الإنسان، والتي تظهر مقاتلين من قوات عملية “غصن الزيتون” يتوعدون قاطني عفرين، موجهين رسالتهم عبر أحد المقاتلين الذي قال:: إلى الملاحدة الأكراد نقول لهم والله إن تبتم وعدتم إلى الله فاعلموا أنتم أخواننا، وإن أبيتم إنا نرى رؤوسكم قد أينعت وقد حان لنا قطافها”، وأشارت مصادر للمرصد السوري أن الشريط المصور من المرجح أنه في منطقة الشيخ حديد الواقعة في الريف الغربي لعفرين، من إحدى القرى التي جرى السيطرة عليها من قبل القوات التركية والفصائل الإسلامية والمقاتلة، كذلك كانت شهدت عفرين دعوات مشابهة من آخرين لتوطين النازحين والمهجرين السوريين من المحافظات السورية الأخرى داخل هذه القرى، في حين أنه من جانب آخر حذرت وحدات حماية الشعب الكردي في بيان لها من الاقتراب من ممتلكات المدنيين في القرى التي سيطرت عليها القوات التركية وفصائل عملية “غصن الزيتون”، معتبرة كامل ما سيطرت عليه القوات التركية إلى الآن مناطق عسكرية مستهدفة من قبلها، وجاء في البيان:: “”إننا في وحدات حماية الشعب YPG، نؤكد أن جميع المناطق التي تهدف الفاشية لتحويلها إلى مستوطنات كانت ولا تزال مناطق عسكرية وساحة حرب تشهد بشكل يومي عمليات عسكرية، ونحذر جميع المتورطين من الاقتراب منها، حيث سيكونون هدفاً مشروعاً لمقاتليننا، كما ندعو الذين تمّ استقدامهم إلى عدم الانجرار إلى الألاعيب التركية ونحذرهم من التعاون مع الفاشية التركية في تحقيق أهدافها العدوانية بحق شعوب المنطقة، حيث سيكون استيطانهم في تلك المنطقة إجباراً بدون مستند قانوني أو صفة شرعية بالنسبة لنا، وخرقاً لمبادئ القانون الدولي الإنساني واحتلالاً سيكون من حق مقاتلينا استهدافه””.