استنفار بحلب بعد تقدم النظام ونزوح الآلاف

26
أصدر المجلس الشرعي في ‫‏حلب شمالي سوريا بيان استنفار وتحريض للتصدي للحملة التي تشنها قوات النظام المدعومة بالمليشيات وغطاء جوي روسي على الريفين الغربي والشمالي لـ حلب. في غضون ذلك، تتابع قوات النظام تقدمها حيث باتت على بعد خمسة كيلومترات فقط من بلدتي نُبّل والزهراء المحاصرتين من فصائل المعارضة. وقد أسفرت الغارات الروسية المكثفة غير المسبوقة على ريف حلب عن مقتل 45 شخصا ونزوح آلاف السكان نحو الحدود التركية المغلقة.
 
ودعا بيان المجلس الشرعي كل قادر على حمل السلاح أو من يمتلكه التوجه إلى جبهات القتال لمؤازرة المقاتلين هناك قبل أن يسيطر عليها من سماهم البيان “مجرمي الشرق والغرب”. كما طالب البيان جميع الفصائل المسلحة بمواصلة استهداف المناطق التي سيطر عليها النظام مؤخرا قبل أن يتمكن من تحصينها وضرب ما وصفها بالخواصر الحساسة الأخرى للنظام وعدم الاكتفاء بصد قواته. كما دعت المحكمة المركزية في مدينة إعزاز إلى نفير مماثل.

ونقلت وكالة رويترز عن قائد الوحدة رقم 13 من الجيش السوري الحر أحمد السعود أن المعارضة أرسلت قواعد صواريخ تاو إلى منطقة الاشتباكات ومقاتلين ومعدات ثقيلة صباح اليوم، قائلا “على ما يبدو ستكون معركة فاصلة بإذن الله”.

وقال مراسل الجزيرة في غازي عنتاب عمرو حلبي إن ضحايا الغارات الروسية المكثفة على الريف الحلبي ارتفع من 17 إلى 45 قتيلا بفعل قصف القرى المحيطة ببلدتي نبّل والزهراء.

وأفاد ناشطون، في أحدث ضحايا القصف الروسي، بمقتل ستة أشخاص من عائلة واحدة أربعة أطفال وامرأتين، وإصابة آخرين في بلدة حيان في ريف حلب الشمالي.

وأشار إلى أن قوات النظام والمليشيات المساندة سيطرت على ثلاث بلدات في الريف الشمالي هي دوير الزيتون وتل جبين وحردت تيل، وبالتالي فإن استمرار التقدم للنظام يعني عزل الريف الشمالي عن مدينة حلب وقطع طريق الإمداد الرئيسي لفصائل المعارضة

غارات وطرق إمداد
وفي السياق، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن الطائرات الروسية شنت منذ فجر أمس الاثنين وحتى اليوم أكثر من 270 ضربة استهدفت البقعة الجغرافية الممتدة من كفرة حمرة (جنوب الزهراء) وصولا إلى معرسة الخان (شمال شرق) في ريف حلب الشمالي، في أعنف قصف تشهده المنطقة منذ سيطرة المعارضة على ريف حلب قبل نحو أربعة أعوام.

ووفق المرصد -الذي مقره بريطانيا- أسفرت الاشتباكات منذ صباح أمس بنفس المنطقة عن مقتل نحو عشرين عنصرا من قوات النظام والمليشيات الموالية له، كما قتل أكثر من 35 من عناصر الفصائل.

وتزامن ذلك مع إعلان قوات النظام سيطرتها على قرية حردتنين بريف حلب الشمالي مدعومة بمليشيات أجنبية وقصف جوي روسي، لتصبح بذلك على بُعد قرية واحدة وهي “معرسة الخان” من الوصول إلى نُبّل والزهراء، وفصل مناطق سيطرة المعارضة شمال حلب عن مناطق سيطرتها وسط المدينة.

قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إن “وحدات من الجيش والقوات المسلحة بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية تعيد الأمن والاستقرار إلى قرية حردتنين في ريف حلب الشمالي، إضافة إلى فرض السيطرة النارية على قرية رتيان الواقعة إلى الجنوب منها”.

موجات نزوح
وتسبب القصف -الذي استهدف بلدات حريتان وعندان وكفر حمرة ومعرسة الخان- في موجة نزوح لمئات الأسر نحو الحدود السورية التركية، حيث اضطرت العائلات للمكوث في العراء في ظل ظروف مناخية قاسية وإغلاق تركيا حدودها مع سوريا.

وقال مراسل الجزيرة في سوريا إن آلاف المدنيين نزحوا جراء غارات روسية مكثفة استهدفت المخيمات العشوائية المنتشرة على الحدود السورية التركية في ريف اللاذقية أيضا.

وأضاف أن معظم النازحين توجهوا إلى بلدة خربة الجوز ومحيطها في ريف إدلب، حيث يمكث معظمهم بالعراء، ويعانون ظروفا إنسانية صعبة تفاقمت أكثر مع سوء الأحوال الجوية.

كما أفاد مراسل الجزيرة في سوريا أن سبعة مدنيين قتلوا، كما أصيب آخرون، إثر غارات شنتها الطائرات الروسية على بلدات برج قاعي في منطقة الحولة وكيسين وأم شرشوح والغرناطة ومزارع مدينة الرستن الغربية في ريف حمص الشمالي.

وتأتي هذه الغارات بالتزامن مع عملية عسكرية تشنها قوات النظام لقطع طرق الإمداد بين الحولة وباقي مناطق سيطرة المعارضة شمال حمص. وتعاني مدينة الحولة لليوم العاشر على التوالي من انقطاع معظم المواد الغذائية والمحروقات بعد التقدم الذي حققته قوات النظام في مناطق ريف حماة الجنوبي.

وفي ريف دمشق، قال المركز الإعلامي بمدينة معضمية الشام إن العشرات جرحوا جراء سقوط أكثر من 44 برميلا متفجرا وعدد من صواريخ أرض أرض على الجبهتين الجنوبية الغربية والجنوبية الشرقية الفاصلتين بين مدينتي معضمية الشام وداريا بريف دمشق الغربي، وتزامن ذلك مع اشتباكات وقصف بمختلف الأسلحة في محاولات النظام المتكررة للفصل بين المدينتين.

وقال المركز الإعلامي لداريا إن مروحيات النظام استهدفت المدينة بعشرات البراميل تناوب على إلقائها ثلاث طائرات.

 

المصدر:الجزيرة