استياء شعبي واسع يسود مناطق سيطرة مجلس منبج العسكري على خلفية قرار الأخير تسليم قوات النظام قرى على خطوط التماس مع فصائل عملية “درع الفرات”

46

علم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن استياءاً واسعاً يسود مدينة منبج وريفها، الواقعة في ريف حلب الشمالي الغربي، وذلك في المناطق الواقعة تحت سيطرة قوات مجلس منبج العسكري، على خلفية عزم الأخير تسليم قوات النظام، مناطق واقعة على تماس مع مناطق سيطرة قوات عملية “درع الفرات” المدعومة من القوات التركية، وأبلغت مصادر أهلية المرصد أن الاستياء جاء بسبب هذا القرار وسط توتر يسود المنطقة من تطورات الأحداث في الساعات والأيام القادمة، في حين أكدت مصادر موثوقة للمرصد السوري بأن هذا الاتفاق على تسليم عدد من القرى الواقعة على خط التماس في ريف منبج الغربي الذي تسيطر عليه قوات مجلس منبج العسكري، مع قرى شرق منطقة الباب خاضعة لسيطرة فصائل عملية “درع الفرات” المدعمة بالقوات التركية، جاء بناءاً على اتفاق روسي – تركي، يقضي بنشر عناصر من قوات النظام على قرى واقعة على خطوط التماس هذه، في حين رجحت المصادر أن تشارك قوات وعناصر روسية في عملية الفصل هذه واستلام هذه القرى.

 

ونشر المرصد السوري لحقوق الإنسان صباح اليوم أن قوات مجلس منبج العسكري تمكنت بعد تنفيذها هجوماً معاكساً خلال ساعات الليلة الفائتة، من استعادة السيطرة على قريتي تل تورين وقارة ومواقع أخرى في المنطقة، التي تقدمت إليها وسيطرت عليها قوات عملية “درع الفرات” في ريف منبج الجنوبي الغربي، وترافقت الاشتباكات مع عمليات قصف متبادل بين طرفي القتال، واستهدافات خلفت خسائر بشرية، حيث وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان 6 مقاتلين على الأقل من الفصائل العاملة في “درع الفرات” جثث عدد منهم لدى قوات المجلس، بالإضافة لمقاتل من مجلس منبج العسكري وعدة جرحى، قضوا وأصيبوا جميعهم في القصف المتبادل والاشتباكات العنيفة التي شهدتها الساعات الـ 24 الفائتة في الريف الجنوبي الغربي لمدينة منبج بريف حلب الشمالي الشرقي، كما تمكن مقاتلو المجلس من الاستيلاء على دبابة تعود لفصائل “درع الفرات”، خلال الاشتباكات التي شهدتها المناطق ذاتها.

 

وجاءت هذه الاشتباكات في إطار السعي المستمر لقوات عملية “درع الفرات” العاملة في ريف حلب والمدعمة بالقوات التركية وطائراتها، لتوسعة مناطق سيطرتها في ريف حلب بعد أيام من سيطرتها على مدينة الباب وبلدتي قباسين وبزاعة وقرى أخرى في محيطها، بعد عملية عسكرية استغرقت عدة أسابيع، فيما تهدف عملية “درع الفرات” إلى الوصول إلى العريمة بالإضافة لمحاولتها فصل مناطق سيطرة المجلس العسكري لمنبج عن مناطق سيطرة النظام.

 

كذلك نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس أن العملية العسكرية لقوات النظام في الريف الشمالي الشرقي لحلب، تتواصل على محاور شرق اتستراد حلب – الحسكة المار من منطقة الباب، بعد تمكن النظام أمس الأول الـ 27 من شباط / فبراير من العام الجاري 2017، من رسم حدود تقدم القوات التركية وفصائل عملية “درع الفرات”، عبر تقدم مباشر أوصل قوات النظام إلى تماس مع قوات مجلس منبج العسكري المسيطرة على مدينة منبج وريفها، وقطع طريق التقدم نحو ريف حلب الشرقي أمام القوات التركية والفصائل المقاتلة والإسلامية المدعومة منها، وبخاصة بعد التعليمات والأوامر الروسية لقوات النظام والقوى الموالية لها العاملة على خطوط التماس مع القوات التركية والفصائل المقاتلة والإسلامية لـ “درع الفرات”، بعدم الاحتكاك أو الاشتباكات مع الأخيرة لأي سبب كان، وعدم الرد على أية إطلاقات نارية تأتي من طرف قوات عملية “درع الفرات”.

 

هذا التقدم والوصول إلى تماس مع قوات مجلس منبج العسكري، من قبل قوات النظام، بعد عملية عسكرية طويلة لا تزال مستمرة به بدعم من نخبة حزب الله والمسلحين الموالين لها وبإسناد من المدفعية الروسية، في محاولة لتحقيق تقدم بمساحة أكبر وتقليص مناطق سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” في شرق حلب، حيث علم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن تقدم النظام بمساحة نحو 20 كلم مربع، بموازاة حدود سيطرة مجلس منبج العسكري على بعد نحو 16 كلم بجنوب غرب مدينة منبج، سيعيد -ومن طريق آخر- بعد أكثر من عامين العمل بين محافظتي الحسكة وحلب، وستتواصل مجدداً مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية والإدارات الذاتية الديمقراطية في كل من “عفرين وكوباني والجزيرة”، دون المرور بمناطق سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” أو القوات التركية والفصائل المدعومة منها، وسيكون اتصال هذه المناطق عبر هذه المناطق التي تقدمت إليها قوات النظام في ريف الباب.

 

كذلك فإن عملية توسيع السيطرة من قبل النظام في حال استكملت نحو 20 كلم مربع من المناطق الموازية لحدود سيطرة مجلس منبج العسكري، ستؤمن طريق الانتقال لمن يرغب بالتنقل بين محافظة الحسكة ومنطقة عفرين ومحافظة حلب، كما ستؤمن عملية توسع قوات النظام في مثلث أبو منديل – الخفسة – دير حافر، منطقة التواصل بين مناطق سيطرة النظام والمجلس العسكري لمنبج، من هجمات محتملة لتنظيم “الدولة الإسلامية” مستقبلاً، في حين أن إعادة وصل المناطق بين عفرين وحلب من جهة ومناطق الرقة ودير الزور والحسكة من جهة ثانية، بمناطق خارجة عن سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية”، قد يخفف من صعوبات عملية الانتقال التي عانى منها المواطنون في وقت سابق خلال نحو 3 سنوات مضت، حيث اضطر المئات من المواطنين المتنقلين بين مناطق شمال شرق سورية وبين عفرين، إلى العبور بواسطة مهربين للجانب التركي من الحدود، ومن ثم معاودة اجتياز الحدود نحو الجانب السوري، فيما تشهد مناطق الخفسة وريف حلب الشرقي، نزوحاً من قبل عشرات العائلات نحو مناطق سيطرة مجلس منبج العسكري في منطقة منبج بالريف الشمالي الشرقي لحلب.