استياء في أوساط المعارضة السورية من زيارة الخطيب لروسيا

31

طرحت زيارة رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط إلى موسكو التي صادف توقيتها مع زيارة مماثلة قام بها رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السابق معاذ الخطيب علامة استفهام، لا سيّما أنّ معلومات أشارت إلى أنّ لقاء جمع الخطيب وجنبلاط مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.
وفي حين نفى الخطيب في حديث له حصول هذا الاجتماع، مؤكدا أنّ وفد المعارضة السورية الذي زار روسيا والتقى المسؤولين لم يذهب بواسطة جنبلاط، كما أنّ الأخير لم يحضر أي لقاء روسي مع الوفد، دعا جنبلاط من موسكو إلى حلّ سياسي في سوريا، معتبرا أنّه من دون هذا الحل ستستمر حرب الاستنزاف على الشعب السوري.
وحول زيارة الخطيب والوفد المرافق إلى روسيا، كشف عضو الائتلاف الوطني سمير نشار أنّها جرت من دون علم رئيس الائتلاف هادي البحرة أو الحكومة المؤقتة أحمد طعمة، وهو الأمر الذي نتج عنه استياء من رئيس الائتلاف الحالي أحمد طعمة وأعضاء الائتلاف، مشيرا في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى أنّ الوفد ضمّ أيضا عددا من الوزراء في الحكومة المؤقتة هم: نزار الحراكي وحسام حافظ ومحمد نور مخلوف. ولفت نشار إلى أنّ الأكيد أن الوفد المعارض اجتمع مع مسؤولين روس، لكن ما لا يزال غير مؤكد وبانتظار التوضيح عما إذا كانت هذه الاجتماعات حصلت بوجود رجال أمن تابعين للنظام السوري.
من جهته، قال الخطيب في حديث لموقع «كلنا شركاء» المعارض، إن الاجتماعات كانت إيجابية، وتمحورت حول فتح آفاق للحل السياسي وضرورة العمل لإيجاد آليات لانتقال سياسي، وإنه تم التأكيد على أولوية إنقاذ سوريا شعبا وأرضا وإيقاف القتل والدماء. وأكّد في الوقت عينه أنّه لا يمكن للمنظومة القائمة أن تجمع السوريين وتبني بلدهم، مشيرا إلى أن اللقاءات التي جرت في موسكو ستكون لقاءات تمهيدية ومقدمة لاجتماعات لاحقة، لم يوضح ماهيتها أو طبيعتها.
وأوضح أن الزيارة أتت بناء على دعوة من وزارة الخارجية الروسية، وأن الوفد ضم شخصيات سورية معارضة، وجرى لقاء مع وزير الخارجية لافروف وقيادات روسية أخرى، لم يحدد صفتها أو موقعها.
ونفى في الوقت عينه حضور أي وفد أو شخصيات إيرانية أو شخصيات سورية محسوبة على النظام، مؤكدا أنّ اللقاءات اقتصرت على الجانب السوري المعارض والجانب الروسي.
وفي هذا الإطار، أشار نشار إلى أنّه قد تكون زيارة الخطيب إلى موسكو جاءت بناء على مواقفه السابقة الداعية إلى الحوار مع النظام في محاولة منه لتخفيف العبء عن الشعب السوري، مستبعدا في الوقت عينه أن ينتج عنها أي تطورات سياسية على خط الأزمة السورية.
وكان الخطيب قد أعلن في فبراير (شباط) الماضي، خلال ترؤسه الائتلاف، استعداده للحوار مع ممثلين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد. وقال: «أعلن أنني مستعد للجلوس مباشرة مع ممثلين عن النظام السوري في القاهرة أو تونس أو إسطنبول»، مشترطا إطلاق 160 ألف معتقل من السجون السورية، وتمديد جوازات سفر السوريين خارج البلاد أو تجديدها.
وكان لجنبلاط مواقف لافتة متعلّقة بالأزمة السورية، معتبرا أنّه ومن دون حل سياسي ستستمر حرب الاستنزاف على الشعب السوري، وأكّد من موسكو التي زارها على رأس وفد من الحزب على ضرورة أن يشمل الحل جميع مكونات الشعب السوري، وقال: «لنقلها بصراحة؛ لا يستطيع أحد أن يلغي 80 في المائة من الشعب السوري».
وحول رؤيته للحل السياسي قال النائب جنبلاط: «نعود إلى النقاط التي عرضتها الجامعة العربية والتي تشمل سحب الجيش من المدن، والإفراج عن المعتقلين، والتدقيق في المفقودين، ومحاكمة كل من أجرم بحق السوريين، وصولا إلى حكومة انتقالية». ورأى أنّه «لن يكون هناك مكان لرأس النظام في سوريا بعد المرحلة الانتقالية».
وذكّر جنبلاط بزيارته الأخيرة إلى روسيا قائلا: «وهنا نعود إلى الزيارة الأخيرة التي قمت بها إلى روسيا في يناير (كانون الثاني) 2013، حيث توقفنا عند أهمية الحل السياسي في سوريا».
وأشار إلى أنّ «الظروف لإطلاق حل سياسي كانت حينذاك مواتية إلى حد ما، حيث كان هناك توافق دولي. أما اليوم فهناك فوضى دولية، هناك حرب باردة في شتى المجالات السياسية والاقتصادية». وأضاف: «لست أدري ما إذا كانت هناك آفاق للحل السياسي في ظل هذه الظرف، لكن من دون حل سياسي ستستمر حرب الاستنزاف على الشعب السوري، الأمر الذي يشكل خطرا حقيقيا على مستقبل سوريا».
وعن الوضع اللبناني، قال جنبلاط في حديث لمراسل «تاس»: «إن الوفد اللبناني الزائر إلى موسكو تناول خلال المحادثات التي أجراها مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الوضع في لبنان، ولمسنا وجود تطابق في التقويم الإيجابي للوضع في لبنان رغم الفوضى المحيطة بنا، سواء في سوريا أو في العراق أو في ليبيا». وأشار إلى أنّ لافروف قوّم العلاقات اللبنانية – الروسية عاليا، معبرا عن اعتقاده أن الدولة اللبنانية ستشتري لاحقا أسلحة وأعتدة عسكرية من روسيا.

“الشرق الاوسط”