استياء متصاعد من قبل عناصر قوات سوريا الديمقراطية على خلفية القرار الأمريكي بسحب قواتها من شرق الفرات

51

لا تزال تداعيات قرار الرئاسة الأمريكية بسحب قواتها من منطقة شرق الفرات تلقي بظلالها على المنطقة، في ظل التهديدات التركية بعملية عسكرية واسعة في منطقة شرق الفرات، مصادر موثوقة أبلغت المرصد السوري لحقوق الإنسان أن استياءاً كبيراً وواسعاً يسود أوساط مقاتلي وعناصر قوات سوريا الديمقراطية من القرار الأمريكي بسحب قواتها من شرق الفرات، في الوقت ذاته لا تزال القواعد الأمريكية والدوريات التابعة للقوات الأمريكية منتشرة في مدينة تل أبيض بريف الرقة عند ضفاف نهر الفرات الشرقية، وكان نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم أمس الخميس، أن مباحثات تجري في أوساط قيادة قوات سوريا الديمقراطية، أكدتها مصادر موثوقة للمرصد السوري لحقوق الإنسان عن عزم هذه القوات في حال بدء العملية العسكرية التركية، التي يجري التلويح بلها في الشريط الحدودي ما بين نهري دجلة والفرات ومنطقة منبج، سحب جميع مقاتليها من الجبهات مع تنظيم “الدولة الإسلامية”، ونقلهم إلى خطوط المواجهة مع القوات التركية والفصائل المؤتمرة بأمرها، بعد إيقاف العملية العسكرية ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”، عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، والذي لا يزال مؤلفاً من بلدات السوسة والشعفة والباغوز وقرى الشجلة والسفافية والبوبدران والبوخاطر وأبو حسن والمراشدة.

ونشر المرصد السوري يوم أمس الأول الأربعاء الـ 19 من شهر كانون الأول الجاري، أنه حصل على معلومات من عدد من المصادر الموثوقة التي أكدت أن جهات عليا أمريكية أبلغت قيادات رفيعة المستوى من قوات سوريا الديمقراطية، أن القيادة الأمريكية تعتزم سحب قواتها من كامل منطقة شرق الفرات ومنبج، الأمر الذي شكل حالة من الصدمة الكبيرة لدى قيادة قوات قسد، إذ يتناقض مع الواقع حيث وصلت تعزيزات خلال الـ 48 ساعة الأخيرة، إلى منطقة شرق الفرات، من وقود ومعدات عسكرية ولوجستية وآليات، كما أن هناك تعزيزات عسكرية وصلت إلى القواعد العسكرية في منبج وحقل العمر، كما اعتبرت الجهات القيادية الكردية أن انسحاب القوات الأمريكية في حال جرى، هو خنجر في ظهر قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب الكردي، التي سيطرت خلال الأشهر والسنوات الفائتة على أكبر بقعة جغرافية خاضعة لسيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية”، وهي منطقة شرق الفرات مع منطقة منبج، وخيانة لدماء آلاف المقاتلين التي نزفت لقتال تنظيم “الدولة الإسلامية” وخصومهم.

هذا القرار الأمريكي بالانسحاب من شرق الفرات، يأتي بالتزامن مع تصاعد استنفار القوات التركية على الشريط الحدودي بين نهري دجلة والفرات وقرب منبج، ومع قرب انتهاء جيب تنظيم “الدولة الإسلامية” في شرق نهر الفرات، عقب استقدام تعزيزات عسكرية كبيرة من مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية من الشمال السوري ومنطقة منبج ومناطق أخرى من شرق الفرات، كما نشر المرصد السوري قبل ساعات، أن الفصائل المقاتلة والإسلامية المؤتمرة من تركيا، والمنضوية تحت رايتي قوات عملية “غصن الزيتون” و”درع الفرات”، تواصل تحضيراتها واستعدادتها في إطار العملية العسكرية التي تسعى تركيا لتفيذها في منطقة شرق الفرات، على طول الشريط الحدودي بين نهري دجلة والفرات، إذ يستعد الآلاف من مقاتلي الفصائل للمشاركة في العملية تحت راية الأتراك وبأمر منهم، فيما كان المرصد السوري نشر يوم أمس الثلاثاء، أن مصادر موثوقة ومتقاطعة أكدت للمرصد السوري أن حالة من الاستنفار والتحركات العسكرية يشهدها طرف الحدود من الجانب التركي ومن جانب شرق الفرات، وفي التفاصيل التي حصل عليها المرصد السوري فإن استنفاراً تشهده مناطق شرق الفرات من قبل قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب الكردي، بالتزامن مع تحركات عسكرية من الجانب التركي، في ظل التهديدات العسكرية التركية بعملية تستهدف شرق الفرات مدعومة بالفصائل المقاتلة والإسلامية المعارضة المنضوية تحت رايتي قوات عملية “غصن الزيتون” و”درع الفرات”، وتأتي هذه التحركات بعد تحشد عسكري تركي بالإضافة لتجميع قوات سوريا الديمقراطية لقواتها على الشريط الحدودي، تحسباً من أي هجوم مباغت

المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر صباح أمس الثلاثاء، أنه رصد تحليقاً للطائرات التركية في أجواء الشريط الحدودي مع شرق الفرات، وفي التفاصيل التي رصدها المرصد السوري فإن طائرات الاستطلاعة التركية حلقت في سماء القطاع الغربي من ريف عين العرب (كوباني) وصولاً إلى منطقة تل أبيض بريف الرقة، حيث أكدت المصادر الموثوقة للمرصد السوري أن الطائرات حلقت في سماء المنطقة، ودخلت للعمق السوري ضمن منطقة شرق الفرات، وترافق ذلك مع استنفار كبير لقوات سوريا الديمقراطية، وتأتي عمليات الاستطلاع هذه بالتزامن مع التهديدات التركية المستمرة منذ أيام بشن عملية عسكرية في منطقة شرق الفرات، على طول الشريط الحدودي بين نهري دجلة والفرات، ورصد المرصد السوري أمس الاثنين إدخال قوات التحالف الدولي لشحنة معدات عسكرية ولوجستية ووقود إلى قواعدها العسكرية في الشمال السوري ضمن منطقة شرق الفرات، وفي التفاصيل التي حصل عليها المرصد السوري فإن الشاحنات البالغ عددها نحو 150 شاحنة، حملت وقوداً لطائرات التحالف الدولي وعربات الهمر والعربات المتواجدة لدى قوات التحالف الدولي وفي قواعدها العسكرية، إضافة لمعدات عسكرية ولوجستية، ضمن عملية تعزيز تواجدها والاستمرار في إمداد قواتها ضمن هذه القواعد.

كما نشر المرصد السوري مساء الأحد الـ 16 من شهر كانون الأول الجاري، أن القوات الأميركية عمدت إلى تكثيف دورياتها في المنطقة الممتدة على الشريط الحدودي من سلوك إلى منطقة تل أبيض، وفي التفاصيل التي رصدها المرصد السوري فإن القوات الأمريكية تقوم بتسيير دوريات لها بشكل مكثف في المنطقة الممتدة بين رأس العين وسلوك، وبين عين العرب (كوباني) وتل أبيض، وبين سلوك وتل أبيض، وذلك ، ضمن عمليات مراقبة الحدود ومحاولات منع العملية العسكرية من الانطلاق، فيما نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان في الـ 16 من ديسمبر الجاري، أن المحاولات من قبل التحالف الدولي لا تزال مستمرة، لإقناع قوات سوريا الديمقراطية بالموافقة على طلب حكومة إقليم كردستان العراق، والذي أكدت المصادر الموثوقة للمرصد السوري أن تضمن طلب إدخال قوات من البشمركة الكردية التابعة لحكومة إقليم كردستان العراق، وقوات “بشمركة روج آفا”، والتي تتألف من مواطنين أكراد سوريين منشقين عن قوات النظام وآخرين متطوعين، ممن تلقوا تدريبات على يد قوات البشمركة الرئيسية في إقليم كردستان العراق، ويضم انتشار هذه القوات على الحدود بين شمال شرق سوريا وإقليم كردستان العراق، حيث يأتي هذا الطلب بالتزامن مع التهديدات التركية بشن عملية عسكرية واسعة ضد قوات سوريا الديمقراطية في مناطق سيطرتها في شرق نهر الفرات، من شرق الفرات إلى غرب نهر دجلة، فيما رصد المرصد السوري خلال الأيام الفائتة، توجه مئات العناصر من قوات سوريا الديمقراطية إلى منطقة تل أبيض في القطاع الشمالي من ريف الرقة، وإلى منطقة عين العرب (كوباني)، برفقة معدات ثقيلة من دبابات وعربات مدرعة، ضمن التحضيرات التي تجري لصد أي تقدم بري من قبل القوات التركية والفصائل السورية المعارضة الإسلامية والمقاتلة في منطقة شرق الفرات، كذلك علم المرصد السوري أن القوات الامريكية تقوم بدوريات في المنطقة الممتدة على الشريط الحدودي من سلوك إلى منطقة تل أبيض، بشكل يومي، ضمن عمليات مراقبة الحدود ومحاولات منع العملية العسكرية من الانطلاق.