اشتباكات بين جماعات معارضة في إدلب السورية

24

أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» اليوم (الأربعاء)، بأن اشتباكات بين جماعات معارضة اندلعت في محافظة إدلب السورية لتتحول إلى بعض من أعنف المعارك بين الفصائل التي تتمتع بنفوذ في المحافظة الواقعة في شمال غربي سورية.

وقال «المرصد»، إن «هيئة تحرير الشام، وهي تحالف من جماعات إسلامية يضم فرعاً سابقاً لتنظيم القاعدة في سورية، هاجمت مواقع لأحرار الشام، وهي جماعة أكثر اعتدالا متحالفة مع الفصائل التي تشكل التيار الرئيس للمعارضة السورية».

وأضاف أن «الاشتباكات بدأت في وقت متأخر من مساء أمس». وألقى بيان لـ «أحرار الشام» نشر على الانترنت اللوم في اندلاع الاشتباكات على «هيئة تحرير الشام».

واشتبك الجانبان في وقت سابق هذا العام، في قتال طويل بغرض فرض النفوذ على إدلب، وهي معقل تحتفظ به المعارضة على رغم استعادة القوات الحكومية وحلفائها لغالبية أراض غربي سورية.

وذكر المرصد أن القتال امتد اليوم لمناطق في مختلف أرجاء إدلب، منها بلدة سراقب في الشرق، ودانا، وسرمدا في الشمال الشرقي، وباب الهوى قرب الحدود التركية. وأوضح أن مقاتلين عدة واثنين على الأقل من المدنيين قتلوا.

وتهيمن الجماعات الإسلامية بالأساس على محافظة إدلب، لكن لفصائل الجيش السوري الحر وجوداً هناك أيضا. وتشهد المحافظة الواقعة على الحدود مع تركيا منذ فترة طويلة اقتتالاً داخلياً بين الجماعات المتشددة التي تتنافس على بسط النفوذ.

وعلى رغم معارضتها جميعاً لحكم الرئيس السوري بشار الأسد، تشهد الجماعات المعارضة اختلافات فكرية عميقة وتنافساً يتفجر أحياناً في اشتباكات دموية. ويقول معارضون ومنهم «أحرار الشام»، إن «ذلك يشتت الانتباه بعيداً عن القتال ضد الحكومة في دمشق ويضعف المعارضة».

وانحازت «أحرار الشام» لفصائل الجيش السوري الحر في قتال «هيئة تحرير الشام» التي تشكلت في كانون الثاني (يناير) الماضي، بعد اندماج فصائل عدة منها «جبهة النصرة»، الفرع السابق لتنظيم «القاعدة» التي قطعت روابطها بالتنظيم العام الماضي.

وفي سياق متصل، ذكرت وكالات تابعة للأمم المتحدة اليوم أن المنظمة الدولية تأمل في هدوء المعارك ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في سورية بدرجة تكفي لتنفيذ حملة لمكافحة شلل الأطفال اعتبارا من السبت المقبل.

وتسعى «منظمة الصحة العالمية» لاستئصال المرض على مستوى العالم، ولذلك فإن ظهور 27 حالة قرب دير الزور والرقة اللتين يستعر فيهما القتال تمثل انتكاسة محدودة، لكنها مقلقة للمنظمة.

وقالت «منظمة الأمم المتحدة للطفولة» (يونيسيف) في تقرير لها عن وضع شلل الأطفال، إن «الأمم المتحدة على اتصال بكل الأطراف في دير الزور والرقة، فيما يخص وقف إطلاق النار لأيام للسماح بحملة تحصين ضد المرض».

ولم توضح المنظمة ما إذا كانت الأمم المتحدة تقوم باتصالات مباشرة مع مقاتلي «داعش» الذين يتعرضون لهجوم من قوات تدعمها واشنطن في الرقة، ويطوقون القوات الحكومية السورية في دير الزور، ولم توضح أيضا ما إذا كان أي طرف وافق على الالتزام بوقف لإطلاق النار في أي من ميادين القتال. وأعربت وكالات أخرى للأمم المتحدة عن أملها في تنفيذ حملة التحصين.

وقال الناطق باسم «الصحة العالمية» أوليفر روزنباور «ما يحدث عادة في مثل هذه الظروف هو أن يشارك كل الأطراف دون استثناء بشكل أو بآخر». وأضاف «قد يكون هذا من خلال مفاوضات رسمية عبر إحدى الحكومات أو مباشرة مع أحد شركاء الأمم المتحدة مثل منظمة الصحة، أو يونيسف، أو من خلال طرف ثالث، مثل مقدمي الخدمات الصحية، ومنظمات أهلية، وشبكات ومجتمعات محلية وغيرها من الموجودة على الأرض بالفعل، والتي تستطيع المساعدة في توفير بيئة آمنة للعمليات».

ويميل شلل الأطفال للظهور في مناطق الحروب، بسبب ضعف حملات التحصين وما ينجم عن ذلك من ضعف المناعة لدى السكان المحليين، وهو ما يجعل الأطفال عرضة للإصابة.

وأوضح روزنباور أن المنظمة تخطط لتقديم جرعتين من التحصين الأولى في 22 تموز (يوليو) المقبل تقريبا والثانية في آب (أغسطس) المقبل، مشيراً إلى أن التاريخ الدقيق قد يتغير في بعض المناطق بناء على الموقف على الأرض.

وقال «في مناطق صراع أو مناطق تعاني من مشاكل في الوصول للمستهدفين بالتحصين أو تشهد تحركات سكانية واسعة النطاق، تنفذ الحملات عندما تحين الفرصة».

وأوضحت «يونيسيف» أنه منذ بداية العام ظهرت 87 حالة إصابة بشلل الأطفال في محافظة دير الزور، منها 66 في منطقة الميادين، و10 في مدينة دير الزور، و11 حالة في البوكمال، بينما شهدت محافظة الرقة 14 حالة منها ستة في مدينة الرقة، وسبعة في تل أبيض، وواحدة في منطقة الثورة .ومن هذه الحالات تأكدت إصابة 26 في دير الزور وواحدة في الرقة.

وتستهدف أولى جولات التحصين في دير الزور 328 ألف طفل، ينفذها 355 فريقا من منزل لآخر بالقرى المتضررة وفي نقاط ثابتة ببعض المناطق، بينما تستهدف الحملة 120 ألف طفل في الرقة.

المصدر: الحياة