اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري وداعش في ريف حمص

24

خاضت قوات النظام السوري والمسلحون الموالون لها امس اشتباكات عنيفة ضد تنظيم داعش بدعم جوي روسي في وسط البلاد حيث مني داعش قبل يومين بخسارة ميدانية كبرى بعد طردهم من مدينة تدمر الاثرية.
وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان في بريد الكتروني امس عن «اشتباكات عنيفة مستمرة منذ منتصف ليل الاثنين الثلاثاء بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة وتنظيم داعش من جهة اخرى في محيط مدينة القريتين والتلال المحيطة بها في ريف حمص الجنوبي الشرقي، تزامنا مع قصف جوي نفذته طائرات حربية سورية وروسية» على مناطق الاشتباكات.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس امس «تمكنت قوات النظام من السيطرة على كامل منطقة جبال الحزام الأوسط المشرفة على القريتين» اثر عملية عسكرية بداتها صباح امس الاول لطرد داعش منها.
واستقدمت قوات النظام امس، وفق المرصد، تعزيزات عسكرية جديدة الى المنطقة.
ونفذت طائرات حربية روسية وسورية صباح امس ضربات كثيفة على أماكن سيطرة تنظيم داعش في الأطراف الشرقية لمدينة تدمر ومنطقة السخنة في ريف حمص الشرقي، وفق المرصد.
وقال عبد الرحمن ان قوات النظام تواصل تفكيك الالغام والعبوات الناسفة التي تركها تنظيم داعش خلفه في الاحياء السكنية وفي المدينة الاثرية.

وتوجه صباح امس فريق روسي متخصص في نزع الالغام الى سوريا غداة اعلان رئيس هيئة الاركان العامة ان خبراء من قوات الهندسة في الجيش الروسي سيصلون «في الايام المقبلة» الى سوريا للعمل «على نزع الالغام من تدمر».
ونشرت قناة تلفزيونية روسية رسمية شريطا مصورا يظهر توجه خبراء في مجال نزع الالغام، مزودين باجهزة كشف وردارات وكلاب متخصصة، في طائرة نقل عسكرية من قاعدة جوية تبعد نحو ثلاثين كيلومترا عن موسكو، الى تدمر.
واكد وزير الدفاع السوري العماد فهد جاسم الفريج امس ان «اعادة الامن والاستقرار الى مدينة تدمر خطوة اساسية في الانتصار النهائي على الارهاب التكفيري ورعاته وداعميه»، وفق ما نقلت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا).
واجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين امس اتصالا بنظيره الايراني حسن روحاني، وفق بيان عن الكرملين افاد بان الطرفين «ناقشا بالعمق الوضع في سوريا» في ضوء هذا «الحدث البالغ الاهمية» والذي يندرج في «سياق مواصلة مكافحة التنظيمات الاهابية في سوريا».
ومع دخول النزاع السوري عامه السادس ومقتل اكثر من 270 الف شخص، اعلنت منظمة أوكسفام البريطانية غير الحكومية في تقرير امس ان «الدول الغنية اعادت توطين 1,39 بالمئة فقط» من بين ما يقرب من خمسة ملايين لاجئ سوري.
وقالت المنظمة ان هذه النسبة «أدنى بكثير من 10 في المئة من عدد الناس الذين هم بحاجة ماسة إلى مكان آمن». وحضت الدول على «مضاعفة جهودها من أجل تقديم حصتها العادلة من الدعم لمئات الآلاف من اللاجئين» الفارين من سوريا.
وبحسب المنظمة، «تجاوز عدد اللاجئين السوريين 4,8 ملايين يتوزعون على تركيا ولبنان والأردن وغيرها من دول الجوار».
ونشرت المنظمة التي تعمل في المجال الانساني تقريرها قبل انعقاد مؤتمر دولي في 30 آذار الحالي برعاية الأمم المتحدة في جنيف، سيطلب خلاله من الدول توفير أماكن لاستقبال اللاجئين السوريين.
واضافت ان «ثلاث دول فقط هي كندا والمانيا والنروج تجاوزت حصتها العادلة من إعادة التوطين، والتي تحتسب على قدر حجم اقتصاد كل الدولة» بينما «قدمت خمس دول هي استراليا وفنلندا وأيسلندا والسويد ونيوزيلندا، أكثر من نصف حصتها».
من جانب اخر، اعربت باريس امس عن ارتياحها لخروج تنظيم داعش من مدينة تدمر السورية التي كان يسيطر عليها مذكرا بان نظام دمشق «المسؤول الرئيسي عن النزاع».
واعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية رومان نادال خلال المؤتمر صحافي ان «انسحاب داعش من تدمر نبأ ايجابي».
واضاف «ان الانتصارات على داعش يجب الا تنسينا بان النظام المسؤول الرئيسي عن النزاع وعن 270 الف قتيل الذين سقطوا منذ خمس سنوات». وتطالب باريس منذ 2011 برحيل الرئيس بشار الاسد.
وعلى صعيد اخر، عينت الصين اول مبعوث خاص الى سوريا وفق ما اعلنت وزارة الخارجية الصينية امس مع سعي الصين الى تعزيز وجودها الدبلوماسي في منطقة الشرق الاوسط التي تعتمد عليها للتزود بالنفط رغم بقائها لفترة طويلة بمنأى عن النزاعات فيها.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية هونغ لي للصحافيين ان شي شياويان سيكون مبعوث الصين الخاص الى سوريا. وكان شي سفير الصين في ايران واثيوبيا والاتحاد الافريقي.
من جانب اخر، اعتبرت منظمة «ايرورز» غير الحكومية امس ان الغارات الروسية في سوريا اسفرت عن مقتل عدد من المدنيين خلال ثلاثة اشهر مواز لذلك الذي اوقعه التحالف الدولي بقيادة اميركية طوال  اكثر من عام ونصف عام في العراق وسوريا.
وحسب المنظمة التي مقرها لندن، وتقوم بجمع المعلومات المتاحة حول القصف، فان الغارات الروسية قد تكون قتلت  بين «1096 و 1448 مدنيا» من تشرين الاول حتى كانون الاول 2015 خلال 192 عملية قصف.

 

المصدر: