افتتاح مطاعم فاخرة وإغلاق المطاعم الشعبية في حمص.. الطبقة الوسطى تنعدم وتنمو طبقة أثرياء الحـ ـرب

88

محافظة حمص: تسببت الحرب  التي شهدتها معظم المحافظات السورية، بانقسام أبناء المجتمع المدني إلى قسمين، لا ثالث لهما، تجار الحرب الذين استغلوا منعطفات الثورة السورية لمصالحهم الشخصية والذين تمكنوا من بناء امبراطورية على حساب دماء السوريين (طبقة الأغنياء)، والآخرين الذين واكبوا الثورة السورية مع الذين وقفوا على الحياد (طبقة الفقراء).
وما بين الغنى الفاحش والفقر المطبق، انسحقت الطبقة الوسطى من المجتمع السوري الذي بات ما يقارب 90 في المئة من أبناءه تحت خط الفقر.
وأفاد نشطاء المرصد السوري لحقوق الانسان، بأن عشرات العادات التي ألفها أبناء المجتمع السوري بمختلف طبقاتهم الاجتماعية اندثرت خلال الحقبة الماضية، وفي مقدمتها ارتياد المطاعم والنزهات ونشاطات كانوا يلجؤون إليها أرباب الأسر لكسر روتين الحياة اليومية والترويح عن أنفسهم، ليكون البديل الوحيد أمام معظمهم هو التوجه إلى الحدائق العامة مصطحبين معهم ما يلزم من منازلهم.
وتحدثت مصادر خاصة للمرصد بأن مدينة حمص شهدت مؤخراً افتتاح سلسلة مطاعم (أبو شنب) فرعها الأول في المدينة المدمرة بكلفة مالية ضخمة، وتم اختيار موقع “طريق الشام” المتاخم لفندق بسمان وحديقة الصالة الرياضية للإعلان عن بدء تقديم خدماته للراغبين من أبناء الطبقة المخملية.
تجار الحروب والمدعومين والمقربين من السلطة الأمنية ورجال “حزب الله” اللبناني هم الزبائن الأوفر حظا بارتياد مطعم (أبو شنب) والتي تتخطى أسعار وجباته قدرة استيعابها من قبل أبناء المجتمع الحمصي، والذي بات شغلهم الشاغل تأمين لقمة العيش لأطفالهم في ظل انتشار البطالة بشكل غير مسبوق.
سلسلة مطاعم (ديليشز فاست فود) كان لها الصيت الأبرز بين مطاعم مدينة حمص والتي لا يقل ثمن أقل وجبة سريعة بداخلها عن مبلغ 100 ألف ليرة سورية، التي يرتادها أبناء المسؤولين وقادة الميليشيات الذين يصطفون بسياراتهم الفارهة على أبوابه يتفاخرون بمن ينفق المال أكثر من الآخر، والذين تتربصهم أعين المارة الذين لا يجرؤون على الدخول إليها.
على الضفة الأخرى بعيداً عن حياة الرفاهية التي أسست على دماء الشعب السوري وتهجيره من موطنه تقبع شريحة هي الأكبر ممن يبحثون عن لقمة الخبز سواء من خلال العمل الشاق مقابل أجور متدنية، أو حتى من خلال البحث بين القمامة والحاويات كما وصل الحال لبعض الأهالي.
العديد من المطاعم الشعبية أغلقت أبوابها بعدما عزف عن ارتيادها أبناء الطبقة الوسطى التي سحقتها مجريات الحرب في سوريا، وبات عمل من آثر التمسك بمهنته لا يتعدى عملية بيع سندويش الفلافل للمضطرين من أبناء حمص.