الأحزاب الكردية تدعو إلى تفعيل الحوار الكردي – الكردي في سورية

82

أكدت أحزاب سورية كردية، اليوم الإثنين في بيان لها، مضيّها في الحوار الكردي – الكردي حتى نجاحه، وذلك تعقيبا على تصريحات القائد العام لـ”قوات سورية الديمقراطية” (قسد)، التي أكدت على ضرورة استئناف الحوار الكردي، في وقت يشكك الطرف الآخر في جدية التصريحات الجديدة.

وقالت أحزاب “الوحدة الوطنية الكردية”، في بيان لها، إن لنجاح الحوار “دورا مهما في تعزيز الاستقرار في شمال وشرق سورية، ويشكل بذلك منطلقا لحل سياسي لمجمل الأزمة السورية، حيث إن الحوار الكردي – الكردي هو الخطوة الأولى لحوار وطني عام”.

وأضافت: “رغم كل التحديات والعقبات التي واجهتنا خلال هذه الفترة، إلّا أنّ الحوار بين أحزاب الوحدة الوطنية الكردية (PYNK) والمجلس الوطني الكردي في سورية (ENKS) قطع شوطًا واسعًا من التوافقات”. وزعم البيان أنه “بقي القليل للتوصل إلى اتفاق شامل تتمخض عنه مرجعية كردية عليا شاملة تتمتع باستقلالية قرارها السياسي، وتمثل آمال وتطلعات الشعب الكردي وقضيته العادلة في المحافل الوطنية والدولية”، مناشدة “كل القوى الكردية والكردستانية والوطنية والحليفة بذل كل ما من شأنه دعم الحوار الكردي – الكردي”.

في الطرف المقابل، أشار ‏‏‏سكرتير حزب اليسار الديمقراطي الكردي، عضو دائرة الإعلام والاتصال في الائتلاف شلال كدو، خلال حديث مع “العربي الجديد”، إلى أن أي تصريح أو بيان يخدم الحوار الكردي – الكردي، ويصب في مصلحته “مرحب به في الرأي العام الكردي، وسائر من يتمنون النجاح لهذا الحوار”.

وكان القائد العام لـ”قوات سورية الديمقراطية” مظلوم عبدي قد دعا، أمس في تصريحات لوكالة أنباء “هاوار” الكردية، إلى العودة للحوار “نزولاً عند رغبة ومطلب شعبنا الكردي، والشعب السوري عامة”، وفق قوله.

ودعا عبدي “الإخوة في أحزاب الوحدة الوطنية الكردية والإخوة في المجلس الوطني الكردي في سورية إلى التحلي بروح المسؤولية وإبرازها، والعودة إلى طاولة المفاوضات لاستمرار النقاش حول ما تبقى من نقاط خلافية وجها لوجه، وليس من خلال الإعلام”.

أما عن جدية التصريحات التي أطلقها مظلوم أو أحزاب الوحدة، فقال “شلال كدو”، لـ”العربي الجديد”، إنه جرى اختبارها “من قبلنا ومن قبل وسائل الإعلام خلال سنة ماضية وأكثر، وكلها لم تكن جادة”، مبديا أمله بأن تكون هناك خطوات جدية نحو الحوار وليس فقط التصريحات.

أشار ‏‏‏سكرتير حزب اليسار الديمقراطي الكردي، عضو دائرة الإعلام والاتصال في الائتلاف شلال كدو، خلال حديث مع “العربي الجديد”، إلى أن أي تصريح أو بيان يخدم الحوار الكردي – الكردي، ويصب في مصلحته “مرحب به في الرأي العام الكردي، وسائر من يتمنون النجاح لهذا الحوار”

وعن إقحام أطراف أخرى في الحوار الكردي، يرى كدو أن “الخريطة السياسية الكردية في سورية واضحة وطرفي الحوار واضحان، وهذه المبادرة في الأصل جذورها فرنسية تهدف إلى فتح الحوار بين “المجلس الوطني الكردي” وأحزاب “الوحدة الكردية””، مستدركا: “أما إذا رأت “قسد” أو “مسد” أن يتحاوروا مع آخرين، فهذا شأنهم، نحن ملتزمون بالحوار معهم فقط”.

وشدد كدو على أن “الاتحاد الديمقراطي” الذي يقود أحزاب الوحدة كان معطلا طيلة الفترة الماضية، ومنذ بداية الانتخابات الرئاسية الأميركية، زارت وفود عدة المنطقة، وكان موقف الحزب سلبيا، واختلق معارك إعلامية مع المجلس، وقام بممارسات منافية لما تم التوصل إليه في الجولات السابقة، و”نحن نأمل أن يكونوا جديين هذه المرة وأن يعملوا على خلق مناخ ملائم للحوار”.

من جانبه، قال صالح كدو، أحد أبرز المفاوضين في وفد “أحزاب الوحدة الوطنية”: “نحن كأحزاب وحدة وطنية مع استمرار الحوار حتى ينتهي إلى نتائج إيجابية، وندعم موقف تقويته وتفعيله”، مضيفا، في حديث مع “العربي الجديد”: “ما قد تم تداوله أخيرا نشر على موقع المرصد السوري.. نحن لم نقل شيئا من هذا القبيل، وفي ما يخص “جبهة جود”، والتي غدا سيعقد مؤتمرها في دمشق، ليس لدينا أي تواصل معهم، ونحن نتابعهم على وسائل الإعلام لنرى بعد الاجتماع ما النتائج التي سيصلون إليها. نحن كأحزاب وحدة وطنية وكحزب الاتحاد الديمقراطي ليس لدينا أي تواصل معهم حتى الآن”.

وقال: “قابلنا نائب المبعوث الأميركي وأبدينا استعدادنا كأحزاب وحدة وطنية لاستمرار الحوار، وحسمنا الموقف من جهتنا، وننتظر إخوتنا في المجلس الوطني الكردي والجانب الأميركي الذي يرعى الحوار إلى أن يخبرونا متى سيستأنف، لكن لم يتم تحديد أي موعد”.

وتؤكد مصادر كردية، لـ”العربي الجديد”، أن طرفي الحوار الكردي – الكردي لا يمثلان سوى الأحزاب الكردية، ولا يمثلان كافة الأحزاب التي تندرج ضمن مليشيات “قوات سورية الديمقراطية”، فـ”المكونات السريانة أو العربية ليست ممثلة في هذا الحوار”.

وكان الحوار الكردي – الكردي في سورية قد توقف بسبب عمليات التعطيل التي قامت بها أحزاب الوحدة الكردية التي يقودها “حزب الاتحاد الديمقراطي”، الجناح السياسي لمليشيا “وحدات حماية الشعب” الكردية، التي تقود مليشيات “قوات سورية الديمقراطية”.

ولم تنجح المساعي الأميركية حتى اليوم في إعادة طرفي الحوار إلى طاولة المباحثات، ومن غير المستبعد أن يجري الحوار مجددا بين “أحزاب الوحدة الوطنية الكردية” (الاتحاد الديمقراطي وشركاؤه) و”المجلس الوطني الكردي” (المنضوي ضمن الائتلاف السوري المعارض) في وقت لاحق.

المصدر: العربي الجديد