الأسبوع الأول من عملية “نبع السلام”: 300 ألف نازح و71 شهيدا مدنيا.. ومعارك عنيفة على جبهات متعددة وتغيرات عديدة شهدتها المنطقة.. ونحو 360 قتيلا من “قسد” والفصائل والقوات التركية

84

لا تزال منطقة شمال سوريا تشهد تطورات عدة، تزامنا مع إتمام العملية العسكرية التركية المُسماة بـ”نبع السلام” 168 ساعة (7 أيام كاملة)، حيث شهدت الأيام السبعة الماضية عدة تطورات، مع استمرار القصف والمعارك المكثفة بين قوات سوريا الديمقراطية والمجالس العسكرية التابعة لها من جانب والقوات التركية والفصائل الموالية لها من جانب آخر. واستكملت قوات النظام انتشارها على محاور في منطقة “عين عيسى” شمال الرقة، فيما رصد “المرصد السوري” دخول قوات النظام إلى مدينة “منبج” بالريف الشمالي الشرقي لمدينة “حلب”، تزامنا مع استمرار انسحاب قوات التحالف من المدينة. ورصد “المرصد” كذلك انتشار قوات روسية بالقرب من مدينة عين العرب (كوباني)
ورصد “المرصد السوري” انتشار قوات مشتركة من النظام و”قسد” في اللواء 93 بمنطقة عين عيسى شمال مدينة الرقة عند خطوط التماس مع منطقة “درع الفرات”، بعد أكثر من 5 سنوات من طردها على أيدي تنظيم “الدولة الإسلامية”. وعلى صعيد متصل، انتشرت قوات النظام قرب مدينة الطبقة بريف الرقة، بالإضافة لانتشارهم شمال منطقة تل تمر. كذلك، رصد “المرصد السوري” تحركات لقوات النظام ضمن المنطقة الواقعة بين مدينتي الحسكة ورأس العين (سري كانييه)، حيث تتواجد قوات النظام الآن على بعد نحو 6 كلم من الحدود السورية – التركية، ومن المرتقب أن تتقدم أكثر باتجاه منطقة رأس العين. ورصدت مصادر “المرصد السوري” أيضا انسحاب قوات التحالف الدولي من القاعدة العسكرية التابعة له في منطقة “خراب عشك” بريف عين العرب (كوباني) نحو مطار صرين، فيما انتشرت قوات النظام في منطقة “غيبش” بريف تل تمر، كما شوهدت آليات لقوات النظام تتوجه إلى قرى محيطة ببلدة الجرنية بريف الرقة الغربي.
وتشهد جبهات عدة ضمن منطقة شرق الفرات، معارك مستعرة بين القوات التركية والفصائل الموالية لها من جهة، وقوات سوريا الديمقراطية من جهة أخرى، تترافق مع استهدافات وقصف متبادل ومكثف، حيث تمكنت “قسد” من تدمير أكثر من 10 آليات عسكرية تابعة للفصائل الموالية لتركيا في منطقة الجلبية التابعة لعين العرب (كوباني)، بعد استهدافها بالقذائف والصواريخ والرشاشات الثقيلة، كما دارت اشتباكات عنيفة على محوري عالية وأربعين بريف “تل تمر”، أفضت إلى سيطرة “قسد” على القريتين، في حين تواصل القوات التركية والفصائل هجومها العنيف على مدينة “رأس العين” ومحاورها الغربية، بالإضافة لريف مدينة تل أبيض عند الشريط الحدودي، بإسناد بري مكثف وعنيف، حيث واصلت القوات التركية هجومها على “رأس العين” على 3 محاور، وهي الشرقية والغربية ومن جهة الحدود، ترافقت مع قصف مكثف بعشرات الضربات الجوية والبرية، فيما تمكنت الفصائل والقوات التركية من معاودة السيطرة على أجزاء من بلدة “تل حلف”، بالتزامن مع معارك عنيفة استمرت حتى الفجر على محاور مناجير والأربعين وليلان والعامرية والأهراس وتل جمه والعالية، الواقعة في المنطقة الواصلة بين تل تمر ورأس العين. وفي الوقت ذاته، أطلقت قوات سوريا الديمقراطية صباح اليوم، هجوما معاكسا على القوات التركية والفصائل الموالية لها، على محاور غرب بلدة عين عيسى باتجاه منطقة تل أبيض، حيث تدور اشتباكات عنيفة بين الطرفين، تترافق مع قصف مكثفة بشكل متبادل، فيما تمكنت “قسد” من التقدم واستعادة السيطرة على موقعين كانت قد خسرتها لصالح الفصائل خلال الساعات الفائتة.
وتأتي كل تلك التطورات مع اشتباكات عنيفة متواصلة بين القوات التركية والفصائل الموالية لها من جانب وقوات سوريا الديمقراطية والمجالس العسكرية التابعة لها من جانب آخر، على عدة محاور، ما نتج عنها ارتفاع عدد القتلى في صفوف الطرفين، إضافة إلى ارتفاع حصيلة الشهداء المدنيين وتزايد أعداد النازحين. ومنذ انطلاق المعارك، تابع المرصد السوري لحقوق الإنسان التطورات المتسارعة على كل جبهات المعركة، إضافة إلى ما حدث في الداخل السوري من عمليات نزوح أو سقوط شهداء نتيجة القذائف التركية العشوائية التي طالت المدنيين في مختلف أنحاء الشمال السوري.
300 ألف نازح مدني بفعل العمليات التركية.. وعودة المياه إلى “الحسكة” بعد انقطاعها نتيجة القصف التركي 5 أيام
منذ الساعات الأولى لصباح يوم الأربعاء 9 أكتوبر/تشرين الأول، رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان عمليات نزوح للمدنيين من مناطق متفرقة في منطقة شرق الفرات، فرارا من العملية العسكرية التركية على المنطقة. وبحسب إحصاءات “المرصد”، فإن عدد النازحين تجاوز 300 ألف مدني نزحوا من بلداتهم ومدنهم وقراهم، حيث تتواصل حركة نزوح المدنيين من مناطقهم في تل أبيض ورأس العين والدرباسية وعين العرب وعين عيسى ومناطق أخرى شرق الفرات عند الشريط الحدودي مع تركيا، ووفقا لإحصائيات المرصد السوري لحقوق الإنسان، تجاوز عدد النازحين 300 ألف مدني نحو عمق المنطقة، وسط أوضاع إنسانية صعبة تعيشها المنطقة من التصاعد الكبير في أعداد النازحين ووجهتهم. ورصد “المرصد السوري” عودة المياه إلى مدينة الحسكة بعد انقطاعها منذ 5 أيام، كما جرى وصول عشرات الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية إلى المدينة التي تكتظ بالنازحين.
وعلى مدار أسبوع كامل من العملية العسكرية التركية المُسماة بـ”نبع السلام”، سقط 71 شهيدا مدنية ضحية للقذائف العشوائية والقصف والمعارك التي تشنها تركيا على شمال سوريا. ووفقا لما وثَّقه المرصد السوري لحقوق الإنسان، ارتفع عدد الشهداء المدنيين الذين سقطوا منذ انطلاق العملية العسكرية التركية إلى 71 شهيدا، وهم: 21 بينهم طفل ومسؤولة حزبية ومواطنتان جراء استهدافهم بالرصاص وإعدام ميداني من قبل فصائل موالية لتركيا على الأوتستراد جنوب مدينة تل أبيض ومناطق شمال عين عيسى وبلدة سلوك، و19 جراء غارات جوية تركية استهدفت مدينة رأس العين ومحيطها، و7 بينهم اثنين من موظفي الإدارة الذاتية بالقصف البري على محيط تل أبيض، و6 بينهم طفل ومواطنة ورجلان مسنان جراء قصف صاروخي استهدف أحياء البشيرية وقدوربك والزيتونية بمدينة القامشلي، و5 بينهم طفل في القصف على محيط وريف منطقة رأس العين بريف الحسكة، و4 جراء ضربات جوية تركية على قرية الباجية بمنطقة تل أبيض، و3 جراء عمليات قنص على قرى تابعة لتل أبيض، وطفلة في قصف استهدف ريف القحطانية، ورجل جراء استهدافه بقناص القوات التركية في مدينة الدرباسية، ومواطنة برصاص قناص تركي في مدينة القامشلي، ورجل جراء قصف صاروخي تركي على أطراف قرية قصر ديب بريف المالكية. وعلى صعيد استهداف المدنيين، قصف الطيران التركي قافلة الدعم الإنساني بمدينة “رأس العين” التي وصلت من “تل تمر”، والتي كانت تضم صحفيين أجانب ومحليين، ما أسفر عن مقتل 19 شخصا من بينهم 15 مدنيا من ضمنهم مواطنة و2 مراسلين صحفيين محليين، بالإضافة إلى استشهاد 2 في قصف فصائل موالية لتركيا على قرية الفارات شمال مدينة منبج.
51 منطقة في أيدي تركيا.. و”قسد” تستعيد “رأس العين” و”تل حلف”.. وارتفاع حصيلة القتلى بين الطرفين
على مدار 7 أيام، رصد “المرصد السوري” تقدم القوات التركية والفصائل الموالية لها بغطاء جوي وبري مكثف في 51 منطقة على الأقل، هي مدينة تل أبيض، وبلدة سلوك ومزرعة الحمادي وأبو قبر ومزرعة المسيحي وحميدة والمهيدة والدادات واليابسة والمشرفة وتل فندر وبئر عاشق والتروازية ولزكة وحويران والواسطة والغجير وشوكان والخالدية والعريضة والنبهان وأم الجرن وغزيل والحاوي وطبابين والصواوين وجاموس فليو والزيدي والدروبية وعين العروس وتل عنتر والبديع وجاسم العلي في محور تل أبيض، بالإضافة إلى بلدة مبروكة وقرى الكنطري ووضحة وتويجل وعلوك وكشتو وأقصاص وتل خنزير والعزيزية والبالوجة وأبو الصون وحويش الناصر والنعيم والصالحية والليبية وتل البنات وكاجو والمدائن وناح في محور رأس العين. ونجحت قوات سوريا الديمقراطية في استعادة السيطرة على مدينة رأس العين بالكامل، إضافة إلى بلدة “تل حلف”.
وارتفع تعداد القتلى في صفوف قوات سوريا الديمقراطية والمجالس العسكرية وقوى الأمن الداخلي جراء قصف جوي وبري تركي واشتباكات مع القوات التركية والفصائل الموالية لها منذ بدء العملية العسكرية التركية عصر الأربعاء إلى 185، فيما وثق “المرصد السوري” مقتل 3 عناصر من قوات النظام وإصابة آخرين جراء استهداف صاروخي نفذته القوات التركية والفصائل الموالية لها على محاور شمال غرب منبج وشرق بلدة عين عيسى في مواقع انتشار قوات النظام. كما ارتفع تعداد قتلى الفصائل السورية الموالية لـ”أنقرة” وقتلى الخلايا الموالية لتركيا خلال استهدافات واشتباكات مع “قسد” خلال الفترة ذاتها إلى 164 من بينهم 21 من خلايا موالية لـ”أنقرة” قتلوا في اشتباكات مع “قسد”، بالإضافة إلى مقتل 9 جنود أتراك حتى الآن خلال الاشتباكات والاستهدافات، وسط معلومات عن قتلى أتراك آخرين على الحدود التركية السورية، كما أن تعداد الذين قتلوا مرشح للارتفاع لوجود عشرات الجرحى بعضهم في حالات خطرة.
في الوقت ذاته، بات مخيم “عين عيسى” شبه خاليا بعد أن كان شهد توترا وحالة من الفوضى بعد عراك بالأيادي والأسلحة النارية والبيضاء، حيث اندلع العراك بين عوائل من عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” ومدنيين نازحيين، ما أسفر عن مقتل رجل ومواطنة وسقوط جرحى. وأفادت مصادر “المرصد السوري” أن المخيم جرى إخلائه بشكل كامل من النازحين، حيث فر جميع النازحين منه دون معلومات عن وجهتهم حتى اللحظة.