الأسد يحذر إسرائيل ويؤكد مشاركة سوريا مبدئيا في مؤتمر جنيف

33

12029336379148964

حذر الرئيس السوري بشار الأسد إسرائيل من أن سوريا سترد على أي ضربة جوية تقوم بها في المستقبل.

وأضاف في مقابلة مع محطة المنار التلفزيونية أن أسلوب الرد سوف يعتمد على الظروف وتوقيت الضربة، مشيرا إلى أن ثمة “ضغط شعبي” لفتح جبهة عسكرية ضد إسرائيل في مرتفعات الجولان.

وردا على سؤال فيما يتعلق بتسليم روسيا صفقة الصواريخ من طراز S-300 قال الأسد إن روسيا ملتزمة بتنفيذ العقود الموقعة معها، وإن تلك العقود ليست مرتبطة بالأزمة.

وكانت إسرائيل حذرت من أنها تعد وصول الصواريخ الروسية خطرا يهدد أمنها.

وتأتي تصريحات الأسد في وقت تحدث فيه طبيب سوري في بلدة القصير الإستراتيجية، التي باتت ساحة لقتال ضار في الأيام الاخيرة، واصفا رعب العيش في ظل القتال الجاري هناك.

وقال الطبيب لبي بي سي إن ثمة أكثر من 600 من الجرحى عالقين في أحياء يسيطر عليها المعارضون ولا يمكن إدخال المساعدة الطبية إليهم.

وأضاف “إنهم ينتظرون ثلاثة أو أربعة أيام للحصول على ماء الشرب، ولا يشمل ذلك الماء الذي يحتاجونه للاستخدام اليومي لغسل ملابسهم وبقية النشاطات اليومية”.

وأشار إلى أن ثمة نساء وأطفال “يموتون في المعركة من أجل تحقيق سيطرة أكبر على المدينة” التي تقع على بعد 30 كيلومترا في جنوب غرب حمص.

وأوضح أنه رأى جثث “عدد” من مقاتلي ميلشيا حزب الله الشيعية اللبنانية واصفا مشاركتهم في النزاع بأنها تغيير في قواعد اللعبة.

وقد قال الجنرال سليم إدريس، القائد العسكري للجيش السوري الحر، المظلة التي تضم الجماعات السورية المسلحة المعارضة، لبي بي سي الاربعاء إن أكثر من 7 آلاف من مقاتلي حزب الله قد شاركوا في الهجوم على مدينة القصير.

وفي غضون ذلك، تدقق الولايات المتحدة وبريطانيا في تقارير غير مؤكدة عن مقتل امرأة أمريكية ورجل بريطاني في سوريا.

وأعقب ذلك تقريرا بثه التلفزيون السوري الرسمي يظهر جثثا وبطاقات هوية تبدو لأشخاص غربيين قتلتهم القوات الحكومية إثناء قتال مع مسلحين معارضين في شمال غرب محافظة أدلب.

وأعلنت عائلة المرأة لاحقا وفاتها، واسمها نيكول مانسفيلد من بلدة فلينت بولاية ميشيغان وقد تحولت إلى الإسلام وعمرها 33 عاما.

وقال الأسد في حديثة للقناة اللبنانية المقربة من حزب الله “لقد أعلمنا كل الأطراف من الذين إتصلوا بنا بأننا سنرد على أي عدوان إسرائيلي في المرة القادمة”.

واضاف “ثمة ضغط شعبي واضح لفتح جبهة جديدة للمقاومة في الجولان”.

وتحتل إسرائيل مرتفعات الجولان منذ حرب عام 1967، وأعلنت عن إلحاقها بأراضيها عام 1981، الخطوة التي لم تحظ باعتراف المجتمع الدولي.

وقد أصابت قذائف سورية مواقع إسرائيلية في مرتفعات الجولان، على الرغم من أنه ليس واضحا ان كانت تستهدف المسلحين المعارضين في المناطق الحدودية، وقد ردت إسرائيل بإطلاق النار على مصدرها.

معدات عسكرية سورية

أس 300 هي منظومة صواريخ أرض جو قادرة إلى جانب استهدافها الطائرات على استهداف الصواريخ بالستية.

ومازالت سوريا وإسرائيل في حالة حرب رسميا منذ عام 1948 إلا أن الحدود بينهما ظلت هادئة نسبيا السنوات الأخيرة.

وكانت صحيفة لبنانية نقلت الخميس مقتطفات من مقابلة الأسد مع قناة المنار قبل بثها، أشارت فيها إلى قوله أن سوريا قد استلمت أول شحنة من صواريخ أس 300 من روسيا.

الا أن الأسد في المقابلة نفسها لم يقل ذلك بوضوح بل قال “كل ما إتفقنا عليه مع روسيا سيتم تنفيذه، وبعضه تم تنفيذه مؤخرا، ونحن والروس مستمرون في تطبيق هذه العقود”.

وصورايخ أس 300 هي منظومة صواريخ أرض جو قادرة إلى جانب استهدافها الطائرات على استهداف الصواريخ البالستية.

وقبل المقابلة، قال الوزير الإسرائيلي سيلفان شالوم إن إسرائيل “ستتخذ إجراءات” لضمان أن لا تصل هذه الأسلحة المتقدمة إلى جماعات أمثال حزب الله، ولكن ليس ثمة حاجة “لإحداث تصعيد”.

وقال في مقابلة إذاعية” سوريا لديها أسلحة استراتيجية منذ سنوات، بيد أن المشكلات تثار عندما تقع تلك الأسلحة في أياد أخرى يمكن أن تستخدمها ضدنا. في مثل هذه الحالة، سيستوجب علينا القيام بفعل”.

وسبق أن شنت اسرائيل مؤخرا ثلاث غارات جوية في سوريا لوقف ما تقول نقل أسلحة متقدمة إلى حزب الله في لبنان.

وقال الأسد إن سوريا من “حيث المبدأ” ستحضر مؤتمر السلام الذي تدعمه الولايات المتحدة وروسيا اذا لم تكن هناك شروط مسبقة غير مقبولة، لكنه أكد على أن أي اتفاقية يتم التوصل إليها يجب إقرارها في استفتاء شعبي.

بيد أن جماعة المعارضة الرئيسية خارج سوريا قالت إنها لن تنضم إلى المحادثات بينما تتواصل المجازر في سوريا.

وقال رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض بالإنابة جورج صبرا في مؤتمر صحفي في اسطنبول “لن يشارك الائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية في أي مؤتمر أو أي جهود دولية في هذا الاتجاه في ظل غزو ميليشيات إيران وحزب الله للأراضي السورية”.

وكانت المعارضة السورية عقدت مؤتمرا تواصل لأكثر من أسبوع في اسطنبول لانتخاب قيادة جديدة ووضع ستراتيجية لها.

ومن جانبه قال الأسد إنه لن يتفاجأ إذا فشل المؤتمر، وإذا عقد فأنه لن يحدث الكثير من الفرق على الأرض لأن ما سماه “إرهاب” المتمردين سيستمر.

وسيلتقي مسؤولون أمميون وروس وأمريكيون في جنيف الأسبوع المقبل للتحضير للمؤتمر المقترح في يونيو/حزيران.

 

بي بي سي