الأسد يدعو روسيا لإنشاء قاعدة عسكرية أخرى لها في سوريا

28

أعرب وزير الخارجية السوري عن أمله في عودة العلاقات مع مصر إلى طبيعتها، وتحدث عن «تعاون أمني قد يكون مقدمة لتطبيع العلاقات» بين البلدين، بينما علمت «القدس العربي» من مصدر مطلع أن سوريا طالبت روسيا بإنشاء قاعدة عسكرية ثانية في سوريا، سيكون مقرها مدينة جبلة الساحلية لتضاف إلى قاعدة طرطوس البحرية.
وقال المصدر إن دمشق أبلغت موسكو موافقتها على إنشاء القاعدة التي ستكون أكثر تقدما وأهمية من قاعدة طرطوس، وإن الخدمات التي ستؤديها لصالح القوات العسكرية الروسية ولصالح الجيش السوري ستكون أكثر تطورا من خدمات قاعدة طرطوس.
وكان الرئيس السوري بشار الأسد قال في حوار مع قناة روسية في آذار / مارس الماضي إنه بإمكان روسيا بناء قاعدة عسكرية قوية في سوريا، مبينا أن بلاده تنتظر مثل هذا الطلب وأن دمشق ستوافق عليه.
وقال الأسد: «بالنسبة لنا كلما تعزز هذا التواجد في منطقتنا كلما كان أفضل بالنسبة للاستقرار في هذه المنطقة، لأن روسيا تلعب دورا هاما في استقرار العالم».
وتؤكد نية موسكو إنشاء قاعدة عسكرية ثانية لها في سوريا أن روسيا متمسكة وبعمق بتحالفها الاستراتيجي مع دمشق وأنها لن تقبل بسقوط نظام الرئيس الأسد تحت أي ظرف، لأن تحالفها مع سورية مرتبط إلى درجة كبيرة بطبيعة النظام السياسي الحالي الحاكم الذي يشكل امتدادا لمرحلة الرئيس الراحل حافظ الأسد الذي كان أبرز الزعماء المتحالفين مع الاتحاد السوفييتي في منطقة الشرق الأوسط سابقا.
وتعتبر قاعدة طرطوس البحرية القاعدة العسكرية الوحيدة لموسكو على شواطئ البحر المتوسط وهي حسب خبراء، وإن كانت قاعدة غير كبيرة، لكنها تقدم خدمات لوجستة مهمة للقطع البحرية الروسية التي تعبر مياه المتوسط وتشكل بعدا عسكريا متقدما للقدرة العسكرية الروسية، إضافة إلى تقديمها خدمات استطلاعية لوجستية لصالح الجيش السوري.
وقال المعلم في حوار مطول مع صحيفة «الأخبار» المصرية نشرته أمس الخميس: «ليس لدي معلومات عن زيارة مبعوث مصري إلى دمشق، ولكن هذا لا ينفي أن هناك تعاونا أمنيا قد يكون مقدمة لتطبيع العلاقات بين البلدين والتي ليست في حالة طبيعية… ونحن واثقون من أن تطور الأحداث سيؤدي إلى النتيجة التي نتطلع إليها في مصر وسورية في علاقات طبيعية تعيد التاريخ المشترك في التصدي لكل ما يحاك ضد الأمة العربية، ويعيد لمصر دورها الطبيعي والقيادي في المنطقة العربية».
وأشاد المعلم بالجيش المصري، وقال إن «هناك قوى تريد إضعاف الجيش المصري، ونحن على ثقة بأنه لن يضعف وهو حائط الصد ضد كل ما يحاك ضد الأمة العربية من مؤامرات».
وعن تصريحات المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا الأخيرة عن أحداث دوما، قال: «أعتقد أنه يتحول من مبعوث أممي محايد إلى الاعتماد على الدعاية والمعلومات المغلوطة»، مضيفا «لم نسمع له تعليقا على المأساة الانسانية في حلب بعد قطع المياه عنها من قبل الإرهابيين المسلحين لشهور».
وعما إذا كانت زيارته الأخيرة لسلطنة عمان تمثل اختراقا سوريا للموقف الخليجي الموحد من الأزمة، قال: «لقد تلقيت دعوة كريمة من وزير الدولة للشؤون الخارجية يوسف بن علوي فاستجبت لها على الفور، بعد يومين من تلقيها. ومعروف أن سلطنة عمان تمارس السياسة الخارجية بحكمة ولها دور فعال في حل الأزمات في المنطقة العربية وتتعامل بهدوء وحكمة».
وقال إن «الدول العربية تخلت عن سوريا… والعرب هم من غادروا سوريا، فلا يحق لهم أن يطالبوا بإنهاء دور إيران وحزب الله في الأزمة ونحن نقدر عاليا دعمهم لسوريا في محنتها».
وعما يتردد عن حوار إيراني خليجي، قال: «إذا حدث هذا الاجتماع وإذا تم الاتفاق على اجتماعات لاحقة فستكون هناك تأثيرات إيجابية لمثل هذا الحوار».
واعتبر أن «الاتفاق النووي الإيراني نجاح ونصر لصمود إيران وللدبلوماسية الإيرانية التي حافظت على حقوق الشعب الإيراني… وستكون لهذا الاتفاق نتائج إيجابية على الوضع العربي خاصة، وإيران تمد يدها إلى دول مجلس التعاون الخليجي، فعلى الجميع أن يجلس للتفاهم حول أمن الخليج».
وعن «المبادرة» الإيرانية لحل الأزمة السورية، قال: «ذهبت إلى طهران لعدة أسباب منها السؤال عن المبادرة الإيرانية التي نشرت في الإعلام فقيل لي إنه ليس هناك مبادرة واتفقنا على أن هناك ثوابت وأفكارا. ولسنا ضد أي مبادرة إيرانية، وحتى الآن هناك أفكار عرضت علينا أثناء زيارة وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف إلى دمشق، وعندما تتم بلورتها فسيتم عرضها علينا».
وعن نيه تركيا إقامة منطقة عازلة في الأراضي السورية، قال: «نرفض إقامة مثل هذه المنطقة التي تمثل اعتداء على سيادة سورية… الثأر التركي بدأ منذ بداية الأزمة عندما رفضنا مطالب أحمد داود أوغلو لنا بمشاركة الإخوان المسلمين في السلطة، مثلما حدث في مصر، ومنذ ذلك اليوم وهي تناصبنا العداء وأقول لهم إن الإرهاب سيرتد على صانعيه».
جاء ذلك بينما أعلن المكتب الإعلامي لجيش الإسلام الذي يتزعمه زهران علوش امس الخميس اسقاط طائرة ميج حربية نظامية سورية فوق الغوطة الشرقية (في ريف دمشق) اثناء تنفيذها غارات.
وقال المصدر الاعلامي لدى هذا الفصيل السوري العسكري المعارض، في بيان مقتضب: «تم اسقاط الطائرة الحربية بمضادات الطيران أثناء إغارتها على مناطق في الغوطة الشرقية مما أدى لهبوطها فوراً حسب رصد حركة الطيران».
وكان الطيران الحربي ارتكب مجزرة الاسبوع الماضي في منطقة دوما التي تقع في الغوطة الشرقية بريف العاصمة السورية، قتل فيها أكثر من مئة شخص وأصيب 200 بينهم عشرات النساء والأطفال .

المصدر : وكالات