الأكراد يدخلون تل أبيض ويقطعون خط إمداد «داعش»

31

في محاولة لفرض واقع ميداني جديد، ثبتت وحدات حماية الشعب الكردية، مدعومة بفصائل من الجيش السوري الحر وإسناد جوي من الائتلاف الدولي، أقدامها في محافظة الرقة معقل تنظيم «داعش» وعاصمة خلافته، مع تمكنها من التوغل في مدينة تل أبيض ذات الأهمية الاستراتيجية وانتزاع إحدى ضواحيها الرئيسية.

رغم إقدام تنظيم «الدولة الإسلامية» – (داعش) على نسف جسرين استراتيجيين في محاولة فاشلة لوقف تقدمها، واصلت وحدات حماية الشعب الكردية وفصائل من الجيش السوري الحر ودعم جوي كبير من الائتلاف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، تقدمها السريع نحو تل أبيض بمحافظة الرقة مع تمكنها من السيطرة على منطقة ضاحية مشهور تحتاني الواقعة في الامتداد الجنوبي الشرقي للمدينة.
ووفق المرصد السوري لحقوق الإنسان ومسؤول العلاقات العامة في الوحدات الكردية حسين خوجر، اللذين أكدا اجتياز الأرتال العسكرية الموانع المائية بعد تفجير جسر الجلاب الواصل بين تل أبيض وريفها الشرقي وآخر على بعد 300 متر من المدينة، فإن معارك ضارية دارت رحاها في منطقة مشهور فوقاني الواقعة عند المشارف الشرقية لتل أبيض وكذلك على أول حواجزها، في محاولة من الوحدات لاستكمال سيطرتها على المنطقة.
وأسفرت الاشتباكات والقصف الجوي، بحسب المرصد، عن مقتل 11 عنصراً على الأقل من «داعش» جثث معظمهم لدى الوحدات الكردية، التي خسرت 7 مقاتلين ومسعفين أغلبهم في تفجير انتحاري نفذه أحد عناصر التنظيم.
وقال المتحدث باسم “وحدات حماية الشعب” ريدور خليل، إن “الوحدات” سيطرت على طريق الرقة- تل أبيض، وهو طريق الإمداد الرئيسي لـ”داعش” بين تل أبيض والرقة، مضيفاً أن السيطرة على تل أبيض تساعد “وحدات حماية الشعب” على ربط المناطق التي يسيطر عليها الأكراد في الحسكة بكوباني.
توسعّ كردي

ومع إصرارها منذ عام كامل على استعادة هذه المدينة العربية والكردية لحرمان «داعش» من نقطة مهمة لنقل أسلحة وعبور «جهادييه»، وسعت وحدات الحماية مناطق سيطرتها من الريف الشرقي لبلدة تل تمر مروراً بالريف الجنوبي الغربي لمدينة رأس العين (سري كانيه)، وحتى وصولها لمسافة 50 متراً من تل أبيض، وترافق التقدم المتسارع لوحدات الحماية والفصائل مع قصف مكثف من قبل طائرات التحالف الدولي، وحركة نزوح واسعة لمئات العائلات نحو مدينة الرقة والشريط الحدودي مع تركيا، تخوفاً من الاشتباكات التي تشهدها المنطقة بين الطرفين، ومن قصف طائرات الائتلاف المكثف.
نزوح كثيف

ولاحقاً، أعادت السلطات التركية ظهر أمس فتح معبر أقجه قلعة الحدودي أمام آلاف السوريين الهاربين من معارك تل أبيض.
ووفقاً للتقديرات، اجتاز نحو 16 ألف سوري الحدود انطلاقاً من هذا المعبر بسبب المعارك بين وحدات حماية الشعب والتنظيم المتطرف. وصرح نائب رئيس الوزراء نعمان كورتولموش بأنه «إذا وافقت تركيا على موجة جديدة من اللاجئين القادمين من تل ابيض، فهذا يعني أنها يجب أن تكون مستعدة لتدفق ما لا يقل عن 100 ألف شخص»، مضيفاً: «لا نعتقد بوجود أزمة إنسانية حتى الآن في تل أبيض مشابهة لتلك التي شهدناها في كوباني أو مناطق أخرى في سورية».
«جيش الفتح»

إلى ذلك، واصل «جيش الفتح» بقيادة جبهة «النصرة» معركة «فتح من الله» المستمرة منذ 3 أيام في مثلث سهل الغاب الذي يربط ريف جسر الشغور بإدلب بريف حماة الشمالي وريف اللاذقية الشمالي الشرقي والتي تمكن خلالها من فرض سيطرته على مدجنة شجاع.
في المقابل، أرسل النظام السوري نحو 30 سيارة عسكرية تنقل عناصر وذخائر من معامل الدفاع بمدينة حلب إلى سهل الغاب، كما تم استقدام أعداد كبيرة من ميليشيات «حزب الله» والشبيحة واللجان الشعبية أغلبهم يحملون الجنسيتين الأفغانية والإيرانية.
مشاورات جنيف

سياسياً، وفي زيارة تهدف إلى جس نبض النظام واستعداده للذهاب إلى «جنيف 3» بعد الهزائم القاسية التي تلقاها في الشمال والجنوب، وصل مبعوث الأمم المتحدة ستيفان ديميستورا إلى دمشق أمس في زيارة تستمر 3 أيام يتلقي خلالها مع كبار مسؤولي النظام. وأكدت المتحدثة باسم المبعوث الأممي جيسي شاهين في بيان، أن ديميستورا «يعتزم نقل قناعته العميقة إلى المسؤولين السوريين بأنه لا يمكن فرض حل للصراع بالقوة، وأن هناك حاجة ماسة إلى تسوية سياسية شاملة تكون ملكاً لكل السوريين». كما ينوي ديميستورا «التطرق إلى أن مسألة حماية المدنيين والاستخدام غير المقبول للبراميل المتفجرة، واجب لا جدل فيه، لأي حكومة في حماية مواطنيها».
وعلى مدار 3 أيام، استعرضت هيئة ائتلاف المعارضة في ‏إسطنبول‬ نتائج لقاءتها مع ديميستورا وتطبيق بيان جنيف، إضافة إلى استماعها لعرض نائب رئيس الأركان وعدد من قادة الفصائل للتطورات الميدانية والاستراتيجية والإدارة المدنية في المناطق المحررة وأهمها إدلب.
وبعد مناقشة مستفيضة، قررت هيئة الائتلاف تشكيل القيادة العسكرية العليا وتجميد المجلس العسكري، محددة مدة أقصاها شهر لإنهاء عمل اللجنة التي تضم ممثلين من جميع كتل الائتلاف تجري تسميتهم خلال أسبوع واحد من اتخاذ القرار.
(دمشق، إسطنبول- أ ف ب، رويترز، د ب أ، كونا)

 

المصدر: الشعب