الأكراد يسيطرون على مناطق حدودية مع تركيا

39

2171062512

في شمال شرقي سوريا بات المقاتلون الأكراد يسيطرون على عدد من المدن والقرى الحدودية مع تركيا، في خطوة يرى فيها محللون وناشطون نوعا من «التواطؤ» بين النظام وأبرز قوة كردية على الأرض من أجل استدراج المجموعات المسلحة وتوجيه رسالة سياسية إلى أنقرة.

ويؤكد سكان بلدة ديريك في محافظة الحسكة أن القوات النظامية السورية خرجت من منطقتهم سلميا. بعد هذا الخروج، تجمع مئات الأشخاص الثلاثاء قرب مقر أمني تم إخلاؤه ليستمعوا إلى موسيقى كردية ويرفعوا الأعلام الكردية ويستمعوا إلى خطابات بلغتهم الأم التي يطالبون منذ عقود بأن تصبح لغة رسمية ثانية بعد اللغة العربية. وقال عبد الكريم (56 عاما)، الضابط في لجان حماية الشعب الكردي التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي، لوكالة الصحافة الفرنسية «نحن أناس مسالمون، وحاولنا إخراج قوات الأسد بطريقة سلمية». وكان مقاتلون أكراد سيطروا السبت الماضي سلميا أيضا على مدينة عامودا وقبلها على تل تمر والدرباسية التي تضم معبرا حدوديا مع تركيا، بعد مفاوضات وضغوط ومظاهرات شارك فيها الأهالي.

وقد طالبوا القوات النظامية بالانسحاب لتجنيب مناطقهم معارك دامية شبيهة بتلك التي حصلت في مدينة راس العين الحدودية مع تركيا بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين وانتهت بسيطرة المعارضين عليها الجمعة قبل الفائت.

ولا يزال النظام السوري يسيطر على أكبر مدينتين في محافظة الحسكة وهما القامشلي والحسكة. ويضم شمال وشمال شرقي سوريا معظم الأكراد السوريين البالغ عددهم حوالي مليونين. وقال الناشط الحقوقي الكردي المستقل والصحافي مسعود عكو إن «المناطق الكردية خالية أساسا من أي وجود عسكري للقوات النظامية. لا توجد فيها قوات كما كانت الحال في حلب أو حمص أو ريف دمشق، لكن توجد مراكز أمنية».

ويصف عضو حزب الاتحاد الديمقراطي، وهو فرع من حزب العمال الكردستاني التركي، بأنه «قوة الأمر الواقع». إلا أنه يشير إلى أن الأحزاب الكردية «تمكنت من تنظيم مناطقها كمجتمع مدني، فتعاملت مثلا مع أزمتي الغاز والمازوت في محافظة الحسكة لكن لا توجد قوة عسكرية كردية قادرة على استلام المنطقة الكردية ومحافظة الحسكة التي هي ثاني أكبر المحافظات السورية من حيث المساحة». ويضيف أن «تسليم منشآت الدولة لهذا الحزب هو لعبة. لا أقول إن الحزب عميل، لكن هناك توافق ورضا بين الطرفين».

ويكرر عكو «إنها لعبة قذرة من النظام. إنها رسالة إلى تركيا، لأن تركيا تساعد المعارضة السورية».

 

الشرق الاوسط