الاشتباكات تتواصل في مدينة الرقة مترافقة مع ضربات جوية متجددة

28

محافظة الرقة – المرصد السوري لحقوق الإنسان:: نفذت الطائرات الحربية بعد منتصف ليل الاحد- الاثنين عدة غارات على مناطق في مدينة الرقة المعقل الرئيسي لتنظيم “الدولة الإسلامية” في سوريا، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية، في حين تتواصل الاشتباكات بين قوات سوريا الديمقراطية المدعمة بالقوات الخاصة الأمريكية من جانب، وعناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” من جانب آخر، على محاور في محيط مركز المدينة، في محاولة من الأول تحقيق تقدم على حساب التنظيم، وإنهاء وجوده في المدينة، وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر أمس أن مصادر موثوقة أبلغت المرصد السوري لحقوق الإنسان أن تنظيم “الدولة الإسلامية” الذي لم يتبقَّ من عناصر سوى من 300 – 400 مقاتل، في المدينة بعد مقتل المئات من عناصره خلال الأسابيع الفائتة، لم يعد قادراً على الصمود لفترة أطول في مدينة الرقة نتيجة بدء نفاذ مخزونه من المعدات العسكرية والأسلحة والنقص المتزايد في  المواد الغذائيبة المخزنة لدى التنظيم، حيث أكدت مصادر للمرصد أن التنظيم يعمد في بعض حالاته إلى تنفيذ عمليات تسلل إلى مواقع لقوات سوريا الديمقراطية بغية الحول على مياه او طعام، كما أبلغت المصادر المرصد السوري أن ما يؤخر سيطرة قوات عملية “غضب الفرات” على مدينة الرقة، إنما هو كثافة الالغام التي زرعها تنظيم “الدولة الإسلامية”، وتأخر قرار التحالف الدولي بالسيطرة على المدينة، إضافة لوجود آلاف المدنيين المستخدمين كدروع بشرية من قبل التنظيم، وفي حال اتخذت قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي القرار بالسيطرة فإن عملية الرقة الكبرى قد تستكمل خلال الأيام والأسابيع القادمة، وكانت مصادر تحدثت للمرصد السوري عن قيام عناصر من التنظيم بتفجير أنفسهم بأحزمة ناسفة حتى قبيل وصول قوات سوريا الديمقراطية والقوات الخاصة الأمريكية إلى مناطق قريبة منهم، وعزا أهالي السبب إلى الحالة النفسية والضغط الذي عانى منه مواطنون بعد تضييق الخناق عليهم، وعدم وجود مفر لهم للخروج من المدينة، في حين أن قوات سوريا الديمقراطية تحكم سيطرتها على 67.2% من مساحة مدينة الرقة، مقلصة نطاق سيطرة التنظيم لأقل من ثلث المدينة، وبات التنظيم يحكم سيطرته على أحياء الأندلس وشمال سكة القطار والحرية وتشرين والتوسعية في القسم الشمالي من مدينة الرقة، في حين لا يزال تنظيم “الدولة الإسلامية” يسيطر على أحياء أخرى بنسب سيطرة متفاوتة، والتي تشهد اشتباكات بين قوات سوريا الديمقراطية وتنظيم “الدولة الإسلامية”، وهي البريد والنهضة في القسم الغربي من المدينة، وحي الأمين بوسط مدينة الرقة، والروضة والرميلة في شمال شرق مدينة الرقة، في حين سيطرت قوات سوريا الديمقراطية على أحياء السباهية والرومانية وحطين والقادسية واليرموك والكريم بغرب مدينة الرقة، وحيي هشام بن عبد الملك ونزلة شحادة بالقسم الجنوبي من المدينة، والصناعة والمشلب والمدينة القديمة، والبتاني في القسم الشرقي من المدينة، وأحياء الدرعية والمرور والمنصور والثكنة، كما وصلت لأطراف حي الأمين وسيطرت على أجزاء من أحياء الرميلة والروضة والبريد والنهضة، فيما تسبب ازدياد حدة المعارك والهجمات المتعاكسة بين قوات سوريا الديمقراطية المدعمة بالقوات الخاصة الأمريكية من جهة، وعناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” من جهة اخرى، في تصاعد قصف التحالف الدولي الذي وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان جراءه، استشهاد مزيد من المدنيين في مدينة الرقة، حيث ارتفع إلى 1059 بينهم ناشط في المرصد السوري لحقوق الإنسان، و247 طفلاً و176 مواطنة، عدد الشهداء المدنيين الذين وثقهم المرصد السوري في مدينة الرقة وريفها، منذ الـ 5 من حزيران / يونيو الفائت من العام 2017 وحتى اليوم الـ 17 من أيلول / سبتمبر الجاري، والشهداء هم 1043 مدني بينهم ما لا يقل عن 244 طفلاً دون سن الثامنة عشر، و172 مواطنة فوق سن الـ 18، استشهدوا في مدينة الرقة، بالإضافة إلى 16 مدني بينهم 3 أطفال و4 مواطنات استشهدوا في غارات على قرية زور شمر ومنطقة أخرى عند الضفاف الجنوبي لنهر الفرات بريف الرقة الشرقي، كما تسبب القصف الجوي بإصابة مئات المواطنين بجراح متفاوتة الخطورة، وبعضهم تعرض لبتر أطراف ولإعاقات دائمة، بينما لا يزال بعضهم بحالات خطرة، ما قد يرشح عدد الشهداء للارتفاع، كما دمِّرت عشرات المنازل والمرافق الخدمية في المدينة، نتيجة لهذا القصف المكثف، الذي استهدف مدينة الرقة ومحيطها وأطرافها

 

كذلك رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الضربات الجوية لطائرات التحالف الدولي والقصف المكثف على مدينة الرقة وأطرافها، والعمليات العسكرية التي شهدتها المدينة من قصف وتفجيرات واشتباكات مع قوات عملية “غضب الفرات” المؤلفة من قوات سوريا الديمقراطية وقوات النخبة السورية والقوات الخاصة الأمريكية بإسناد من طائرات التحالف الدولي، منذ بدء معركة الرقة الكبرى وحتى اليوم الـ 17 من أيلول / سبتمبر الجاري، تسببت في مقتل ما لا يقل عن 1192 عنصراً من تنظيم “الدولة الإسلامية” بينهم قياديين محليين وقادة مجموعات، ومعلومات مؤكدة عن مقتل عناصر آخرين، إضافة لإصابة العشرات منهم بجراح متفاوتة الخطورة، في حين وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان في الفترة ذاتها، 551  مقاتلاً من قوات عملية “غضب الفرات” من ضمنهم مقاتلان اثنان من قوات النخبة السورية، ومقاتل من قوات الأمن السريانية “السوتورو” و5 مقاتلين من الجنسيات الأمريكية والجورجية والبريطانية والتركية، فيما البقية من مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردي عمادها، ومن مقاتلي قوات مجلس منبج العسكري، ممن قضوا في التفجيرات والقصف والاشتباكات مع تنظيم “الدولة الإسلامية” في مدينة الرقة والضفاف الجنوبية لنهر الفرات، كذلك وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان ما لا يقل عن 134 مدني بينهم 31 طفلاً و7 مواطنات، جراء انفجار ألغام بهم، خلال محاولاتهم الخروج من مناطق سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” في مدينة الرقة، إلى مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، منذ الـ 5 من حزيران / يونيو الفائت وحتى اليوم الـ 17 من أيلول / سبتمبر من العام 2017، إضافة لإصابة العشرات من المدنيين بجراح متفاوتة الخطورة وإعاقات دائمة.