الانخفاض المتواصل لمنسوب نهر الفرات يتسبب بتوقف مزيد من محطات ضخ مياه الري وسط استياء شعبي متصاعد ومطالبة متواصلة لتركيا بإطلاق حصة سورية

47

 

 

 

أفاد نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، من الجزيزة السورية، بخروج عدد كبير من محطات الري عن الخدمة بسبب الانخفاض المستمر لمنسوب مياه نهر الفرات، نتيجة استمرار الجانب التركي بحبس حصة سوريا من مياه نهر الفرات، وسط استياء شعبي متصاعد في الجزيرة السورية، حيال ذلك، في حين لاتزال الكثير من عنفات توليد الطاقة الكهربائية متوقفة عن عملها في سد الطبقة، جراء الانخفاض في منسوب المياه، فضلًا عن جفاف أجزاء منه في عدة مناطق.

 

في 4 أيار/مايو، أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن منسوب نهر الفرات يواصل الانخفاض بشكل حاد في منطقة الجزيرة السورية، وسط مخاوف مستمرة من الأهالي وسكان المنطقة من المخاطر البيئية والخدمية على السكان، حيث انخفضت نسبة المياه في النهر لنحو 5 أمتار للمرة الأولى في تاريخه، في حين يواصل الجانب التركي حجز المياه ضمن السدود، دون وجود أي تعليق على مناشدات المنظمات الحقوقية ومطالبات الأهالي بإطلاق حصة سوريا من مياه نهر الفرات.

 

حيث كانت حصة سورية من المياه القادمة من تركيا كانت 500 متر مكعب من المياه في الثانية، بموجب اتفاقية بين سورية وتركيا عام 1987 بما يخص نهر الفرات، بينما الآن يقتصر الوارد المائي على أقل من 200 متر مكعب في الثانية.

 

ورصد نشطاء في المرصد السوري لحقوق الإنسان، جفاف مساحات واسعة من نهر الفرات، على طول مجرى النهر الممتد من سد الفرات في الطبقة، وصولًا إلى سد المنصورة في الرقة، في محاولة من قِبل الحكومة التركية تعطيش وتعتيم الجزيرة السورية بالمعنى الحقيفي والحرفي، والتضرر الكبير الذي لحق بالأراضي الزراعية، فضلًا عن تضرر مليونين ونصف مليون مستفيد من نهر الفرات، وتوقف عنفات توليد الطاقة الكهربائية، وسط استياء شعبي متواصل ومتصاعد للمطالبة بإطلاق حصة سوريا من مياه نهر الفرات من قِبل الحكومة التركية.

 

وأفاد نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، في 3 من أيار/مايو، من محافظة الرقة، بخروج مضخة مياه معدان عتيق ومضخة غانم العلي شرقي الرقة، ودبسي عفنان غربي الرقة عن الخدمة بسبب الانخفاض المستمر لمنسوب مياه نهر الفرات في ريف الرقة الخاضع لسيطرة قوات النظام، بسبب استمرار الحكومة التركية بإغلاق السدود من جانبها، في حين تأثر التيار الكهرباء في عموم مناطق “الإدارة الذاتية” بسبب توقف عنفات توليد الطاقة الكهربائية عن العمل في محطات سد الطبقة، ووفقًا لنشطاء المرصد السوري، من مدينة الحسكة، فإن التيار الكهربائي مقطوع عن المدينة لليوم الثالث على التوالي، حيث يصل لمدة ساعتين في اليوم فقط، بالإضافة إلى انقطاع التيار الكهربائي عن باقي مناطق “الإدارة الذاتية” لساعات طويلة.

 

المرصد السوري لحقوق الإنسان، ينذر مجددًا بوجود كارثة بيئة تهدد الأمن الغذائي في الجزيرة السورية، بالإضافة إلى الكارثة الإنسانية التي تهدد نحو مليونين ونصف المليون من السكان المستفيدين من نهر الفرات في مناطق متفرقة من الرقة والحسكة ودير الزور وكوباني.

 

المرصد السوري لحقوق الإنسان، نشر في الأول مايو/أيار، مع مواصلة الجانب التركي خفض كمية منسوب مياه نهر الفرات المتدفقة من الأراضي التركية إلى الجانب السوري، ووصوله إلى أدنى مستوياته وما يترتب على ذلك من جفاف في الآبار الجوفية والضرر الكبير الذي لحق بالبيئة والثروة الحيوانية والمزارعين في القرى المحاذية لمجرى النهر، فإن المرصد السوري لحقوق الإنسان يجدد مطالبته للأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية والجهات الدولية الفاعلة بالتدخل والضغط على الحكومة التركية للعودة إلى الاتفاقيات الدولية بخصوص كميات المياه المتفق توريدها للجانب السوري.

 

وكانت “هيئة الطاقة” في ما يعرف بـ “إقليم الفرات”، عمدت إلى رفع ساعات تقنين الكهرباء في مناطقها من عين العرب (كوباني) وصرين بريف حلب إلى عين عيسى وريف تل أبيض بريف الرقة، حيث وصل التقنين إلى قطع 17 إلى 18 ساعة في اليوم مقابل وصولها من 6 إلى 7 ساعات فقط، وبررت ذلك بخفض تركيا لمنسوب ضخ المياه إلى نهر الفرات في الجانب السوري.