الانقطاع المتكرر لمياه محطة “علوك” يتسبب بمأساة كبيرة للمدنيين في الحسكة

32

منذ سيطرة القوات التركية وفصائل “الجيش الوطني” الموالي لها في عام 2019 على مدينة راس العين بريف الحسكة ضمن ما تعرف بمنطقة “نبع السلام”، وضعت يدها على محطة مياه “علوك” التي تغذي مدينة الحسكة التي يسكنها ما يقارب مليون نسمة من أهالي المدينة الأصليين و نازحين  ومهجرين من معظم المحافظات السورية.

وبعد السيطرة على المحطة عمدت القوات التركية والفصائل إلى إيقافها عدة مرات، وقطع المياه عن المدينة، مما أدى الى أزمة خانقة تسببت بكوارث عديدة بين السكان، الذين وفي ظل الوضع الاقتصادي الصعب وتدهور الواقع المعيشي، يقومون بشراء البرميل الواحد من المياه بما يقارب 1000 ليرة سورية، من الصهاريج الذي تنقل المياه للأهالي من آبار المياه القريبة من المدينة، كما وعمل سكان المدينة على حفر آبار منزلية لاستخراج المياه المالحة للاستخدام المنزلي.

وبدورها تعمل “الإدارة الذاتية” على توزيع المياه على الأهالي عبر صهاريج مخصصة، بكمية تقدر بنحو 5 براميل بسعر 2500 ليرة سورية، لكن هذا التوزيع بحسب بعض الأهالي لا يستوعب كافة احياء المدينة و وأيضاً عملت منظمات محلية متواجدة في الحسكة على توزيع براميل كبيرة لاستيعاب المياه.

تقول السيدة ( ز. ي) من حي الصالحية للمرصد السوري لحقوق الإنسان، أن عائلتها مكونة من 9 أفراد، وبعد انقطاع مياه “علوك”، بدأت العائلة تواجه صعوبات كبيرة في جلب المياه، كون العائلة كبيرة والمياه مادة اساسية للحياة.

وتضيف، يخرج أولادي لعملهم وأنا اقوم بسحب المياه من البرميل الذي وضعته إحدى المنظمات في شارع الحي، واستخدم المياه لإعداد الطعام، وباقي مستلزمات المنزل، رغم انتشار مرض “الكوليرا” فشراء المياه من الصهاريج يزيد تدهور حالتنا المعيشية.

وناشدت السيدة عبر المرصد السوري لحقوق الإنسان، بضرورة ضغط المجتمع الدولي على الدولة التركية لحل معضلة المياه، وإبعادها عن الحرب لأنها حالة إنسانية.

بدورها تقول السيدة (ع .خ) من سكان حي العزيزية، للمرصد السوري لحقوق الإنسان، أنها تعبت من هذا الوضع دون وجود أي حلول جذرية، حيث أنها تجبر على ترك أطفالها بمفردهم في المنزل لتذهب إلى مكان خزان المياه في الحي المجاور والذي يسع نحو 70 برميلاً،  لجلب مياه الشرب للمنزل.

وتضيف، قدوم المناسبات والأعياد بات يجلب لها القلق بسبب انقطاع المياه، حيث يصعب عليها تنظيف المنزل، و تزداد حاجة الأطفال إلى الاستحمام و التنظيف.

يجدر بالذكر بأن مدينة الحسكة تقسم وفق نظام تقنين “مديرية المياه” بتوزيع المياه، إلى 5 أقسام، يحصل كل منها على حصته من الضخ مرة كل 10 أيام أو أسبوعين في حالات الضخ الطبيعية.