البغدادي قتل .. البغدادي لم يقتل

24

عادت إلى واجهة الأحداث مجدداً قضية مقتل “أبو بكر البغدادي” زعيم تنظيم “الدولة”، وذلك بعد نشر وسائل إعلام عراقية، خبراً يشير إلى مقتله في محافظة نينوى شمال غرب العراق، وسط تشكيك من وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون”، بينما التزمت روسيا الصمت، خصوصاً أنها أعلنت بدورها مؤخراً عن مقتله إثر غارة جوية في محافظة الرقة السورية، في حين لم يصدر التنظيم أي بيان يؤكد أن ينفي خبر مقتل “الخليفة”.

ونقل موقع “السومرية نيوز” العراقي، عن مصدر في محافظة نينوى، بأن تنظيم “الدولة” (داعش) أقر بمقتل زعيمه أبو بكر البغدادي، في بيان مقتضب وتحدث عن قرب إعلان اسم “خليفته الجديد”.

وأضاف المصدر في محافظة نينوى أن إصدار هذا البيان تم عبر ماكينة التنظيم الإعلامية في مركز قضاء تلعفر، غربي الموصل. 

واستطرد المصدر قائلا: “داعش تحدث في بيانه عن قرب إعلان اسم خليفته الجديد ودعا مسلحيه إلى مواصله ما سماه الثبات في معاقل دولة الخلافة وعدم الانجرار وراء الفتن في تعبير يدل على وجود مشاكل داخلية معقدة تعصف بالتنظيم في الوقت الحالي”.

دخلنا نحن في موقع “أورينت نت” إلى منصات تنظيم “الدولة” الإعلامية، ولا سيما وكالة “أعماق” الناطقة باسمه، وغيرها المنتشرة عبر موقعي “تويتر وفيس بوك”، ولم نرصد أي بيان يؤكد مقتل “البغدادي”.

بدورها، شكّكت وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون”، بصحة الأنباء التي تحدثت اليوم الثلاثاء عن مقتل أبو بكر البغدادي.

ونقلت وسائل إعلام أمريكية عن متحدث من البنتاغون قوله، إنه “ليس هناك معلومات تؤكد نبأ مقتل البغدادي”، بحسب ما ذكر موقع “سكاي نيوز” البريطانية.

وفي حين لم يصدر أي تعقيب من وزارة الدفاع الروسية، تحدث “المرصد السوري لحقوق الإنسان” الذي يديره السوري “رامي عبد الرحمن” من لندن،  أن لديه “معلومات مؤكدة” تفيد بمقتل زعيم تنظيم “الدولة”، دون أي تفاصيل أخرى.

وكانت الخارجية الروسية قد أكدت قبل نحو أسبوع، بأنها على “ثقة عالية” بأن زعيم تنظيم الدولة “أبو بكر البغدادي” قد قتل في غارة استهدفت قيادات التنظيم قبل نحو شهر بمدينة الرقة.

وتأتي هذه التطورات، بعيد إعلان رئيس وزراء حكومة بغداد “حيدر العبادي” رسمياً استعادة مدينة الموصل من تنظيم الدولة، ما يمثل أكبر هزيمة للتنظيم منذ إعلانه قيام ما سماها دولة الخلافة قبل ثلاث سنوات.

وفي 17 تشرين الأول الماضي، بدأت قوات حكومة بغداد مدعومة بميليشيات الحشد الشيعية وقوات إقليم كردستان العراق المعروفة باسم البشمركة، حملة عسكرية ضخمة للسيطرة على الموصل بدعم من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، وذلك بحجة طرد تنظيم “الدولة”.

ومنذ سنة 2014، أصدرت روسيا والولايات المتحدة ونظام الأسد وحكومة بغداد، مراراً وتكراراً أنباء عن مقتل “البغدادي”، في حين يبقى تنظيم الدولة الطرف الوحيد القادر على تأكيد هذه المعلومة. 

المصدر: اورينت