البكاء من أجل «داعش»!

16

1256531405_270_013916182147608

مرة أخرى، من كانوا ضد الاعتدال والاستقرار في الماضي، ما زالوا ضده في الحاضر، وفي كل آن، خاصة إذا كانت السعودية ومصر في الطرف الذي يسعى لتكريس الاستقرار، وتعزيز الشرعية الدولية.

ثمة تحالف دولي يزمع تشييده ضد جماعة «داعش»، بحماسة أميركية، واستضافة وتبنٍ سعودي، وشراكة مصر ودول الخليج والعراق والأردن وتركيا، حتى ولو على خجل بالنسبة للأخيرة.

فور اتضاح معالم هذا التحالف، وجديته، بادرت إيران، وأتباعها، وجماعة الإخوان، وأتباعهم، من ظرفاء اليسار والقوميين ومحدثي النشاط السياسي، للهجوم على هذا التحالف، والتشكيك فيه. جماعة الإخوان المسلمين السورية كما جاء في الأخبار وفي موقع الجماعة الرسمي رفضت هذه العملية العسكرية الدولية ضد تنظيم «داعش»، لأنه يجب أن تكون الرصاصة الأولى «في رأس الأسد»، على حد تعبير الجماعة.

رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني، في تصريحات لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية، انتقد ما سماه تشكيل أميركا تحالفا يضم العديد من الدول لمحاربة «داعش»، قائلا «أميركا تلجأ لتشكيل ائتلاف، كما عملت سابقا على تشكيل ائتلاف ضد إيران، وتعمل اليوم على تشكيل نفس الائتلاف ضد سوريا». يعني أن إيران ترى أن الهجوم على «داعش» يشبه الهجوم عليها وعلى بشار الأسد.

قوى «8 آذار» اللبنانية الدائرة في فلك إيران وبشار قالت، كما جاء في صحيفة «الجمهورية» اللبنانية، إنه «لا ثقة لها في التحالف الإقليمي الدولي لمكافحة (داعش)». وبررت تشكيكها هذا بدليل حديث أعضاء التحالف المتكرر عن أن «الرئيس بشار الأسد فقد شرعيته».

لاحظ هذا التضافر الهجين: إيران، جماعة الإخوان، «حزب الله» وحركة أمل وتيار عون في لبنان، وبقايا اليسار والقوميين طبعا، كلهم ضد فكرة تحالف دولي لحرب «داعش»، ومعهم نجوم السروريين والقاعديين و«الإخوان» في السعودية ودول الخليج!

السعودية هي رمانة الميزان في هذا التحالف، وهي استضافته في جدة، واحتضنته سياسيا وماليا، وقالت عدة مصادر أميركية وغربية إن دور السعودية أساسي وجوهري في هذا التحالف. المهم أن أميركا أوباما استيقظت بعد غفوة وعناد، وها هم مخضرمو السياسة الأميركية ينتقدون جهل أو تجاهل الرئيس أوباما في منطقتنا.

هنري كيسنجر، شيخ السياسة الأميركية، تحدث لصحيفة «صنداي تايمز» البريطانية عن سذاجة السياسة الأوبامية في منطقة الشرق الأوسط، مقررا أن «أوباما لم يفهم كل التيارات التي يجب التعامل معها»، محذرا في الوقت نفسه، كما في مقابلة مع الإذاعة العامة الوطنية الأميركية، من «خطورة الحزام الشيعي الممتد من طهران إلى بغداد وبيروت باعتباره خطرا يفوق مخاطر تهديدات (داعش)».

نائب الرئيس الأميركي الأسبق ديك تشيني، في مقابلة كاشفة مع جريدة «الشرق الأوسط»، قال في معرض النقد لسياسة أوباما الشرق أوسطية «من وجهة نظري، جماعة الإخوان المسلمين جزء من المشكلة، ولمست شكوكا لدى أصدقائي في المنطقة حول مدى إدراك الرئيس أوباما وأركان إدارته خطورة جماعة الإخوان المسلمين».

هؤلاء الناقمون في كل عام يفتنون مرة أو مرتين!