البندقية في سورية تضل طريقها

23

3608813012qpt999

اتهام الجيش السوري الحر تنظيم ‘دولة الشام والعراق الاسلامية’ بقتل القائد الميداني للجيش الحر كمال حمامي، واعتبار مقتله اعلانا للحرب، ينذر بتصعيد كبير للفوضى في صفوف المعارضة السورية، وباستمرار حرب الاغتيالات والمعارك الدامية، وهو دليل على انحراف البوصلة في تحديد من هو العدو.
وكانت وسائل الاعلام الغربية ركزت خلال الايام الماضية على تزايد المناطق التي تسيطر عليها جماعات مرتبطة بتنظيم ‘القاعدة’، خاصة تنظيم ‘دولة الشام والعراق الاسلامية’. وكان واضحا ان الجبهات المرتبطة بتنظيم ‘القاعدة’ لم تعان من اي نقص لا بالمال ولا بالعتاد، واستطاعت بقدرة المد العسكري ان تنفرد بمناطق صغيرة تقيم عليها امارات اسلامية، تفرض فيها قوانين الشريعة الاسلامية.
ظاهرة تعزيز وجود تنظيم ‘القاعدة’ في سورية ادت بلجنة الكونغرس الامريكي ولجنة الامن والاستخبارات في البرلمان البريطاني الى طلب اعادة النظر بتسليح المعارضة السورية خوفا من وصول هذه الاسلحة لتنظيم ‘القاعدة’ كما اعربت عن مخاوفها من خطر استغلال تنظيم ‘القاعدة’ للفوضى في سورية والتخطيط مستقبلا لهجمات على اهداف بالغرب، خاصة بعد انضمام العديد من الجهاديين من دول اوروبية الى الثورة السورية.
المخاوف في بريطانيا وامريكا وصلت لحد التحذير من امكانية وصول اسلحة كيماوية يملكها النظام لايدي الجهاديين، وتزامن ذلك مع اتهام روسيا للمعارضة باستخدام غاز السارين، علما ان معظم اجهزة الاستخبارات الغربية المتابعة للتطورات في سورية اكدت عدم وجود ادلة على ذلك.
ان اطالة امد الحرب وشح الموارد اديا الى تشظي المعارضة في ما كان هناك من يستعد لاستغلالها سواء تنظيم ‘القاعدة’ او دول واجهزة امنية. كما ادى تأخر وتلكؤ الدول الغربية في دعم الجيش السوري الحر الى تعزيز قوة تنظيم ‘دولة الشام والعراق الاسلامية’ في مناطق مقاتلي المعارضة الاخرى بما في ذلك مناطق جبهة النصرة، مما يعني ان قوات المعارضة المسلحة ستواجه القوات السورية وحلفاءها، وفي نفس الوقت ستقاتل التنظيمات الاسلامية المتشددة التي تتطلع لموطئ قدم يقربها ويساعدها على استكمال حربها مع الغرب.
هذه التطورات ستجعل من الصعوبة على المعارضة كسب ثقة الغرب، وما هو خطير في الجدل الدائر حاليا ان الدول الغربية تبحث عن اعذار وصيغ لاعادة الاعتماد على النظام السوري، باعتباره القوة الوحيدة الموجودة والمتماسكة بغرض مواجهته المجموعات المتطرفة.
وهذا يعني ان الدول الغربية قد تكون في مؤتمر جنيف 2 متساهلة في مسألة نقل السلطة والتنازل عن طلب تنحي الرئيس بشار الاسد.
للاسف كل هذه التطورات تعني ان امد الحرب سيطول، وان اعداد الضحايا ستتضاعف، والمؤسف اكثر انه وامام هذه التحديات، نجد الانقسامات والخلافات لم تعد بين الفصائل والجهات المتباعدة فقط، بل نجدها داخل الفصيل الواحد.