التحالف الدولي يعزز مواقعه في الجنوب السوري

22

أعلن متحدث عسكري اميركي أمس ان التحالف الدولي ضد تنظيم داعش عزز مواقعه في التنف السورية في مواجهة «تهديد» القوات الموالية للدولة السورية الموجودة على مقربة من المدينة المذكورة. وتقع التنف على طريق دمشق بغداد على الحدود مع العراق وعلى مسافة غير بعيدة من الحدود الاردنية. وبداية ايار، افاد البنتاغون ان قوات موالية للحكومة السورية تدعمها ايران بدأت تنتشر على مقربة من التنف. وفي 18 ايار، اوقفت مقاتلات أميركية تقدم هذه القوات نحو التنف عبر قصف قافلة كانت تقترب من المدينة ما اسفر عن مقتل ثمانية اشخاص بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال الكولونيل راين ديلون متحدثا باسم التحالف في مؤتمر عبر الدائرة المغلقة من بغداد انه منذ هذا الهجوم، «كثفنا وجودنا في التنف»، مضيفا «نحن مستعدون لاي نوع من التهديد تشكله القوات الموالية للنظام» السوري. واوضح ان نحو مئتي جندي من التحالف والقوات المحلية موجودة حاليا في التنف. وتابع «لدينا ايضا تغطية (جوية) دائمة» فوق المنطقة. ويقول البنتاغون ان القوات الموالية للنظام الموجودة في المنطقة مزودة دبابات هجومية ومدفعية لكنه يرفض الادلاء بتفاصيل اضافية. ولا يزال القسم الاكبر من هذه القوات خارج المنطقة التي أقامها التحالف والتي يعتبر اي تسلل اليها مصدر خطر. لكن مجموعة صغيرة لا تزال داخل المنطقة المذكورة التي تمتد 55 كلم حول التنف، بحسب الكولونيل ديلون.
إلى ذلك، قتل 19 شخصا على الاقل، غالبيتهم من المقاتلين، أمس في تفجير قنبلة وقصف نفذته القوات السورية على مواقع المقاتلين في شمال غرب محافظة درعا، جنوب سوريا، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان قنبلة زرعتها القوات الحكومية بجانب الطريق انفجرت لدى مرور سيارات تابعة لفصائل مقاتلة وتبع ذلك قصف على الطريق الذي يصل بين بلدتي كفرشمس وعقربا في الريف الشمالي الغربي لدرعا. وقال إن 13 من القتلى ينتمون إلى الفصائل المقاتلة وثلاثة آخرون على الأقل مدنيون، فيما لم تعرف هويات القتلى الباقين. وأصيب كذلك أكثر من 12 شخصا بجروح.

من جهة ثانية، حذرت منظمة أطباء بلا حدود غير الحكومية أمس في باريس من تسارع نزوح المدنيين من الرقة معقل داعش في شمال سوريا مع وصول نحو 800  شخص يوميا الى مخيم عين عيسى للاجئين على بعد 30 كلم شمال الرقة. واوضحت ناتالي روبرتس من خلية الطوارئ في المنظمة لصحافيين «يصل 800 شخص كل يوم الى المخيم» مؤكدة أن الوضع صعب بسبب قلة الوسائل الانسانية. في الاسابيع الاخيرة، وصل نحو 10 الاف شخص الى المخيم الذي تشرف اليه قوات سوريا الديموقراطية وهو تحالف كردي عربي يدعمه التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة. وتابعت روبرتس «الناس يظلون عالقين داخل المخيم لان اجراءات المراقبة والتسجيل تستغرق وقتا»، مشيرة الى ظروف الحياة الصعبة بسبب الحرارة ونقص المياه والخيم.
يشار الى ان الامم المتحدة غير حاضرة في عين عيسى. وأضافت روبرتس «يقول الناس فيما بينهم ان الوقت حان للفرار من الرقة بما ان الجبهة تقترب منها. لكن الخروج من المدينة معقد ولا بد من دفع أموال للمهربين بالإضافة الى مشكلة الالغام الكبيرة». في اواسط أيار، قدر رئيس لجنة المخيم جلال العيّاف عدد النازحين باكثر من 20 الف شخص. وبدأت قوات سوريا الديموقراطية منذ تشرين الثاني هجوماً واسعاً بدعم من التحالف الدولي لطرد داعش من معقلهم في الرقة وتمكنت من التقدم على جبهات عدة وقطع طرق امداد رئيسية للتنظيم. وباتت قوات سوريا الديموقراطية على بعد ثلاثة كيلومترات من الرقة من الشرق وأربعة كلم من الشمال.
من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية مقتل أكثر من 80 مسلحا من تنظيم «داعش»، وتدمير 36 سيارة و8 صهاريج و17 سيارة «بيك آب» مزودة برشاشات، أثناء محاولتهم الخروج من الرقة، ليل 30 أيار. وقالت الوزارة، في بيان أمس إن الضربات وُجهت إلى الأهداف بعد اكتشافها وتحديدها من قبل الطيران الروسي. وأكد البيان أن «قيادة مجموعة القوات الروسية، العاملة على أراضي الجمهورية العربية السورية، مستمرة في اتخاذ الإجراءات الضرورية للحيلولة دون خروج فصائل داعش من الرقة نحو محافظتي حمص وحماة».
وأوضحت الوزارة أن القوات الجوية الروسية أحبطت محاولتين لخروج مسلحي تنظيم «داعش» الإرهابي من مدينة الرقة خلال أسبوع، مشيرة إلى أن القوات الجوية الفضائية الروسية تمكنت من تدمير قافلة، كانت متجهة من الرقة إلى تدمر يوم 25 أيار. وأشارت الوزارة إلى أن مسلحي «داعش» يعبرون نهر الفرات ويخرجون من الرقة، على الرغم من أنهم مطوقون من قبل «قوات سوريا الديمقراطية» وقوات أمريكية وفرنسية وبريطانية خاصة. وأكدت وزارة الدفاع الروسية، أن أي محاولة لخروج مسلحي داعش من الرقة باتجاه تدمر سيتم التصدي لها بقوة.
إلى ذلك، أفاد المكتب الصحفي التابع لأسطول البحر الأسود الروسي بأن عدد السفن الحربية الروسية الناشطة في البحر الأبيض المتوسط ازداد إلى 15 سفينة عسكرية. وكانت قيادة الأسطول البحري الروسي أعلنت في وقت سابق أن المجموعة العملياتية الدائمة للأسطول الروسي في المتوسط تضم نحو 10 سفن وقطع بحرية، منها الفرقاطتان «الأميرال غريغوروفيتش» و»الأميرال إيسين» المزودتان بصواريخ «كاليبر» المجنحة، كما انضمت إلى المجموعة مؤخرا الغواصة «كراسنودار» المزودة بصواريخ «كاليبر» أيضا.

المصدر: الدستور