التحالف الدولي يقتل عشرين مدنيا سوريا خلال 24 ساعة

16

قتل عشرون مدنيا على الأقل بينهم ستة أطفال في الساعات الـ24 الأخيرة جراء غارات للتحالف الدولي بقيادة واشنطن على مناطق تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في شرق سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الثلاثاء.

في شمال غرب سوريا، قتل عشرة مدنيين أيضاً بينهم تسعة أطفال الثلاثاء جراء غارات قال المرصد أن طائرات يرجح أنها روسية نفذتها على بلدة تحت سيطرة فصائل مقاتلة وإسلامية.

وأحصى المرصد مقتل “13 مدنيا بينهم خمسة أطفال ليل الاثنين جراء غارات للتحالف الدولي على مدينة البوكمال الواقعة على الحدود السورية العراقية” في الريف الشرقي لدير الزور. وتسبب القصف أيضا “بمقتل ثلاثة عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية من الجنسية العراقية”، بحسب المرصد.

وشنت طائرات التحالف غارات على مناطق أخرى الاثنين استهدفت إحداها قرية الحسينية في الريف الغربي لدير الزور، وتسببت بمقتل “سبعة مدنيين بينهم طفل” وفق المرصد.

ويسيطر تنظيم الدولة الإسلامية منذ العام 2014 على كامل محافظة دير الزور النفطية باستثناء أجزاء من المدينة، مركز المحافظة، والمطار العسكري بقربها.

ويشن التحالف الدولي منذ صيف العام 2014 غارات تستهدف الجهاديين في سوريا وكذلك في العراق المجاور.

وغالبا ما ينفي التحالف استهدافه مدنيين في البلدين، لكنه أقر الشهر الماضي بمقتل 220 مدنيا على الأقل منذ بدء غاراته فيهما. إلا أن المراقبين يؤكدون أن الحصيلة أعلى من ذلك بكثير.

على جبهة أخرى، أحصى المرصد مقتل “عشرة مدنيين هم امرأة مسنة وتسعة أطفال جراء ضربات يرجح أن طائرات روسية نفذتها فجر الثلاثاء على بلدة معرة حرمة” الواقعة في ريف ادلب الجنوبي.

ويسيطر ائتلاف فصائل مقاتلة وإسلامية أبرزها جبهة فتح الشام (النصرة سابقاً) على كامل محافظة ادلب.

وتنفذ موسكو، ابرز حلفاء دمشق، منذ أيلول/سبتمبر 2015 ضربات جوية مساندة لقوات النظام في سوريا، تستهدف تنظيم الدولة الإسلامية ومجموعات أخرى.

هيومن رايتس تدين التحالف

وفي الأثناء اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش الثلاثاء التحالف الدولي بقيادة أميركية بعدم اتخاذ “الاحتياطات اللازمة” لتجنب مقتل عشرات المدنيين خلال غارة نفذتها في مارس آذار واستهدفت مسجداً في شمال سوريا خلال تجمع المصلين داخله.

وقالت المنظمة الحقوقية في تقرير أصدرته حول الغارة التي استهدفت في 16 مارس/آذار الماضي مسجد عمر بن الخطاب في قرية الجينة في محافظة حلب “إن القوات الأميركية، على ما يبدو، لم تتخذ الاحتياطات اللازمة لتجنب وقوع إصابات بين المدنيين”.

وقتل 49 شخصا معظمهم مدنيون، كما أصيب أكثر من مئة آخرين بجروح، وفق حصيلة للمرصد السوري لحقوق الإنسان جراء الغارات على قرية الجينة، التي تسيطر عليها فصائل معارضة وإسلامية.

واعتبرت المنظمة في تقريرها المستند إلى مقابلات هاتفية مع 14 شخصا “مطلعين مباشرة على الهجوم” وأبحاث صادرة عن منظمات متخصصة في مجال تحليل الصور، أن “تصريحات السلطات العسكرية الأميركية بعد الهجوم تشير إلى عدم معرفتها أن المبنى المستهدف كان مسجداً، وأن الصلاة كانت على وشك البدء فيه، وأنه كانت هناك محاضرة دينية وقت الهجوم”.

وأوضحت أنها “لم تجد أدلة تدعم الادعاء بأن أعضاء تنظيم القاعدة أو أي جماعة مسلحة أخرى كانوا مجتمعين في المسجد”.

نفى البنتاغون اثر تنفيذ الغارة استهداف مسجد، موضحا أن القصف استهدف “اجتماعا لكبار المسؤولين الإرهابيين من القاعدة”. لكن بعد التقارير والشهادات عن مقتل مدنيين أعلن عن بدء “تقييم مصداقية” هذه التقارير.

وقال نائب مدير برنامج الطوارئ في المنظمة أولي سولفانغ في التقرير “يبدو أن الولايات المتحدة أساءت فهم عدة أمور بشكل فادح في هذا الهجوم فدفع عشرات المدنيين الثمن”. واعتبر أن عليها “معرفة الأخطاء التي حدثت، والقيام بما يتوجب فعله قبل شنها الغارات، وضمان عدم تكرار ذلك”، مطالبا إياها بـ”الإعلان عن النتائج التفصيلية للتحقيقات.. ومحاسبة المسؤولين عن الهجوم”.

وبحسب المنظمة، “اعترف المسؤولون الأميركيون بوجود مسجد قريب، لكنهم زعموا أن المبنى المستهدف كان قاعة اجتماعات مبنية جزئيا”.

وأوضحت في تقريرها انه “ليس في المسجد مئذنة أو قبة، لكن كان من المفترض أن تظهر المراقبة الجوية تجمع الناس فيه” مشددة على أن “قصف مسجد قبل الصلاة مباشرة ثم مهاجمة من يحاولون الفرار دون معرفة إن كانوا مدنيين أو مقاتلين قد يشكل هجوما غير متناسب أو عشوائيا”.

وشددت على أن “الهجمات العشوائية أو غير المتناسبة، كما عدم اتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة لتقليل الوفيات بين المدنيين، تنتهك قوانين الحرب.

وتشهد سوريا نزاعاً دامياً تسبب منذ منتصف آذار/مارس 2011 بمقتل أكثر من 320 ألف شخص وبدمار هائل في البنى التحتية ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

المصدر: ميدل ايست اونلاين