التحالف يدرب شرطةً لإدارة الرقة بعد طرد «داعش»

25

قال مسؤولان كرديان الجمعة إن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم «داعش» يساعد في تدريب قوة للشرطة من أجل مدينة الرقة السورية استعداداً لاستعادتها من قبضة المتشددين.

وأضاف المسؤولان أن الجناح السياسي لـ «قوات سورية الديموقراطية»، وهو تحالف يضم مسلحين أكراداً وعرباً، لديه خطط متقدمة لتشكيل مجلس مدني لقيادة المدينة بمجرد السيطرة عليها. وسيتألف المجلس بالأساس من عرب بما يتسق مع الطبيعة السكانية للرقة لكنه سيضم أيضاً أكراداً وعناصر من مجموعات عرقية أخرى.

ويمثل مدى النفوذ الكردي في الإدارة المستقبلية للمدينة قضية حساسة بالنسبة إلى السكان ولتركيا عضو حلف شمال الأطلسي (ناتو) التي تقاتل مسلحين أكراداً على أراضيها منذ ثلاثة عقود وتخشى من تنامي الهيمنة الكردية عبر الحدود في شمال سورية.

وتقول الولايات المتحدة التي تدعم «قوات سورية» إن قراراً نهائياً لم يتخذ بعد في شأن كيفية وتوقيت السيطرة على الرقة وهي المعقل الأساسي لـ «داعش» في سورية. لكن حملة «قوات سورية الديموقراطية» قرب المدينة مستمرة بخطى سريعة وتشير الخطط لإقامة حكم مدني هناك إلى أنها عازمة على السيطرة على الرقة بغض النظر عن ذلك.

ورفض الجيش الأميركي التعليق على أي أنشطة تدريب محددة لقوات شرطة، لكن مسؤولاً أميركياً واحداً قال إن الولايات المتحدة تعتقد أن أياً كان من يوفر الأمن الداخلي يجب أن يعكس المكونات العرقية للسكان.

وقال عواس علي وهو مسؤول كردي من محافظة الرقة إن مجلس المدينة الذي سيصبح هو عضواً فيه سيتم الإعلان عنه في نيسان (أبريل). وسيضم شيوخاً من عشائر محلية وأشخاصاً يعيشون في الوقت الراهن في المدينة سيتم تحديدهم عندما يكون من الآمن فعل ذلك.

وتشكيل حكومة محلية موالية لـ «قوات سورية الديموقراطية» في الرقة سيوسع من نطاق النفوذ الكردي في شمال سورية بما يماثل ترتيبات للحكم نفذت في مدينة منبج بعد السيطرة عليها العام الماضي. وقال علي إن مئات الأفراد يتلقون تدريباً بالفعل في عين عيسى شمالي الرقة للانضمام لقوة شرطة المدينة التي وصفها بأنها قوة مدنية بحتة من دون أي دور شبه عسكري. ويتم التدريب بمساعدة قوات أمن موالية لـ «قوات سورية الديموقراطية» من منبج ومناطق أخرى في شمال سورية وبمساعدة التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.

وقال علي من مدينة كوباني الخاضعة لسيطرة الأكراد إن إدارة للأمن الداخلي ستكون موجودة في الرقة وإن هناك أفراداً من التحالف الدولي يشرفون على التدريب.

وأكدت إلهام أحمد وهي سياسية كردية بارزة في تصريحات منفصلة وجود عمليات تدريب للشرطة في عين عيسى. وقالت، وهي أيضاً رئيسة مشاركة لـ «مجلس سورية الديموقراطية»، وهو الذراع السياسية لـ «قوات سورية الديموقراطية» إنه «بالنسبة إلى تجهيز المجلس المحلي لإدارة المدينة فالأمر مكتمل تقريباً». وأضافت أنهم مستعدون لإدارة المدينة لحين تحريرها بالكامل. وتابعت قائلة إن السلطات المحلية ستوسع نطاق المجلس بعد السيطرة على الرقة مثلما حدث في منبج.

وقال قائد «وحدات حماية الشعب الكردية» السورية، وهي جزء أساسي من «قوات سورية»، لرويترز الأسبوع الماضي إن الهجوم النهائي على الرقة سيبدأ في أوائل نيسان. وقال وزير الدفاع الفرنسي يوم الجمعة إن من المتوقع أن يبدأ خلال أيام.

وقال علي إنه أحد شخصيتين كرديتين في لجنة مؤلفة من عشرة أشخاص تقوم بتشكيل مجلس الرقة وإن دعوات الانضمام للمجلس أرسلت بالفعل لنحو مئة شخصية بارزة في الرقة. وأضاف أن أهم شيء هو أن تلك الشخصيات لا صلة لها بالنظام وأن من وقع عليهم الاختيار مقبولون اجتماعياً.

المصدر: الحياة