التحالف ينفذ إنزالات جوية شرق الفرات لملاحقة خلايا «داعش»

44
نفذ التحالف الدولي ضد «داعش»، بقيادة واشنطن، بالتعاون مع «قوات سوريا الديمقراطية»، الكردية – العربية، إنزالات شرق نهر الفرات لملاحقة «خلايا» تابعة لـ«داعش»، في وقت قدر مرصد حقوقي وجود نحو خمسة آلاف عنصر تابعين للتنظيم في مناطق سيطرة حلفاء التحالف الدولي شرق سوريا.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أمس، بأن «قوات سوريا الديمقراطية» مدعمة بقوات التحالف الدولي، وبغطاء من طائرات مروحية، قامت فجر اليوم (أمس) بمداهمة منزل في قرية الطكيحي بريف بلدة البصيرة في ريف دير الزور الشرقي، عقب إنزال في المنطقة، حيث دارت اشتباكات بين المداهمين وعدة أشخاص موجودين في المنزل، بينهم عراقيون، حيث قتل شقيقان من الجنسية السورية و3 أشخاص من الجنسية العراقية، بينهم امرأة، فيما جرى اعتقال 8 أشخاص آخرين من الجنسية العراقية وشخص سوري الجنسية.
كما دهمت، حسب «المرصد»، «قوات سوريا الديمقراطية» منزلاً في بلدة الشحيل بريف دير الزور الشرقي، وقامت بمصادرة أسلحة رشاشة، واعتقلوا اثنين من أبناء صاحب المنزل.
ونشر «المرصد» أيضاً أن التحالف الدولي نفذ عمليتي إنزال جوي في مدينة الرقة. وفي التفاصيل، فإن عمليتي الإنزال جاءتا عبر طائرتين مروحيتين تابعتين للتحالف الدولي، حيث جرت الأولى في شارع سيف الدولة، والثانية في حارة البدو شمال مركز مدينة الرقة، بالتزامن مع تحليق لطائرات حربية تابعة للتحالف في سماء المدينة، وانتشار مكثف لـ«قوات سوريا الديمقراطية» على الأرض.
وأضاف أن «العمليتين تهدفان إلى اعتقال 3 من تجار السلاح في الرقة ممن يتاجرون بمختلف أنواع الأسلحة من خفيفة لمتوسطة، ويعمدون إلى بيعها بشكل كبير إلى خلايا تابعة لتنظيم (داعش) في المدينة».
ونشر «المرصد السوري» أنه رصد «استمرار الحملات الأمنية التي أطلقتها (قوات سوريا الديمقراطية) ضمن المناطق التي تخضع لسيطرتها، وذلك بحثاً عن خلايا تابعة لتنظيم (داعش) التي تهدد أمن المنطقة في ظل الفلتان الأمني الكبير ضمن أماكن سيطرة (قوات سوريا الديمقراطية)، حيث تسعى (قوات سوريا الديمقراطية) إلى تكثيف عملياتها الاستخبارتية للكشف عن هذه الخلايا المنتشرة بشكل كبير جداً بعشرات الآلاف في مناطق متفرقة من الأراضي السورية»، إذ استمرت عمليات البحث والتفتيش من «قبل (قوات سوريا الديمقراطية) و(قوات مجلس منبج العسكري) و(قوات الآسايش) والاستخبارات، عن المزيد من عناصر الخلايا التابعة لتنظيم (داعش) في منطقة شرق الفرات ومنطقة منبج في القطاع الشمالي الشرقي لحلب، بالتزامن مع استمرار نشاط الخلايا العاملة في المنطقة، والتابعة للتنظيم ولجهات إقليمية».
وقال «المرصد» إنه «رغم انتهاء (داعش) بشكل كامل كقوة عسكرية مسيطرة في منطقة شرق الفرات، وبخاصة ضمن مناطق سيطرة (قوات سوريا الديمقراطية) الممتدة من منبج وحتى الحدود السورية – العراقية، فإن نشاط التنظيم لا يزال مستمراً على شكل خلايا تعمل ضمن المناطق سالفة الذكر، من خلال تنفيذ تفجيرات وهجمات واغتيالات وعمليات قتل، طالت مدنيين ومقاتلين وعناصر من (قوات سوريا الديمقراطية) وقوات الأمن الداخلي (الآسايش)، على يد الخلايا التي رجحت المصادر أنها تتكون من 4000 – 5000 عنصر متوارين في قرى وبلدات ومدن خاضعة لسيطرة (قوات سوريا الديمقراطية) ممن تسللوا في أوقات سابقة إلى هذه المناطق، وشكلوا خلايا نائمة بعضها يتبع للتنظيم والبعض الآخر يتبع لجهات إقليمية أو مدفوع منها، لتنفيذ عمليات فوضى في المنطقة واستهداف (قوات سوريا الديمقراطية) ومناطق سيطرتها».
وأشار «المرصد» إلى أن عشرات من المتطوعين في صفوف قوات الدفاع الذاتي المؤلفة من قوات مجندة إجبارياً ومن إداريين متطوعين في صفوفها، عمدوا لفسخ عقودهم مع هذه القوات، خشية الانتقام منهم من قبل الخلايا التابعة لتنظيم «داعش»، التي بدأت بمناشير وزعت في ريف دير الزور الشرقي، إضافة إلى أن الأشخاص الذين تطوعوا في واجب الدفاع الذاتي عمدوا لفسخ عقودهم والتزموا منازلهم، خشية اغتيالهم من قبل التنظيم الذي وجه تهديدات إلى النظام والمسلحين الموالين له، وإلى «قوات سوريا الديمقراطية» بـ«القصاص» منهم ومن كل المتعاملين معهم، خصوصاً في الجانب النفطي.
كما شاركت هذه الخلايا في محاولة للتنظيم تحقيق توسعة لجيبها في شرق الفرات، عبر المشاركة في خلخلة الصفوف الخلفية لـ«قوات سوريا الديمقراطية» من خلال تنفيذ هجمات تزامناً مع هجمات للتنظيم من جيبه الأخير بشرق الفرات.

المصدر: الشرق الأوسط