التصعيد الجوي الأعنف يصل إلى شرق اتستراد “دمشق – حلب” الدولي.. والكارثة الإنسانية للنازحين تتفاقم وسط غياب تام للمنظمات المعنية و”حكومة الإنقاذ”

33

بعد ما يقرب من 4 أيام على بدء الحملة الجوية العنيفة التي تشنها طائرات النظام السوري وحليفه “الضامن الروسي” على كامل البلدات الواقعة شرق الاتستراد الدولي (دمشق – حلب)، خلفت تلك العملية دماراً واسعاً في ممتلكات الأهالي وأسفرت عن سقوط أكثر من 100 مدني بين شهيد وجريح بينهم الكثير من الأطفال والنساء، في عملية تسعى لتدمير المنطقة وتهجير أهلها كما حصل قبل في منطقة جبل الزاوية وريف إدلب الجنوبي الغربي.

وفي تصعيد جديد على المنطقة، وسعت طائرات النظام وروسيا قصفها، ليشمل البلدات الآمنة بعض الشيء والواقعة في الطرف الجنوبي من بلدة سراقب والطرف الشمالي من جبل الزاوية ومحيط مدينة أريحا، حيث أن العملية تهدف إلى تفريغ كامل المنطقة الواقعة شرق الاتستراد الدولي (دمشق-حلب) والاتستراد الدولي (حلب-اللاذقية) ابتداءً من مدينة حلب باتجاه الجنوب، وصولاً إلى مواقع النظام في خان شيخون ومواقعه في ريف اللاذقية الشمالي، حيث سجل “المرصد السوري” اليوم انخفاض وتيرة القصف الجوي على الريف الشرقي وانحسار غالبه في محيط مدينة أريحا وجبل الزاوية وريف جسر الشغور.

ويذكر أن غرفة العمليات المشتركة بين روسيا والنظام تعتمد بقصفها على طائرات الاستطلاع الضخمة، والطائرات الصغيرة التي باتت تعتبر أن كل شخص يتحرك في المناطق المستهدفة هو هدف للقصف الجوي أو المدفعي، بحسب ما أفادت به مصادر أهلية للمرصد السوري، في تأكيد على أن العملية هدفها التهجير والقتل.

ولم يسلم النازحين من القصف العنيف الذي يستهدف بلداتهم، حيث تلاحقهم طائرات النظام والمعروفة باسم “الحربي الرشاش”، والتي تنشط في فترات القصف ومهمتها رصد الطرق الرئيسية واستهداف أي سيارة أو دراجة تتحرك على الطرقات، حيث سجلت أكثر من 3 حالات استهداف لسيارات النازحين، ما أسفر عن سقوط عدة شهداء وجرحى جراء القصف. ويذكر أن عمل هذه الطائرة محصور على الاتستراد الدولي من بلدة سراقب حتى مدينة معرة النعمان.

وينفي “المرصد السوري” صحة ما هو متداول عن نزوح 12 ألف مدني فقط من مناطق القصف، ويؤكد أن العدد أكثر من 65 ألف نازح حتى الآن منذ مطلع الشهر الجاري، حيث أصبحت المنطقة شبه فارغة بالكامل، علمًا بأن عدد سكان المنطقة يتجاوز الـ300 ألف مدني، إضافة إلى النازحين إليها، حيث سبق أن نزح الكثير منهم بفعل عمليات القصف الصاروخية السابقة، مثل بلدات (جرجناز والصرمان وأبو مكة) والكثير من البلدات القريبة من خطوط الاشتباك.

في الوقت ذاته، لا يعلم النازحون أين يذهبون في ظل الاكتظاظ السكاني الكبير في مناطق الشمال وهطول الأمطار الغزيرة التي تمنع النازحين من السكن في الأراضي الزراعية وتحت الأشجار، كما حصل سابقا في فصل الصيف، في حين لم تبذل المنظمات العاملة أي جهد يهدف لتخفيف المعاناة عن النازحين، ودون أي اكتراث من جانب حكومة الإنقاذ لما يحصل من كوارث بحق النازحين وانشغالها بتعبيد الطريق بين معبر الهوى ومدينة سرمدا تحت مسمى دوار سرمدا، والذي قدرت قيمته بمئات آلاف الدولارات، في وقت لا تنفق فيه دولار واحد على أي نازح.