التنمر والعنصرية ونظرة المجتمع.. خارجون من الهول يواجهون صعوبات الاندماج والتعلم في المدارس

58

خلال الأعوام الأربعة الماضية منذ “2018-2021” وبكفالة من شيوخ ووجهاء عشائر الرقة، خرجت مايقارب الـ “1000” عائلة من مخيم الهول من مناطق الرقة ومنبج ودير الزور والحسكة بالإضافة لمناطق سورية متعددة “حمص –حماه –اللاذقية –دمشق ” ولم تكن سوى الرقة مأوى لتلك العائلات كونها الأكثر أماناً والأوفر حظاً للبادرات الخيرية والمنظمات .

ووفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد كان عدد الأطفال المسجلين مع العوائل “3400 طفلاً وطفلة مسجلين وفق الدفعات الأربعة خرجت بين العام 2019-2021 وجميعهم من الرقة والطبقة، وتزايد العدد مع تسجيل وصول عوائل أخرى بكفالات متعددة من مناطق سورية ليرتع العدد إلى مايقارب 5000طفل منهم 4149 خارج مقاعد الدراسة .

وعملت المنظمات، منذ مطلع العام 2022 على تبني أحوال وأوضاع تلك العوائل ” أطفال ونساء ” وتأمين بعض من مستلزماتهم وإخضعاهم لدورات تأهيل ودمج من خلال رياض الأطفال والمدارس النموذجية بالإضافة لدورات محو الأمية والدورات المهنية للنساء وفرص العمل لهن .

وتقول السيدة “غ أ” وهي عضوة في لجنة حل النزاع بالرقة للمرصد السوري :
 بالنسبة لأعداد الأطفال الذين استطعنا إعادتهم للمدرسة قد بلغ عددهم “70 “طفل وتم سبر معلوماتهم ودخلو بالصفوف “الثالث-الرابع ” وفق أعمارهم ونسبة الذكاء، واحتياجات النفسية الملاحظة للبقية كانت سلبية بالبداية واستطعنا دمجهم وكان هناك رفض لبعض المواد منها الموسيقى وهي ماقمنا بالتدريج تحوير ذهنية الأطفال السلبية نحو أقرانهم.

وتتابع “غ أ” للمرصد: كانت هناك مسألة أخرى للعوائل وهي تأمين المستلزمات المدرسية في ظل تدني الوضع المعيشي عموماً لأغلب العوائل كونهن دون معيل، فكانت اللجنة تولي الاهتمام نحو منحهم الاحتياجات من تأمين السكن والإيجار وفرص عمل ودورات مهنية وتطوير قدرات للنساء، لكن وبالرغم من كل ماذكر إلا أن أكثر من 4159 طفلاً وطفلة من عوائل الهول بالرقة خارج المقعد الدراسي، وأبرز الأسباب هي التنمر والعنصرية والنظرة الدونية من قبل المجتمع والتعنيف بالقول من قبل التلاميذ بالإضافة لنأي المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية نفسها بمسؤولياتها تجاه العوائل التي لم تخرج من المخيم إلا بعد التحقق من أنهن نساء مدنيات ولم يشتركن بأي جنح وانتهاكات خلال سيطرة التنظيم .

تقول السيدة “أم عيسى” 45 عاما” من دير الزور في حديثها للمرصد السوري: لدي أربعة أبناء اثنان منهم أخرجتهم من المدرسة بعد تعدد التعنيف من قبل أقرانهم في المدرسة وتلفظ الأطفال لهم بعبارات عنصرية وهو ما أثار حفيظتي فأخرجتهم من المدرسة وتعلموا مهنة التقاط البلاستيك والمعادن ومخلفات مواد البناء وهم الآن يعينونني في تأمين مصروف المعيشة فالمدرسة لاتسمن ولاتغني عن جوع .

وتتابع “أم عيسى “: كي أضمن متابعة طفلي الآخرين نقلتهم إلى مدرسة أخرى دون الإفصاح أن والدهم من عناصر التنظيم، فالطفل يحقد ويتحول للذهنية العصبية الحاقدة إن استمر التنمر بشكل متواصل وهو ما أخشاه، وأعمل على منحهم حياة طبيعية كشأن بقية الأطفال فهم لاذنب لهم .

أم عمر وهي زوجة أحد عناصر التنظيم ومعتقل في أحد سجون قسد تقول للمرصد السوري : ابنتي طالبة بالصف التاسع ومسجلة في دورات تقوية في أحد معاهد الرقة الخاصة، تتعرض دوماً نتيجة لباسها ” النقاب” للتنمر والتعنيف من بقية زميلاتها، وهي مجدة في دراستها وتعاني من ضعف نظر وتولي المعلمات والمعلمون لها معاملة خاصة كونها مجتهدة مما أثار نقمة مثيلاتها وتلفظن بعيارات عنصرية تجاهها، واصطحبت معي الشيخ “محمد علي المبروك ” الذي تواصل مع إدارة المعهد وأولياء أمور التلميذات بالإبتعاد عن تلك المهاترات التي تصنع حقداً ونقمة مع مرور الأيام وهو ما تريد لجنة حل النزاع التخلص من نظرة المجتمع تجاه الأطفال والنساء من مخيم الهول .

وتضيف”أم عمر ” : الطامة الكبرى التي تواجهنا نحن كعوائل خارجة من الهول، هو نظرة المجتمع ومسألة الكفالات للسكن بالرقة، فأنا من مدينة اللاذقية ومعي زوجة أخي وهو أيضاً معتقل مع زوجي، ونحن في المنزل نقطن 10 أشخاص، والمستحقات المخصصة للسكان محرومون منها بمجرد أن علم ” الكومين ومندوب الخبز ” أننا من عوائل الهول .