الثروة الحيوانية تتدهور في مناطق “الإدارة الذاتية” وأسعار الأعلاف ترتفع مقابل انخفاض أسعار المواشي

69

تواجه الثروة الحيوانية في شمال شرق سوريا الواقعة ضمن مناطق “قسد” خطراً حقيقياً، حيث تسببت موجة الجفاف الناتج عن انحباس الأمطار وقطع تركيا لمياه نهر الفرات، تلف المزروعات لقلة مصادر المياه، ما أثر بشكل مباشر على مصادر طعام المواشي وفقدان العلف، وأدى ذلك إلى انخفاض حاد في أعداد الثروة الحيوانية في مناطق “الإدارة الذاتية”.
وتوحي جميع المؤشّرات بانخفاض حادّ في أعداد الثروة الحيوانية في شمال شرق سوريا وذلك بسبب عدم توفر المرعى وارتفاع سعر العلف الحيواني، وجاء موسم الجفاف هذا العام ليضاعف الخطر باحتمالية تسجيل تناقص إضافي عن السنوات السابقة، بسبب تصدير وتهريب كميات كبيرة من المواشي إلى إقليم كردستان العراق ومناطق النظام السوري والفصائل الموالية لتركيا.
وتعتبر الجزيرة السورية التي تقع تحت سيطرة “قسد” موقعًا هامًا يتوزع فيه البدو الرحالة أو ما يسمى بـ”الغنامة ” لرعي أغنامهم في فترة الشتاء
وترتفع أسعار الأعلاف بشكل كبير وتنخفض مصادر الغطاء النباتي ما يجبر الرعاة على بيع عدد كبير من مواشيهم بأقل من سعرها وذلك لإطعام العدد الآخر وإنقاذ بقية القطيع.
ويعمد الرعاة في الآونة الأخيرة إلى التنقل من منطقة إلى أخرى بحثاً عن الكلأ والماء، وتهديد أزمة انقطاع المياه في المنطقة حياة القطيع بأكمله.
وتهمل “الإدارة الذاتية” قطاع تربية الحيوانات، من حيث تقدمة الدعم للمربين ما يشكل خطراً كبيراً للثروة الحيوانية في الجزيرة السورية، وفي حال استمرّ موسم الجفاف، فسيكون من الصعب على مربي المواشي الاستمرار في تربيتها.
ويفضل مربو المواشي بيع ماشيتهم بالقطع الأجنبي “الدولار الأمريكي” إلى تجار ينقلونها إلى إقليم كردستان عبر معابر تسيطر عليها “الإدارة الذاتية” التي تفسح المجال أمامهم للحصول على “الجمارك” لقاء نقل المواشي إلى إقليم كردستان، ما يشكل تهديداً اضافياً إلى جانب الجفاف للثروة الحيوانية.
وقدّرت وزارة الزراعة خسارة 50 في المئة من الثروة الحيوانية إبان الحرب وذبحها بسبب الجوع، أو التهريب ونفوقها إثر النزاعات المسلحة.
وعلى الرغم من انخفاض أسعار المواشي في الأسواق نتيجة الجفاف بأكثر من 60 بالمئة من قيمتها إلا أن بيع اللحوم لدى الجزارين بقي على حاله، حيث أن سعر الخروف الواحد كان في العام الماضي يباع بأكثر من 300 ألف ليرة سورية، وكان سعر كيلو الواحد من اللحم بـ 20 ألف ليرة سورية، ومع تراجع سعر الخروف الواحد إلى أقل من 100 ألف ليرة سورية بقي سعر الكيلو الواحد من اللحم عند 20 ألف ليرة سورية.