“الجندرما” ترتكب جرائم وانتهاكات بحق السوريين. وشبكات التهريب تواصل عمليات التهريب دون توقف

63

تمارس قوات حرس الحدود  التركية، مختلف الانتهاكات بحق السوريين الذين يحاولون البحث عن ملاذ آمن، وفرصة عمل تساعدهم على العيش الكريم في تركيا التي أصبحت مقصدا للسوريين الراغبين بالعمل وهؤلاء الذين يطمحون للوصول إلى دول الاتحاد الأوروبي عبر البوابة التركية.
وبالتوازي مع حاجة المواطنين للوصول إلى تركيا، نشأت شبكات تهريب البشر التي تعمل بحماية الفصائل العسكرية، وعائلات في القرى الحدودية مع التركيا لها باع طويل في التهريب وارتباطات مع مهربين ضمن تركيا.
وأكدت مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان، اعتقال “الجندرما” نحو 20 شخص بعد عبورهم الأراضي التركية من جهة قرية قرموغ بريف (كوباني) شرقي حلب، حيث يتم تهريب البشر من تلك القرية مقابل 600 دولار أمريكي، مستغلين الأجواء الماطرة والفيضانات.
وأكدت مصادر المرصد السوري، أن المعتقلين يتم تعذيبهم في مخفر حدودي تركي.
وفي 12 إذار، أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان، إلى اعتداء عناصر “الجندرما” التركية، بالضرب المبرح على مجموعة شبان سوريين، مما أدى إلى وفاة شاب وإصابة البقية وعددهم 8 بكدمات وكسور بالأطراف، نتيجة ضربهم بأدوات حادة وبأخامص الأسلحة، قبل ترحيلهم إلى معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا شمال محافظة إدلب.
وفي 17 آذار، سلم الجانب التركي جثة الشاب الذي قتل على يد الجندرما التركية يوم الأحد الفائت 12 آذار الجاري تحت وطأة التعذيب، ورمت جثته مقابل الحدود ولم تسمح لأحد بالاقتراب منها قبل أن تقوم بسحبها وتشريح الجثة.
وكانت والدة الشاب قد وجهت نداء لتسليمهم ابنها الذي قتل برصاصة غادرة من عناصر “الجندرما” أثناء محاولته الدخول إلى تركيا.
وبالتوازي مع تصاعد انتهاكات “الجندرما” بحق السوريين الباحثين عن ملاذ آمن، تجمع محتجون، في 13 آذار،  داخل معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا للتنديد بممارسات حرس الحدود التركي “الجندرما” ضد الشبان السوريين، وطالبوا بمحاسبة مرتكبي الانتهاكات.
وشارك بالوقفة الاحتجاجية عدد من الناشطين والإعلاميين، وعبروا عن استيائهم إزاء التصرفات السيئة لعناصر الجندرما مع أبناء سورية.
كما تجمع عشرات السوريين من المهجرين قسرا إلى عفرين بريف حلب الشمالي، في وقفة احتجاجية تنديدا بممارسات حرس الحدود التركي “الجندرما” من خلال عمليات القتل والتعذيب الوحشي الممنهج للاجئين السوريين الذين يحاولون عبور الحدود بحثا عن ملاذ آمن.
وحمل المحتجون لافتات كتب عليها” همجية بلا حدود الجندرما التركية” ونريد محاسبة من يعتدي على السوريين” في إشارة إلى “الجندرما” التي تستبيح دماء السوريين دون رادع.
وبرغم الاحتجاجات الشعبية، لم تتوقف قوات “الجندرما” عن عمليات قتل السوريين، ففي 14 آذار، توفي  مواطن يبلغ من العمر 66 عاماً من خربة الجوز في ريف إدلب الغربي، متأثراً بإصابته جراء استهدافه أمس من قبل قوات حرس الحدود التركية “الجندرما” أثناء حراثة أرضه قرب الحدود مع لواء اسكندرون شمال غربي إدلب.
ومع سوء الأحوال المعيشية في شمال غرب سورية، وقلة فرص العمل، فضلا عن ارتفاع المبالغ الكبيرة التي تيقاضاها المهربون مقابل توصيل المواطنين إلى تركيا، يعكف البعض للدخول إلى تركيا بشكل منفرد أو بمجموعات دون أن يدفعوا الأموال للمهربين، في حين أنهم يلقون حتفهم بسبب قلة هخبرتهم بالطرقات، ففي 7 آذار، توفي فتى 15 عام غرقا في مياه نهر العاصي بمنطقة دركوش غربي إدلب، أثناء محاولته دخول الأراضي التركية.
ويعتبر نهر العاصي حدا فاصلا بين مناطق في محافظة إدلب السورية، ولواء اسكندرون، من دركوش وصولا لسلقين بريف إدلب الشمالي الغربي.