الجهادي البارز “أبو العبد أشداء”: الجولاني مخادع كاذب وتاجر في دماء المدنيين والعسكريين.. وأكثر من ألف شخص قضوا تحت التعذيب في سجون تحرير الشام

87

كشف القيادي الجهادي السابق في “هيئة تحرير الشام” المدعو “أبو العبد أشداء”، من خلال تسجيل مصور حصل المرصد السوري على نسخة منه، حول ما أسماه “الجولاني والمتاجرة في المناطق السورية ودماء المجاهدين وكذبه وخداعه وانسحابه من مئات القُرى والبلدات والمدن في حماة وحلب وإدلب” حيث اتهم “أبو العبد أشداء” الـ “جولاني” بالعبث والاستيلاء على مقدرات المناطق المحررة، وإفشال الكثير من الأعمال العسكرية التي كانت خططها جاهزة وموضوعة للاستيلاء على كامل مدينة حلب، فضلًا عن قيامه باعتقال “المجاهدين الصادقين” بعد أن أُصيب بـ “جنون العظمة” بحسب وصفه، وأبرز ما جاء في حديثه المصور والذي استمر قرابة الساعة: ماقدمته الثورة السورية خلال السنين العشر من شهداء وجرحى والمشردين والمهجرين يستوجب علينا إكمال الطريق والحذر من المؤامرات والأدوات والوسائل التي تؤدي إلى بيع تضحيات الثورة، كان المتوقع بعد تهجير المجاهدين من كافة مدن سوريا إلى الشمال، سيشكل قوة كبيرة من جديد، وتكامل تلك القوة في معركة تحرير شاملة ولكن للأسف زاد الوضع سوءً رغم المقومات الكبيرة ومن الواجب توضيح حقيقة الواقع: حذرت في الشهر التاسع من العام 2019 بكلمة “كي لاتغرق السفينة” من سقوط المناطق إذا لم نتدارك الأمر فما كان من قائد “هيئة تحرير الشام” إلا أن استكبر وطغى وسجن الناصحين ورفض إصلاح وكذب بقوله “سنشكل لجنة رقابية ولم يشكل شيء ولم تمضي سوى 4 شهور حتى بدأت المناطق بالسقوط وضاعت قلاع أهل السنة كـ “سراقب ومعرة النعمان وعندان وحريتان وحيان والعيس” ومئات القرى الأُخرى، لم يجد الكاذب “أبو محمد الجولاني” تبريراً إلا المتاجرة بدماء الصادقين، الذين صدوا بصدورهم جحافل الكفر، وبعد سقوط تلك المناطق قامت جهود الإصلاح، ولكن جنون العظمة الذي استولى على “الجولاني” دفعه لحرب الصادقين وسجن المجهادين، والتضييق على الكوادر، وهو مستمر في كذبه وخداعه للأمة، مرة نيابة عن دولة العراق، ومرة باسم جبهة النصرة، ومرة باسم القاعدة ومرة باسم فتح الشام وتحرير الشام وكل ذلك يهدف لاستمراره في الطغيان والاستحواذ على مقدرات المحرر لذا كان من الواجب التعريف بمشروع الجولاني، وكشف عملية من أكبر عمليات الكذب والدجل والاحتيال الذي يتستر باسم الحركات الإسلامية في العصر الحديث، سأكشف لكن خفايا “الجولاني” الذي يتاجر بالجهاد والمجهادين، فبعد تهجيرنا من أحياء حلب الشرقية، بدأنا بالتخطيط للعودة بعمل مفاجئ، فوفقنا الله باكتشاف المجرور الصحي الرئيسي الذي يمر من جمعية الزهراء المحتلة إلى جمعية الزهراء المحررة، ثم إلى الجزء المحتل من منطقة الليرمون ثم إلى وسط مدينة حلب، دخلت فيه عدة مرات ومررنا تحت العدو لأكثر من واحد ونصف كيلومتر، قمنا بتنظيف المجرر وتجهيزه وقمنا بالتخطيط لإرسال مجموعات تأمين ومجموعات تدخل إلى خلف خطوط النظام وتكسر تحصيناته في جمعية الزهراء والخالدية ومن ثم يكون الاجتياح، طلبت وقتها لقاء الجولاني وحصل لقاء في شهر رمضان بعد تشكيل الهيئة بـ 5 شهور، شرحت له الخطة وأبدى أمامنا فرحه الكبير بهذا الأمر، انتهى اللقاء وانتهت بلقائه كل شيء، وأوقف “الجولاني” مشروع حفر نفق في منطقة الليرمون نحو مناطق النظام.

ويتابع “أشداء” أما في الجانب الأمني والاعتقالات التعسفية والاختفاء القسري ومصير المعتقلين فالجرائم تشيب من هولها الولدان ويكفي أن تعلم أن عدد الإعدامات التي نفذها الجولاني في زمن هيئة تحرير الشآم أكثر من ألف حالة لم تتوفر لهم اجرائات القضاء الشرعي الصحيح ولا حقوق المعتقلين ولا مواساة لأهليهم بل ولا حتى إعتراف بإعدام كثير منهم ولا شهادات وفاة لهم وتم دفن كثير منهم سراً في مقابر جماعية، هذا عدى عن استهتار الأمنيين و الدوريات والحواجز بدماء المدنيين فأورقت على أيديهم دماء كثير من الأهالي لعباً واستهتاراً أما عن التعذيب وأعداد الذين خطفو ودخلوا السجون ظلما والمعاملة الإجرامية للأهالي السجناء وقصص تعامل إجرامي مع المسلمات السجينات فهذا أمر لايقدر على حصره بشر، وأذكر أن الزنزانة التي كانت في جانبي كان فيها أربع نساء وأحياناً خمسة وهي بالأصل لا تكاد تتسع لشخص واحد، ولازلت أذكر في الزنزانة المجاورة لي صوت بكاء امرأة من بنش عندها تسعة أولاد بقية قرابة الأربعين يوم تترجاهم أن تتكلم بالهاتف مع زوجها لتخبره بطريقة إعطاء الدواء والابرة لبنتهم المريضة بالسحايا لأنه لايعرف ذلك فرفضوا السماح لها ولو بمكالمة، وتناديهم أليست عندكم أخوات اليست عندكم أمهات، سألت أحد المسؤولين عنها وما تهمتها فقال تتعامل مع التحالف، وبعد خمسين يوم اخرجوها لأنه لم يثبت عليها شيئ، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وهذه الطريقة مشهورة عندهم يسجنون الشخص ويعذبونه ويهينون أهله ويتهيمونه بأبشع التهم كالعمالة والخارجية ووالفحش ثم بعد زمن يتبين أن التهم كذب في كذب، والتعامل مع هؤلاء السجينات في السجن الأمني يتم عبر رجال وتطلب السجينات من السجانين الرجال بعض أمورهن الخاصة وقد لا تصلهم إلا بعد تكرار الطلب من عدت سجانين وبعد عدت أيام، وبالنسبة للتعذيب لازلت أذكر أن أحد السجانين عندما سألته عن كثرة أصوات التعذيب التي اسمعها يومياً قال ياشيخ المحققون مجرمون وأنا بريئ من أفعالهم، بل إن الملف الأمني فيه أمور أخطر من ذلك كالقيام بأعمال أمنية بإسم الدواعش، ففي فترة سجني كان يوجد سجين داعشي له أقارب من قيادات في درع الفرات وكان الأمنيون يعرضون عليه الخروج من السجن والقيام بأعمال أمنية في منطقة درع الفرات، بشرط أن يحضر زوجته إلى إدلب كضمان لجديته في العمل وكان يرفض ذلك، وقالوا له نعطيك سيارة ومال وبيت ومايلزمك من سلاح وكان يرفض ذلك العرض لأنه لا يريد وضع زوجته رهينة عندهم، وإذا كان الجولاني صادقاً فليسمح بتقصي الحقائق لثلاثة ممن تتنوع فصائلهم ومدارسهم واهتماماتهم من هؤلاء المشايخ، أبو محمد الصادق، الشامي، أبو الوليد الحنفي، أبو دجانة الحموي، المحيسني، الطرطوسي، علي بن نايف الشحود، العريدي، أبو عبد الله الطبيب، محمد أبو النصر، أبو أنس الكناكري، حسام حجو، فليختر ثلاثة منهم ويكونوا لجنة تقصي حقائق، تزور السجون الأمنية وتسمع من المعتقلين وتلتقي بأهالي المفقودين والمغيبين والمعتقلين وتطلع على أوراق الأمنيين وتعاين إنشاءات المقابر الجماعية، إذ تخبرنا بالأعداد الدقيقة بمن أعدمه الجولاني ومن سجنه ومن عذبه، ومن ماتوا تحت التعذيب وهل قضائه الأمني معتبر أم فيه استنساخ لقوانين البعث المجرم، فهل ستسمح لهم أيها المجرم.

أما بخصوص قمع الصحافة والإعلام.. فالقمع شديد في إدلب لكل صادق ولكل مطالب بالحق بالكلمة الطيبة الحرة فالكلمة الحرة جريمة كبرى عندهم، وعنده لا صوت يعلو فوق صوت الترقيع والنفاق.
وكانت هيئة “تحرير الشام” قد اعتقلت “أبو العبد أشداء” في سبتمبر/أيلول من العام 2019، بعد إصدار الهيئة بيان تضمن إحالته إلى القضاء العسكري، وذلك على خلفية المقطع المصور الذي بثه بعنوان “كي لا تغرق السفينة”، تحدث فيه عن خفايا الاتفاقات السرية والعلنية والسرقات الاقتصادية والإدارة الفاشلة للمنطقة، منتقداً سياسة الهيئة في عدة مجالات ومنها سوء الحالة الاقتصادية للمقاتلين والمدنيين على حد سواء من خلال أساليبها في سحب المقدرات التي تدر دخلاً على المناطق الخاضعة لسيطرة تحرير الشام في الشمال السوري، ليتم إطلاق سراحه في أوائل العام 2020 المنصرم.

وبالانتقال إلى الملف المالي، قال “أشداء”: إن المبلغ الذي اعترف به الجولاني بتضيعه في مرة واحدة فقط، مليار ونصف أي ألف وخمسمئة مليون دولار، لو وزع على عدد سكان المحرر، مليون أسرة لكان نصيب كل أسرة على الأقل ألف وخمسمئة دولار، أضاعها في وقت كان الشعب في المحرر يعيش تحت خط الفقر ويموت الناس جوعاً ومرضاً وبرداً، وإذا كان الذي ضاع هو مليار ونصف! فكم المبلغ الذي كنزه؟ وخبئه من أموال المسلمين في السنين الثلاث التي وضع فيها يده على آبار البترول في سوريا.. أيعقل أن من هذا تاريخه في السرقة والفشل والحمق الإداري، يتسلم اليوم مقدرات المحرر في تفرد عبر دعاوى تنظيم والإشراف بسرقة الكثير من الدعم الذي يأتي للصحة والتعليم والنظافة والإسكان وكل شيء، ويضاف إلى ذلك ما يأخذه من أموال المعابر والضرائب والمكوث واحتكار المحروقات والتجارات والمصادرات وبيع وتأجير الأموال العامة وتجارة الآثار وتهريب البضائع والبشر إلى الدول المجاورة وغير ذلك بكثير، هل لاحظتم إخواني في المحرر أن ملابس البالة التي كانت تباع للفقراء بثمن زهيد أصبحت اليوم غالية بفضل سياسات الضرائب والسرقات القائمة في المنطقة ويمكن لأي أحد في المنطقة أن يتواصل مع أقاربه في درع الفرات ويسألهم عن ثمن جرة الغاز والمحروقات والمواد الغذائية عندهم، ليعلم أن الجولاني من أهم أسباب غلاء الأسعار والتضييق على الفقراء في إدلب فعلى سبيل المثال فقط إن سعر جرة الغاز في إدلب أغلى من سعرها في درع الفرات بدولار وأحياناً بدولارين فالجرة الواحدة وإذا كان في إدلب مليون أسرة تستهلك الأسرة جرة واحدة شهرياً في الحالات العادية فهذا يعني من مليون إلى مليونين من الدولارات تدخل إلى الجولاني كفرق سعر فقط بين السعر في درع الفرات وفي إدلب، عدى عن الربح في الجرر وعدى عن استهلاك المجتمع للجرر في التدفئة والاستهلاك المطاعم وغير ذلك تخيل هذه الملايين فقط من جرر الغاز وقس على ذلك باقي السلع ورغم سرقته خيرات المحرر فإن هذه الخبرات يتنعم بها هو وقلة قليلة من المنتفعين والمرقعين حوله اما عامة المجاهدين الذين يتاجر بدمائهم، والمرابطين حقاً على الجبهات فهؤلاء من أفقر الناس في المجتمع وحالهم يرثى له وأسوأ من حالهم حال المصابين والمعاقين الذين تاجر الجولاني بتضحياتهم ثم أهمل شؤونهم وتركهم هبلاً تتخطفهم الأمراض والمعاناة.

“أبو العبد أشداء” أسمه عبد المعين كحال وهو من حي السكري في مدينة حلب وتربطه علاقة قوية مع “أبو اليقظان المصري و أبو شعيب المصري” من أبرز الشرعيين السابقين في هيئة “تحرير الشام”، وكان أبو “العبد أشداء” يقود أحد الألوية التابعة لحركة احرار الشام وكان القوة الامنية لهم في حلب، انفصل عن حركة أحرار الشام أواخر عام 2016 بسبب اعتماد حركة أحرار الشام القانون العربي الموحد في محاكمهم المنقح، وتبني علم الثورة السورية ، ثم انضم لهيئة “تحرير الشام” مطلع عام 2017 وكان من تيار المصريين المتشددين ضمن “تحرير الشام” وهم “أبو الفتح الفرغلي وأبو اليقظان المصري وأبو شعيب المصري”، بقي أبو العبد أشداء مع “تحرير الشام” حتى عام 2019 فكان الفراق معها وذلك بسبب طرد أبو اليقظان المصري و انشقاق أبو شعيب المصري
وأسباب التمسها هو لنفسه من فساد تحرير الشام وتسليم المحرر للنظام والروس “بحسب وصفه”

وجاءت كلمة “أبو العبد أشداء” في الوقت الذي تشهد مناطق هيئة “تحرير الشام” حملة اعتقالات واسعة ينفذها الذراع الأمني للهيئة بأوامر مباشرة من زعيمها “أبو محمد الجولاني” ضد جهاديين من جنسيات مختلفة أغلبهم من تنظيم “حراس الدين” الجهادي المتهم بولائه لتنظيم “القاعدة” ، ويأتي ذلك في إطار محاولة زعيم “هيئة تحرير الشام” الترويج لنفسه بمحاربة الإرهاب ضمن مناطق سيطرته، حيث وثّق المرصد السوري لحقوق الإنسان، منذ مطلع الشهر الجاري اعتقال “تحرير الشام” لأكثر من 12 جهادي من مناطق متفرقة بإدلب وريف حلب، غالبيتهم من جنسيات غير سورية.