الجيش التركي يتوغّل أكثر في سوريا ويشنّ غارات على مقاتلين أكراد

23

توغل الجيش التركي وحلفاؤه على نطاق أوسع في سوريا أمس لينتزعوا السيطرة على أراض من قوات متحالفة مع الأكراد، في اليوم الخامس من حملة عبر الحدود، فيما قال “المرصد السوري لحقوق الإنسان” الذي يتخذ لندن مقراً له إن 35 قروياً على الأقل قتلوا.
وحلقت الطائرات الحربية التركية في سماء شمال سوريا فجراً وقصفت المدفعية التركية ما وصفته مصادر أمنية بأنه مواقع تسيطر عليها “وحدات حماية الشعب” الكردية بعدما تحدث المرصد عن معارك عنيفة ليلاً حول قريتين.
وأعلن الجيش التركي أن 25 مسلحاً كردياً قتلوا في غاراته الجوية ونفى سقوط أي مدنيين. ولم يرد تعليق من “وحدات حماية الشعب”، لكن قوات متحالفة معها قالت إنها انسحبت من المنطقة قبل الهجوم.
وأفاد مسؤولون أتراك أن هدفهم في سوريا هو طرد تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) من معاقله، إلى ضمان عدم توسيع القوات الكردية مناطق سيطرتها على طول الحدود مع تركيا.
لكن مصدرا في المرصد السوري قال إن الهجوم التركي يركز حتى الآن على الجماعات المتحالفة مع “قوات سوريا الديموقراطية” وهو تحالف يشمل “وحدات حماية الشعب”.
وتتمتع “قوات سوريا الديموقراطية” بدعم من الولايات المتحدة التي تراها حليفاً فعالاً ضد “داعش”، ومن ثم فإن تحرك تركيا ضد الجماعات المتحالفة مع “قوات سوريا الديموقراطية” يجعلها على خلاف مع واشنطن حليفتها في حلف شمال الأطلسي.

 

مقتل مدنيين وإصابة العشرات
وأعلن المرصد أن القوات المتحالفة مع تركيا سيطرت على قريتين على الأقل جنوب جرابلس وهما جب الكوسا والعمارنة اللتان كانتا خاضعين لسيطرة جماعات موالية لـ”قوات سوريا الديموقراطية”. وأضاف أن القتال أسفر عن مقتل 20 مدنيا في جب الكوسا و15 في العمارنة واصابة عشرات آخرين.
وقال مقاتلو معارضة تدعمهم تركيا إنهم انتزعوا السيطرة على عدد من القرى جنوب جرابلس من قوات متحالفة مع “قوات سوريا الديموقراطية” وتحركوا غرباً لانتزاع عدد من القرى الخاضعة لسيطرة “داعش”.
وأكدت مصادر أمنية تركية أن الطائرات الحربية والمدفعية أصابت مواقع لـ”وحدات حماية الشعب” جنوب جرابلس وفي محيط منبج وهي مدينة سيطرت عليها “قوات سوريا الديموقراطية” التي تناصر الأكراد هذا الشهر في عملية دعمتها الولايات المتحدة.
وسمع شاهد من “رويترز” في كركميش، وهي بلدة على الجانب التركي من الحدود، دوي طائرات ومدفعية وهي تقصف أهدافا داخل سوريا. وقال مسؤول تركي إن غارات جوية أعنف قد تشن في الساعات المقبلة.
وأقرت تركيا بن أحد جنودها قتل السبت عندما أصاب صاروخ دبابة. وأضافت أن الصاروخ أطلق من منطقة تسيطر عليها “وحدات حماية الشعب”. وهذا أول قتيل يعلن الجيش التركي سقوطه في الحملة.
وتكلم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بنبرة تنم عن التحدي خلال زيارته لمكان الهجوم على حفل الزفاف في مدينة غازي عينتا . وقال أمام الآلاف من أنصاره :”سوف تستمر عملياتنا ضد التنظيمات الإرهابية حتى النهاية… لن نقبل باي نشاط ارهابي على حدودنا او قربها”.
وعلى جبهة سورية اخرى، قال المرصد إن قذائف اطلقتها فصائل معارضة على احياء يسيطر عليها النظام في حمص أسفرت عن اصابة شخصين.
في غضون ذلك، تجدد قصف قوات النظام على حي الوعر في حمص مما أوقع ثلاثة قتلى على الاقل و20 جريحاً.
ولا تزال الامم المتحدة تنتظر ردود اطراف النزاع على اقتراحه هدنة انسانية لـ48 ساعة في مدينة حلب، بعدما اعربت روسيا عن تأييدها لوقف النار.
واستعاد الجيش السوري السيطرة على مدينة داريا كاملة بعد حصارها أربعة اعوام، اثر اخراج آخر المقاتلين والمدنيين منها السبت.

مجلس الامن

وصرّح وزير الخارجية الفرنسي جان- مارك إيرولت بأنه يضغط من أجل إقناع أعضاء مجلس الأمن بما في ذلك روسيا لإدانة النظام السوري بعد صدور تقرير عن استخدام قوات الحكومة السورية للأسلحة الكيميائية.
وسئل هل تؤيد روسيا القرار، فأجاب: “لا أرى سببا يمكن أن يطرح أو ذرائع يمكن أن تقال لعدم إدانة استخدام الأسلحة الكيميائية”.
ومن المقرر أن يبحث مجلس الأمن في التقرير في أيام.
وخلص تحقيق مشترك للأمم المتحدة والمنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيميائية إلى أن قوات الحكومة السورية مسؤولة عن هجومين بغاز سام وأن “داعش” استخدم غاز خردل الكبريت.

 

المصدر : النهار